الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سائقو نقل الطلبة الخاصون.. استحقاق يفرض على الأهل المزيد من الأعباء المالية

سائقو نقل الطلبة الخاصون.. استحقاق يفرض على الأهل المزيد من الأعباء المالية
11 سبتمبر 2013 09:36
في ظل ارتفاع الرسوم الدراسية التي تفرضها المدارس الخاصة سنوياً، وتحايل البعض منها بفرض زيادة في رسوم النقل المدرسي، يجد أولياء الأمور أنفسهم أمام المشكلة مع بداية كل عام دراسي، حيث لا يجدون أي وسيلة لهم إلا الاتصال بأسماء علقت أرقام هواتفها على أعمدة الإنارة أو أسوار المدارس أو في صفحات الإعلانات، فيقومون بالتعاقد مع سائقي حافلات صغيرة، لنقل أبنائهم من وإلى المدارس، وغالباً ما تفتقد تلك الحافلات إلى متطلبات وشروط الأمن والراحة والسلامة، فيما يضطر البعض إلى إيصال أبنائهم إلى مدارسهم بوساطة سياراتهم الخاصة أو تكليف سائقين غير مدربين براتب شهري لتولي هذه المهمة نيابة عنهم. تأخر متكرر تزاحم الكثير من الطلبة في الباص، ووصولهم حتى ساعة متأخرة للمنزل ظهراً بعد تنقل مضنٍ في أكثر من حي سكني وشعور البعض منهم بالدوخة والصداع، دفع بالكثير من الأسر إلى تأجير سائق خاص للفترة الصباحية لأبنائهم، وعلى الرغم من مخالفة البعض منهم للأنظمة والقوانين لعدم وجود الوقت الكافي للأم أو الأب من توصيل أبنائهم للمدارس، خاصة مع الازدحام الشديد في الشوارع ووصولهم متأخرين عن العمل، وتعرض البعض منهم إلى الإنذار أو التوبيخ من المسؤول. ووسط هذه المعاناة اليومية أصبح البحث عن سائق بديل لنقل الطلاب هو الحل المناسب للانتهاء من هذا الصداع اليومي طوال العام الدراسي. وهذا ما قامت به إحدى السيدات، بسبب عدم وجود الوقت الكافي لتوصيل أبنائها للمدارس، خاصة أنها تعيش في منطقة خارج أبوظبي، وأبناؤها يدرسون في مدرسة خاصة في أبوظبي، حيث استعانت بسيارة خاصة لتوصيل أطفالها باعتباره الحل الذي يزيح هم التأخر عن العمل أولاً، ووصول الأبناء في الوقت المناسب للمدرسة باكراً. تقول حليمة عبد الرحمن (أم لأربعة أبناء، وموظفة) «هذه السنة الثانية التي استعين بها بسائق خاص، وبعد البحث المضني في صفحات الجرائد الإعلانية عن سائق خاص وبين تعدد جنسياتهم وارتفاع أسعارهم التي تتفاوت ما بين 1000 إلى 3000 درهم للطفل الواحد أحيانا، وجدت سائقا هو الأنسب لتوصيل أبنائي من المنزل إلى المدرسة ذهاباً وإياباً»، مضيفة «الكثير من سائقي النقل الخاص يستغلون حاجتنا الماسة لهم ويطلبون أسعارا مرتفعة، ترضخ لها البعض من الأسر لضمان وصول الأبناء سالمين وفي الوقت المناسب للمدرسة ومن دون تأخير». تجارة رابحة حصة حسين وجدت سائقة خاصة، تملك خبرة كبيرة في توصيل الطلبة من المدرسة إلى البيت، وتعرف كل مناطق أبوظبي، وعلى الرغم من علمها بأن نقل الطلبة أصبح تجارة رابحة للكثير من هؤلاء السائقين الذي يضعون خبراتهم وأرقام تلفوناتهم في صفحات الإعلانات لتتواصل الكثير من الأسر معهم إلا إنها تلجأ لهذه الطريقة لتنقذ نفسها من الإنذارات ولفت النظر من مديرها المباشر بسبب تأخرها المستمر عن الوصول للعمل. في هذا الشأن، تقول «البحث عن سائق خاص ليس بالأمر الهين، فبعد اتصالات ومحاولات مريرة مع مجموعة من السائقين أو السائقات هناك قلة قليلة منهم يكون مؤهلاً لتوصيل الأبناء، حيث إن الكثير منهم لا يملك رخصة قيادة، وقد يكونون مخالفين للأنظمة والقوانين، وعلى الرغم من ذلك يطلبون 1500 درهم على الطالب الواحد»، مضيفة «على الرغم من علمي بأن هذا السعر مبالغ فيه، إلا أنني منذ 3 سنوات لجأت لهذه الطريقة في توصيل أبنائي للمدارس والكلية»، مؤكدة أن التواصل مع أبنائها عبر الهاتف مستمر حتى يصلوا سالمين إلى وجهتهم. وذكرت بعض العائلات التي تفضل التعامل مع السائق الأجنبي، أن بعض السائقين من الجنسيات العربية سواء ذكورا أو إناثا، يتأخرون بشكل متكرر في حال طلبهم، إضافة إلى الأسعار المبالغة منهم، حيث ذكرت خولة جاسم (أم لثلاثة من الأبناء في مراحل مختلفة) أنها تفضل التعامل مع سائقين آسيويين، لالتزامهم بالحضور في الوقت المحدد، عكس بعض السائقين، الذي يؤكد بأنه سيصل خلال دقائق، بينما يتأخر إلى وقت طويل، ما يعرض الأبناء للتأخير عن فصولهم الدراسية والوصول إلى المدرسة باكراً قبل الحصة الأولى. طوق نجاة من جانبه، يجد رب الأسرة سلطان راشد أن تلك السيارات الخاصة بمثابة «طوق نجاة له» ، فمع ارتفاع أسعار أقساط حافلات المدارس الخاصة، وعدم وجود أماكن للأبناء في الحافلة نظراً للتزاحم الكبير، ووصولهم متأخرين ظهراً إلى المنزل، وتعطل التكيف في بعض الباصات، وحوادث السير، تلجأ بعض الأسر إلى عقد اتفاق مع أصحاب تلك السيارات مقابل مبالغ شهرية لقاء خدمة توصيل الأبناء من البيت إلى المدرسة وبالعكس، ويقول «على الرغم من أن البعض من هؤلاء السائقين لا يراعون شروط القيادة الآمنة إلا أنه لم يجد سبيلاً آخر لتوصيل الأبناء للمدارس»، مشيراً إلى أنه يشكل ضماناً للأبناء من خلال الالتزام مع السائق بموعد محدد ذهاباً وإياباً. وأوضح يوسف علي أنه اتفق مع سائق خاص يقوم بتوصيل أبنائه، حيث إنه يقطن في منطقة محمد بن زايد في أبوظبي، وأبناؤه يدرسون في إحدى المدارس الخاصة داخل أبوظبي، إلى جانب عدم وجود باص للمنطقة لبعد المسافة لجأ لذلك، مشيراً إلى أن توصيل الطفل الواحد يكلفه مبلغ 1500 درهم في الشهر، وهذا أمر مكلف ومرهق عليه، حيث إنه يضطر في نهاية الشهر لدفع مبلغ 4,500 درهم لثلاثة أبناء مع أنه لا يعرف جهة رسمية يتبع لها السائق الذي اتفق معه، ولكن لا بديل عن هذا الخطر. وطلبت الطالبة ميرة قاسم من والديها توفير سائق خاص لتوصيلها هي وأخوتها إلى المدرسة، مشيرة إلى أن حافلة المدرسة تصل السادسة صباحاً، وهو وقت مبكر جداً، ولا تستطيع أن تستعد في الوقت المحدد، لذلك غالباً ما كانت الحافلة تفوتهم، وتلافياً لذلك، قامت العائلة بتخصيص سيارة خاصة تقودها سيدة عربية تنقلهم إلى المدرسة يومياً. أما الطالبة ندى مرزوق فهي تفضل ركوب سيارة خاصة عن حافلة المدرسة الحكومية التي تلفت إلى أنها دائما ما تكون مكتظة، وفي الصباح يكون الهواء في الحافلة غير كافٍ، والمشهد الذي يتكرر يومياً، حيث تظل كثير من الفتيات واقفات، لأنهن لم يحصلن على مقعد يجلسن عليه بسبب وصولهن متأخرات أو قيام الحافلة بجولات في مناطق أخرى. لذلك وجدت عائلتها أن الحل الأمثل هو توفير سائقة خاصة تنهي المعاناة المرهقة لها ولإخوتها الصغار. أسعار الخدمة وفق تجارب أولياء أمور أكدوا أن سعر توصيل الطالب الواحد يتراوح من 1,500 إلى 2000 درهم شهرياً، إن كانت مدرسته داخل أبوظبي ومقر إقامته في إحدى المناطق خارج المدينة، ويتراوح بين 500 إلى 1700 درهم إن كان الطالب ومدرسته داخل الإمارة، حيث إن الأمر يتوقف على خبرة السائق وكرم الأسرة معه، طلباً للحصول على رعاية أفضل للأبناء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©