تغطية ـ إبراهيم الملا:
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صباح أمس فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب·
وحضر فعاليات الإفتتاح كل من ولي عهد الشارقة ونائب الحاكم سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي والشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم وعدد من الشيوخ وأعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري بالشارقة، وجمع من المسؤولين وضيوف المعرض·
وصرح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بعد نهاية جولته في أروقة المعرض بكلمة ورد فيها : '' إنها لمناسبة سعيدة أن نلتقي بأصحاب الفكر وأصحاب الكتب من ناشرين ومؤلفين وموزعين في هذه التظاهرة العظيمة التي تتعامل مع الفكر ومع بنود الفكر من أدب وشعر ونثر، وكذلك تتعامل مع ما كتب في العلم والذي وصل إلينا باسلوب سهل وميسر ومن خلال لغتنا الحبيبة، هذه اللغة التي بدأ الكثير من المؤسسات المعادية لنا في النهش فيها وفي تراثنا وأصولنا، ولكن والحمد لله أن مثل هذه المعارض وهذه التظاهرات تثبت يوما بعد يوم أن ما نملكه وما كان لدينا هو دليل واضح على أصالة لغتنا وعلى حقيقة ديننا وتراثنا·
هذه التظاهرة تظاهرة خيرة تجمع أبناء الوطن العربي من آخر شمال أفريقيا إلى آخر الوطن العربي في الجزيرة العربية، وهي تجمع نخبة من أبناء هذا الوطن الذي يحافظ على ما تبقى لديه من معطيات إنسانية وثقافية وتراثية، ونحن ومن هذا المكان نحيي أصحاب الكلمة الصادقة ونحيي القائمين على نشرها وتوزيعها على المكتبات والمؤسسات الثقافية·
وما نلاحظه اليوم هو كثرة دور النشر التي تعتني بالطفل، وتحدينا إنما يتمثل في هذا الطفل العربي الذي نأمل أن لا يؤخذ ويبعد عنا وعن تراثنا، فالمحاولات الآن كثيرة لطمس الإتصال المباشر بين الطفل الجديد وبين والديه من خلال وسائل الإعلام والتعليم والثقيف التي أصبحت تتعامل بلغة غريبة ومن خلال معطيات غريبة، ونحن نلاحظ أن هناك أماكن كثيرة مخصصة للطفل في ردهات هذا المعرض وأملنا يولد كل طفل هنا ومعه كتاب لأنه السفينة التي نعبر من خلالها إلى عالم الوجود·
هذه التظاهرة تبين مدى حرصنا على ثقافة الطفل ونلاحظ أن الناشرين قد استجابوا خلال السنوات الماضية لدعوتنا للنشر المخصص والموجه سواء من صميم وطننا أو من خلال ما يترجم وما يكون خيرا لأطفالنا· كذلك نشكر إخواننا الناشرين من لبنان الذين كانت الأوضاع السيئة تحول بيننا وبينهم، وقد قلت لكل الناشرين اللبنانيين أنكم أنتم العمود الفقري للمعرض، فلو لم تحضروا لإنهار الجسد ، فبهم نستطيع أن نقف مع الناشرين الآخرين من الوطن العربي في وجه أي تيار يأتي للحيلولة دون أن يتم لقاؤنا مع بعضنا في هذه التظاهرة، نحيي إخواننا اللبنانيين الذين شاركونا رغم الظروف التي أحاطت بهم·
الآن ونحن هنا في هذا المعرض نلاحظ أن الكل يحاول أن يقتني كتابا ونحن من جانبنا أصبحنا أكبر مشتر للكتب من خلال الدائرة الثقافية والكمية التي تشترى ليست للإقتناء وإنما للتوزيع على المدارس والمؤسسات والأندية وعلى كل مكان نستطيع أن نصل فيه للإنسان القارئ كي يطلع ولو على كلمة حق في هذه الكتب ''
فضاء متجدد للإبداع
ومن جانبه ألقى سعادة عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام كلمة ورد فيها: نرحب بضيوفنا جميعا في ربوع مدينة الألق والجمال، الحاضن لعوالم المعرفة والرؤى الكاشفة، وذلك الفضاء المتجدد للإبداع والعطاء المتواتر، إنها الشارقة التي تستمد وهجها من رؤى حاكمها المفدى وراعي نهضتها المباركة·
فلقد تعلمنا من سموه حب المعرفة والنظر لحكمة التاريخ، وأمدتنا توجيهاته بروحية العناية بالشأن الثقافي المؤسسي الذي يتصل بحياتنا وآمادنا المفتوحة على المستقبل الزاهر، ومن نظراته ومؤلفاته قرأنا كتاب التاريخ الحي النابض بالعبرة والحكمة، وفي مسرحياته تكشّفنا الطريق الأصوب إلى المجد والعزة، وفي مؤلفاته التاريخية تتبعنا مسارات الزمن الذي كان بمثابة استلهام واستقراء للمستقبل·
إن الرعاية التي يوليها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ترسخ على الدوام الاهتمام الشامل بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وما يستتبعه من فعاليات ثقافية متنوعة أبرزها تكريم الناشرين العرب وشخصية العام الثقافية وجائزة الشارقة للكتاب، وهذه المحطات الثلاث للتكريم، ترجمة أخرى لرسالة المعرض والمعاني الدلالية للكتاب·
الكتاب ···· ذلك المتن الذي يبحر بنا إلى عوالم النور والضياء، ويسعفنا لمعرفة الماضي والحاضر إيذانا بالسيرعلى درب القادم الأفضل، الكائن الحي الذي يتنوع بتنوع الذائقة الفردية، ويتعدد بتعدد المعارف والمنطلقات، هذا هو الكتاب الذي نعتد به ، وذاك هو معرض الكتاب في دورته الخامسة والعشرين الذي يتزامن مع احتفالاتنا بالعيد الوطني للإمارات ، لنوقد شعلة الاتحاد والثقافة وليتجلى إشعاع النور والحضارة، ويحمل معه رسالة العلم والمعرفة مبحرا في عوالم الإدراك واليقين المعرفي، سابحا في أثير المعاني الكبرى للتاريخ''
الناشرون اللبنانيون
كما ألقى نقيب اتحاد الناشرين اللبنانيين محمد حسن إيراني كلمة وجهها لسمو حاكم الشارقة نيابة عن الناشرين اللبنانيين وقد ورد في الكلمة : لقد كنتم على مر السنين القلب الذي يرعى واليد التي تحتضن، وقفتم مع لبنان وشعبه في أقصى الظروف والمحن التي عصفت به والتي لم يكن ليجتازها عزيزا كريما لولا وقوفكم الدائم بجانبه·
وها هو موقفكم النبيل تجاه لبنان يشمل اليوم النشر والناشرين اللبنانيين المشاركين في المعرض الذين عانوا من القصف العدواني الإسرائيلي الشرس والهمجي فأحرق الكتاب ليسكت صوت الكلمة · فكانت مبادرة سموكم الكريمة التي أمرتم بإتخاذها باعفاء الناشرين اللبنانيين من رسوم المشاركة المتوجبة وتوفير كافة التسهيلات وسبل المشاركة الإيجابية لهم على كافة الأصعدة رعاية ودعما للثقافة وبلسما للجراح·
نتقدم لسموكم بأسمى آيات الشكر والإمتنان ونغتنم مناسبة مرور 25 عاما على إقامة هذا المعرض لنهنئكم بالسنة الفضية للمعرض الذي أصبح برعايتكم ووجودكم معلما مميزا ليس في الشارقة وحسب بل في العالم العربي·
إن جهودكم وتوجيهات سموكم في تطوير المعرض والإنفتاح الواسع على كافة الثقافات العربية والدولية أدى إلى ابراز حقيقي وحضاري للكتاب والثقافة العربية·
فباسمي وباسم جميع الناشرين اللبنانيين نكرر شكرنا وامتنانا لسموكم الكريم '' وفي نهاية كلمته أهدى نقيب الناشرين اللبنانيين درع النقابة لحاكم الشارقة تقديرا لجهود سموه في تذليل العقبات المادية والمعنوية أمام دور النشر اللبنانية وعربونا للوفاء والتقدير·
عدد اليوم
