زرداري: لا تفاوض مع طالبان باكستان

شنت الشرطة الباكستانية أمس حملة اعتقالات أدت الى توقيف 24 شخصا في محاولة لكشف هوية منفذي الاعتداء الدامي الذي استهدف فريق الكريكت السريلانكي في لاهور امس الأول كما وضعت مكافأة قيمتها 125 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض على المهاجمين· وأثار الاعتداء المزيد من الشكوك حول قدرات باكستان على التصدي للارهاب· وفي مقال نشر في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' امس أكد الرئيس الباكستاني علي زرداري أن بلاده لن تتفاوض مع طالبان وأن ''لا مكان للفشل في الحرب على الإرهاب''· إلا أن الصحف، وكأنها تناقضه، استعرضت الفرضيات الممكنة لمن يقف وراء الاعتداء ''مقاتلين من تنظيم القاعدة أو الاستخبارات الهندية''· وأجمع المعلقون والمحللون سواء كانوا يميلون الى وقوف جهات داخلية أو خارجية وراء الاعتداء، على أن وراءه نية في زعزعة الحكومة المدنية الحديثة العهد في باكستان من خلال تسديد ضربة لبلد صديق هو سريلانكا ولرياضة هي الكريكت تحتل المرتبة الاولى في دول جنوب آسيا· وقال زرداري ''انه نضال وجودي ··اذا خسرنا فإن العالم سيخسر لا يحق لنا الفشل''· واضاف ''لم نتفاوض ولن نتفاوض مع متطرفي طالبان ولا مع الارهابيين''، مؤكدا أن الاعتداء ''يدل مرة جديدة على الشيطان الذي نواجهه''· وقال ان ''رجال الدين الذين نتصل بهم ليسوا من أعضاء طالبان''، موضحا ان باكستان قالت لرجال الدين ان ''تحييد طالبان والمتمردين الآخرين من مسؤوليتهم''· وأثار الهجوم الخوف لدى عدد من المنتخبات الدولية للكريكت من الذهاب الى باكستان حيث اعلن الفريق النيوزيلندي انه سيلغي رحلته لباكستان· فيما قال كابتن المنتخب الباكستاني السابق للكريكت انزمام الحق إنه يخشى أن تواجه الرياضة في البلاد أزمة مالية· وتابع في قناة تلفزيونية ''مثل هذا الهجوم ·· يعني أن فرقا أخرى سترفض ببساطة الحضور للبلاد''· وبشكل منفصل أعلن اتحاد كرة القدم النيوزيلندي إلغاء رحلة المنتخب الوطني لإندونيسيا ضمن جولته في جنوب شرق آسيا قائلا إن القرار يرجع لمخاوف أمنية ولكنه ليس مرتبطا بالهجوم الذي تعرض له منتخب الكريكيت السريلانكي في باكستان· وتمكن منفذو الهجوم وعددهم 12 جميعهم مدربون ومجهزون بأسلحة متطورة ، من مقاومة قوات الامن لدقائق عدة قبل ان يلوذوا بالفرار على متن سيارات مسروقة ويختفي أثرهم في لاهور التي يفوق عدد سكانها العشرة ملايين نسمة مخلفين وراءهم ثمانية قتلى 6 من الشرطة ومدنيين واصابة ثمانية لاعبين سريلانكيين· إلا ان الدوافع وهوية المهاجمين لا تزال مجهولة· واعلن قائد الشرطة في لاهور حبيب الرحمن امس الاول ان ''الهدف كان على ما يبدو قتل الفريق السريلانكي'' وان تدخل الشرطة حال دون وقوع مجرزة· لكن التصريحات الرسمية لم تقنع الصحافة التي اشارت امس الى ''ثغرات في الأمن'' سمحت بهروب المهاجمين· وتابع ان ''قوات الأمن ستتحرك'' إذا تبين أن السلطات في وادي سوات شمال غرب باكستان غير قادرة على السيطرة على المتمردين· كما أكد أن الحكومة لن تسمح بإغلاق أي مدرسة للبنات وشددا على ان ''تعليم الفتيات الزامي''· وقال زراداري ''ليس هناك ما يدل على استسلام أو تساهل من قبل الحكومة حيال المتطرفين، بل العكس''، في رد على الانتقادات التي تشير الى انه تمت التضحية بالنساء في وادي سوات باسم الأمن الإقليمي· من جانبه ، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أمس إن المحققين الباكستانيين يتابعون معلومات هامة للتعرف على من يقف وراء هجوم مسلح على المنتخب السيريلانكي · وصرح قرشي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السيريلانكي بأنه تمكن من نقل تفاصيل هذه المعلومات دون الاضرار بالتحقيق· وقال إن باكستان لديها ''معلومات جيدة جدا'' يمكن أن تنقلها الى سيريلانكا أولا قبل الإعـــلان عنها· المحامون يستعدون لاحتجاجات من أجل استقلالية القضاء لاهور (رويترز) - قال محام بارز يشارك في تنظيم حملة احتجاجية إن باكستان لن تتمكن مطلقا من اجتذاب استثمارات بدون سلطة قضائية مستقلة وإن احتجاجا من المقرر أن يبدأ الأسبوع المقبل سيستمر حتى تعيد الحكومة قاضيا كان قد عزل عام ·2007 ومن المقرر أن ينظم محامون مناهضون للحكومة تدعمهم أحزاب المعارضة رحلة بقافلة من العربات عبر البلاد يوم 12 مارس للضغط من أجل سلطة قضائية مستقلة ويعتزمون بدء اعتصام لأجل غير مسمى بالقرب من مبنى البرلمان اعتبارا من 16 مارس· ويمثل الاحتجاج مشكلة جديدة اخرى أمام الحكومة المدنية التي يقودها حزب الرئيس اصف علي زرداري والتي تولت السلطة منذ عام وتعاني من أزمات اقتصادية وأمنية· وابرز هجوم على فريق سريلانكا للكريكت امس الأول في مدينة لاهور المخاوف الأمنية في أنحاء البلاد وأثار تكهنات بان الحكومة قد تستغل الخوف من العنف في إحباط حملة المعارضة· ويريد المحامون إعادة افتخار تشودري الرئيس السابق للمحكمة العليا المعروف باستقلاله والذي عزله الرئيس السابق برويز مشرف عام ·2007 ولكن اعتزاز أحسن المحامي الكبير ومنظم الاحتجاج وهو عضو بارز في حزب زرداري قال إن الرئيس يمكنه إنهاء الاحتجاج وتمهيد الطريق أمام تدفق الاستثمارات من خلال الوفاء بوعده بإعادة تشودري إلى منصبه· وصرح أحسن لرويترز في مقابلة يوم الاثنين ''إعادة افتخار تشودري يمكن أن تفتح الابواب أمام تدفق الاستثمارات الخاصة· الاستثمارات الخاصة لا تذهب إلا إلى دول تتمتع باستقلال القضاء''