الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطنة «ستينية» في الفجيرة تتسلق الجبال بحثاً عن النباتات الطبية

مواطنة «ستينية» في الفجيرة تتسلق الجبال بحثاً عن النباتات الطبية
10 سبتمبر 2013 20:51
تمارس حلاوة خميس سعيد الطب الشعبي منذ 35 سنة، وتخصص ركناً كبيراً للأدوية في منزلها المتواضع في منطقة الطويين الجبلية التابعة للفجيرة، وزينت جدرانه بطريقة تراثية فأصبح أقرب إلى العيادة بتجهيزاته، فهو يضم أكثر من 50 صنفاً من الأعشاب، تتسلق الجبال بحثاً عنها، بالإضافة إلى أدوات العلاج التقليدية. وعلى الرغم من وجود حلاوة في منطقة جبلية بعيدة، إلا أن المترددين عليها يتجاوزون 500 مراجع في العام، فهي تعالج الكسور، وآلام الظهر، والرأس، والبطن، والجبر، والكي. وخلال زيارة حلاوة في بيتها والاقتراب أكثر من الطب الشعبي ومدى الإقبال عليه وكيف حافظت على ممارسة هذه المهنة تقول: ترعرت في بيت يمارس مهنة الطب الشعبي فوالداي رحمهما الله كانا من المختصين بالتداوي بالأعشاب وتعلمت منهما، حتى أصبحت اليوم لديَّ خبرة وسمعة طيبة ويقصدني الناس من كل مناطق الدولة وخارجها. وعلى الرغم أن الطب الحديث حقق خطوات متقدمة في هذا المجال، إلا أن حلاوة خميس تعتبر مرجعاً طبياً لعلاج الكسور، وهي تقول: إن علاج الكسور بحاجة إلى خبرة، فهناك أعشاب معينة لا يمكن الاستغناء عنها أهمها المر، والعنزروت، وورق السدر، وشجر الظفر، ويتم خلط ودق هذه الأعشاب ونثر شعر الغنم عليها، وتوضع بعد ذلك على الكسر مثبتة، إما بجريد النخيل أو خشب آخر، حسب نوع وحجم الكسر ولفها بقماش، وبعد ثلاثة أيام يتم فحص الكسر والتأكد من جبره. وعن أهم أنواع الأعشاب وأسمائها تقول الخبيرة بالطب الشعبي، إن هناك أكثر من 50 نوعاً من الأعشاب معظمها موجود في البيئة الجبلية في الدولة، وأبرز هده الأنواع الحلبة السدر، الحرمل السخبر، القضقاض الشوع، الحبن. وحول أضرار هذه الأعشاب، قالت: إنه يجب تناولها تحت إشراف متخصصين وأصحاب خبرة، فهناك مقادير معينة وكميات محددة لاستعمال أي نوع من العشب، ومن الخطأ خلط مجموعة أعشاب في وقت واحد، فقد يؤدي هذا الخلط إلى مضاعفات أو أضرار في بعض وظائف الجسم، كما يجب أن تكون كميات العشب الموضوعة في المياه أو الشاي معروفة المقادير. وحلاوة خميس لا تعتمد على الآخرين في جلب الأعشاب، فهي تعيش في منطقة جبلية زاخرة بالأعشاب الطبية وتقوم بنفسها بجمع ما تحتاجه من النباتات وتعلمت قيادة السيارة منذ 20 سنة، وعندما تلوح لها أي فرصة تقوم بتسلق الجبل وتجمع النباتات. وعن سبب إقبال الناس على التداوي بالأعشاب قالت: لو لم يكن هناك نتائج جيدة لما استعان الناس بالطب الشعبي، أما بخصوص الأسعار أو الرسوم التي تطلبها من المرضى فهي لا تطلب مقابل العلاج أي مبلغ والذي تجود به الأيادي تعتبره دليل كرم من أصحابها، وهي سعيدة بتقديم العون والمساعدة للآخرين، وأحياناً تذهب بنفسها إلى بيت المريض إذا كان كبير السن أو حالته لا تسمح بنقله إلى الطويين. وحلاوة في العقد السادس من العمر، إلا أن حبها لممارسة الطب الشعبي جعلها محط إعجاب وتقدير كل من حولها أولهم زوجها أبو سعيد وصديقتها أم فايز فهما يعتبرانها فخراً لكل الأسر لما تحمله من فكر وخبرة وعزيمة وعطاء لا ينضب في خدمة وطنها، كما أن مشاغلها الأسرية والتزاماتها بتقديم العلاج للناس لم يمنعاها من المشاركات في الفعاليات الوطنية، فتراها موجودة في القوافل الثقافية والمهرجانات التراثية التي تقام في مختلف مناطق الدولة، ونالت العديد من شهادات التقدير تكريماً لدورها الريادي الفعَّال في حفظ الموروث الشعبي.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©