واشنطن - هدى توفيق:
اعترف وزير الدفاع الأميركي المعين روبرت جيتس أمس لدى بدء جلسات الكونجرس لمناقشة التصديق على تعيينه خلفاً لوزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، بأن الولايات المتحدة لا تحقق نصراً في حرب العراق، وقال: إن مسار العمل الأميركي هناك سيحدد احتمالات ''التفجر الإقليمي'' في منطقة الشرق الأوسط، فقد سأله الرئيس المقبل للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي كارل ليفين: هل تعتقد أننا نحقق حالياً النصر في العراق؟ فأجاب ''كلا يا سيدي''·وقال جيتس: إن جميع الخيارات لكسب الحرب مطروحة للبحث على الطاولة، وإنه منفتح على أي أفكار جديدة بشأن العراق لكن اتخاذ القرار يعود إلى الرئيس الأميركي جورج بوش، وأضاف: سيحدد مسارنا خلال عام أو عامين ما إذا كان الشعبان العراقي والأميركي والرئيس المقبل للولايات المتحدة سيواجهون وضعاً يتطور ببطء واطراد في العراق وفي المنطقة وإلا واجهنا ''خطراً حقيقياً بتفجر المنطقة''·
من جهة ثانية اتفق بوش ورئيس ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق'' عبد العزيز الحكيم خلال اجتماعهما في البيت الأبيض مساء أمس الأول على ضرورة توطيد سلطة الحكومة العراقية، فيما طالب الحكيم القوات الأميركية بتوجيه ضربات أشد إلى المتمردين لمنع اندلاع حرب أهلية، ودعا إلى توقيع اتفاقيات أمنية مع دول المنطقة لمكافحة الإرهاب وتسليم المجرمين·وقال بوش للصحفيين ''تحدثنا عن ضرورة إعطاء الحكومة العراقية المزيد من الوسائل وبأقصى سرعة ممكنة كي تتمكن من تحقيق ما يريده العراقيون، أي حماية بلادهم من المتطرفين والمجرمين، وناقشنا الحاجة إلى أن يلفظ الزعماء المنتخبون وقادة المجتمع المتطرفين الذين يحاولون وقف تقدم هذه الديمقراطية الشابة''· وأضاف ''قلت له إننا لسنا مرتاحين من بطء خطى التقدم في العراق، ونريد مواصلة العمل مع الحكومة العراقية السيادية حتى تحقيق أهدافنا المشتركة''· وتابع ''الشيء الذي يحاول الأميركيون فهمه هو: لماذا يقتل العراقيون العراقيين، بينما ينتظركم مستقبل أفضل؟''·
وقال الحكيم ''بحثنا الوسائل المتوجب اعتمادها لتزويد القوات المسلحة العراقية بكل الوسائل التي تحتاج إليها في مجال التسلح والتأهيل كي تكون مؤهلة لفرض الأمن''· وحض الولايات المتحدة وحلفاءها على اتخاذ إجراءات أكثر قوة ضد المتمردين ومسلحي تنظيم ''القاعدة''· وقال ''إن القضاء على خطر الحرب الأهلية في العراق لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال توجيه ضربات حاسمة إلي البعثيين الإرهابيين، فالضربات التي يتلقونها من القوات المتعددة الجنسية ليست قوية بما يكفي لوقف أعمالهم''·
وأضاف ''نحن بحاجة إلى أن نوقع اتفاقيات أمنية مع الدول المجاورة وباقي دول المنطقة لمكافحة الإرهاب وتسليم المجرمين من أجل تخطي العقبات أمام التقدم والاستقرار في العراق·
نريد إقامة علاقات جيدة مع جميع الدول المجاورة، ولن يكون العراق بلدا يتمتع فيه الآخرون بالنفوذ إقليميا أو دوليا أومصدر قلق للأمن القومي في الدول المجاورة''· وأوضح ''نعتقد أن المشاكل العراقية يجب أن يحلها العراقيون أنفسهم بمساعدة أصدقائهم أين ما كانوا، ولكننا رفضنا كل المحاولات الهادفة لحلها على المستوى الإقليمي أوالدولي''· واتهم وسائل الإعلام بالتركيز المبالغ فيه على العنف الطائفي بدلا من التقدم ''شوطا كبيرا'' في إقامة مجتمع ديمقراطي تعددي في العراق·
عدد اليوم
