الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نرفض أن تكون الوحدة هي الخيار الكاذب

نرفض أن تكون الوحدة هي الخيار الكاذب
22 فبراير 2008 01:48
أكد النائب الأول للرئيس السوداني سيلفا كير أن جنوب السودان سيبقى على علاقة وثيقة مع العالم العربي حتى في حال الانفصال· وقال كير في حديث لـ''الاتحاد'' إن المؤتمر الوطني الحاكم هو المسؤول عن تصعيد قبيلة ''المسيرية'' ضد الجنوب· وقال كير إن جنوب السودان يسعى إلى أن تساعد الدول العربية في تنمية جنوب السودان، مشيراً إلى أن مصر وليبيا هما أكثر الدول استثماراً في الجنوب· وأوضح في الحوار أن ''الحرب التي خضناها من قبل لم تكن ضد العروبة أو ضد الاسلام، ولكنها كانت ضد الظلم الذي تعرض له الشعب السوداني، والعلاقة بين جنوب السودان والعالم العربي ستظل قائمة ومتوطدة''· هل ستظل العلاقات قائمة بين الجنوب والعالم العربي إذا اختار الجنوبيون الانفصال نعم، ونرجو ألا يحدث ذلك وسنظل نعمل لتوطيد علاقتنا بالعالم العربي لأن ذلك في صالح جنوب السودان، والسودان كله، ويساعدنا على تحقيق خيار الوحدة الجاذبة، لأن تدفق رؤوس أموال عربية على الجنوب يعني أملا أكبر لدى أهلنا في وحدة تحقق العدل والتنمية· ماذا عن ملف البترول نحن غير ممثلين في حقول النفط وان كنا ممثلين في المفوضية وطالبنا بتعيين مندوبين لحكومة الجنوب في كل الآبار ومحطات الضخ لنستطيع تحديد كل الأمور ونتأكد من عدالة حصتنا في عوائد البترول التي لنا فيها النصف، لكننا لا نعرف الآن شيئا، هم يعطوننا العوائد ويقولون لنا هذه الـ 50 بالمئة المستحقة لكم· وبالنسبة لإعادة انتشار الجيش السوداني في الجنوب تمت إعادة الانتشار للجيش السوداني ماعدا في مناطق البترول· ما حقيقة مشكلة ترسيم الحدود المشكلة متعددة الجوانب والحدود تزحف جنوبا ربما بسبب آبار البترول أو بسبب المراعي بالنسبة للعرب الرحّل، ففي الصيف يتجهون جنوبا بحثا عن المراعي وليس هناك ''زول'' واحد يحاول ان يمنعهم، فيدخل هؤلاء الجنوب لأقصى مدى، و''المسيرية'' يزعمون الآن أن هذه المناطق الرعوية مناطقهم أصلا ولابد ان يحصلوا على هذه المناطق عند ترسيم الحدود، ورفضنا هذا الكلام لأننا نعرف الحدود الصحيحة· هناك تصعيد متواصل بين قبيلتي ''المسيرية'' و''الدينكا'' قد يؤدي إلى انفجار الموقف المسؤول عن تحركات المسيرية ضدنا هو المؤتمر الوطني الحاكم وأي نتائج للتصعيد ستكون على عاتق المؤتمر الوطني وعليه ان يتحملها كاملة ولدينا أدلة على ان حكومة الخرطوم أمدت ''المسيرية'' بالسلاح في أيام الحرب وكان الوعد الذي بذلته لهم ان تسلم لهم ''أبيي''· ''المسيرية'' و''الدينكا'' ظلوا يتعايشون ويتصاهرون طويلا، وهناك أرضية للحل إنها منطقة ''الدينكا'' لكن ''المسيرية'' كان لهم فيها حق الرعي الصيفي، والدينكا - أجدادنا - تعايشوا معهم منذ زمن بعيد وارتضوا هذا الوضع، وما يجري الآن تهديد مباشر من ''المسيرية'' بحصار ''أبيي'' وإغلاق الطرق والمنافذ ، وهذا ما يدفعهم إليه من يقفون وراءهم· ماذا يمنعكم من مد الدينكا بالسلاح لا نريد التصعيد وتحدثنا مع حزب المؤتمر الوطني وبينا لهم ان ما يجري ليس في مصلحتهم ولا مصلحة الدولة كلها واذا كان المؤتمر الوطني ينفي تسليحه لهم فإني أتساءل: من أين أتى المسيرية بهذا الكم والكيف من السلاح هل تتسلح القبائل بالسلاح الثقيل ثم ما الذي يأتي بضباط الجيش السوداني في المعارك بين القبائل هناك اشتباكات جرت بين الطرفين في ديسمبر ويناير الماضيين وكان من قتلاها ضباط في الجيش السوداني! يقال إن الاصوات الانفصالية في الجنوب أقوى من الشمال الاصوات المتعصبة والمطالبة بتجزئة السودان موجودة لدى الطرفين، والاصوات المطالبة بالانفصال في الشمال أكثر تنظيما وقوة· والعمل على تحقيق الوحدة يتطلب ان نكف عن المقارنة، والمطلوب أن نساعد هؤلاء على التحول نحو الايمان بوحدة السودان، وهذا ليس مستحيلا بدليل ان بعض هؤلاء المتعصبين لم يرضوا باتفاقية السلام أول الأمر، لكنهم عادوا يطالبون بمضمونها، ثم وافقوا عليها والآن يتحمسون لها· تقسيم الارض والبترول والحدود تؤكد اتجاه الانفصال نحن متمسكون باتفاق السلام الشامل، الذي ينص على حق تقرير المصير لأهل جنوب السودان، ويضع وحدة السودان كأولوية أولى، ولكنها أصبحت أحد البدائل المتاحة وعندما لا يرى أهلنا في الجنوب أن الوحدة هي التي تحقق لهم هدفهم فلهم حق الانفصال، ونعمل مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم ومع مصر والعالم العربي لكي نصل بالوحدة إلى الخيار الجاذب· البعض يسميه الخيار ''الكاذب'' لا نتمنى ان يكون كذلك، وهذه هي المهمة الرئيسية لحكومة الوحدة الوطنية، نحن نعمل على الوحدة بكل جهدنا من خلال مشاريع التنمية وننسى الماضي· ولكننا نترك ذلك إلى يوم تقرير المصير والحركة الشعبية هي الوحيدة في الجنوب التي لا تؤمن بالانفصال، ومبكرا كانت هناك حركات انفصالية في الجنوب عملت على تحريض أهلنا الجنوبيين على الخروج من السودان والحل في ''السودان الجديد'' حتى لو اقتضى ذلك تغيير النظام في الخرطوم· لماذا يصر البعض على اتهام الحركة الشعبية بأنها تعمل وفق أجندة أجنبية الحركة منذ بدايتها وكذلك في أصعب ظروف الحرب في عام 1983 لم تكن تحت سيطرة أي حكومة من الخارج ولا تعمل وفق أجندة أحد ولا كانت قاعدة لأي حكومة أو ممثلة لمصالح آخرين من خارج السودان، وقد يعتقد هؤلاء الذين يفكرون في الأميركيين بوصفهم أعداء لشعبنا أننا عملاء لواشنطن أو كنا هكذا في مرحلة ما وهذا لم يكن حقيقيا أبداً في يوم من الأيام، والحقيقة أن الأميركيين لا يقفون ضد وحدة الشعب السوداني، بالعكس ربما تسعى أميركا إلى وحدة السودان، وإذا نظر الينا أحد بوصفنا انفصاليين ونعمل وفق أجندة جهات تريد تجزئة السودان، فهنا تكون المشكلة! ماذا وراء أزمة الشريكين الحكومة والحركة الخلافات التي طرأت بين الشريكين - الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني - جاءت على خلفية تنفيذ اتفاق السلام بالسرعة والكيفية المتفق عليها، لقد بدأنا تجاوز كل الخلافات التي كانت بيننا، واستطعنا إعادة الأمور لمسارها الصحيح، برغم ان هناك بروتوكولات لم تنفذ بعد مثل بروتوكول ''أبيي''· هل البترول هو السبب الحقيقي وراء مشكلة ''أبيي'' أثناء التفاوض اتفقنا على تشكيل لجنة من الخبراء عليهم ان يتوصلوا إلى تقرير لحل الأزمة، وهذا التقرير سيكون ملزما لكل الاطراف بصرف النظر عن محتواه، وحين جاءت اللجنة بتقريرها رفضه المؤتمر الوطني بخلاف ما كنا متفقين عليه في البداية خلال التفاوض، وجاءوا بمقترحاتهم ومن جانبنا رفضنا وتمسكنا بتقرير الخبراء
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©