الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيئول وبيونج يانج.... الرجوع إلى الحوار الثنائي

23 يناير 2011 21:32
بعد ساعات فحسب من النداء الذي وجهه الرئيسان الأميركي والصيني بشأن إجراء حوار ثنائي بناء وصادق بين الكوريتين، بعث أعلى مسؤول عسكري في بيونج يانج برسالة إلى وزير دفاع كوريا الجنوبية دعاه فيها إلى إجراء حوار حول القضايا العسكرية، في مؤشر واضح على أن الكوريتين، الشمالية والجنوبية، تتجهان نحو الحوار الثنائي بينهما من جديد. ولكن ليس بالضرورة أن تفهم الرسالة التي بعثت بها بيونج يانج إلى سيئول، واستجابة الأخيرة للنداء الشمالي، على أنه تقدم كبير نحو السلام وتطبيع العلاقات بين الكوريتين كما يقول المحللون المهتمون بمتابعة أوضاع شبه الجزيرة. بيد أنهما تمثلان، على كل حال، مؤشرين على ابتعاد الدولتين الجارتين خطوة أبعد من أجواء الاحتقان واحتمالات المواجهة المسلحة بينهما في أعقاب قصف المدفعية الكورية الشمالية لجزيرة يونبايونج الجنوبية في شهر نوفمبر الماضي. وحسب تصريح وزارة إعادة الوحدة بكوريا الجنوبية، فإن ما يفهم من الرسالة التي بعثت بها بيونج يانج هو رغبتها في مناقشة الاستفزازات العسكرية الصادرة عنها، بما فيها قصف مدفعيتها للجزيرة وإغراقها للسفينة الحربية الكورية الجنوبية في شهر مارس من العام المنصرم. ومن المعروف أن عدد قتلى هذه الهجمات بلغ 50 كوريّاً جنوبيّاً، بمن فيهم جنديان من جنود البحرية ومواطنان مدنيان، إضافة إلى 46 بحاراً كانوا على متن السفينة التي أغرقتها بيونج يانج. وعند موافقتها الفورية على نداء الحوار الذي وجهه إليها كيم يونج-شون وزير قوات الشعب المسلحة بكوريا الشمالية، قالت سيئول إنها سوف تستغل هذه المحادثات الثنائية في مطالبة جارتها الشمالية باتخاذ خطوات وإجراءات مسؤولة إزاء الهجمات التي وجهتها إلى سيئول العام الماضي. وذكر مسؤول بارز بوزارة إعادة الوحدة أن سيئول ستقترح إجراء محادثات منفصلة بين كبار المسؤولين في كلتا الكوريتين بهدف مناقشة قضايا نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة. وقال المسؤول إن هذه المسألة تمثل المبدأ الرئيسي لأي حوار ثنائي بين الكوريتين، وهو ما ظلت تطالب به كوريا الجنوبية باعتباره تمهيداً للمحادثات السداسية الدولية مع بيونج يانج. هذا ولم يذكر اقتراح المحادثات الكوري الشمالي أي شيء عن المطالب الموجهة إلى بيونج يانج فيما يتعلق بوفائها بالالتزامات التي قطعتها على نفسها سابقاً، لاسيما التخلي عن برنامج تسلحها النووي. وقد فسر كثيرون توقيت دعوة بيونج يانج إلى الحوار، على أنه استجابة منها للضغوط الصينية الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. كما أن في توقيت دعوة بيونج يانج للحوار استجابة لما دار في اللقاء الذي جمع بين الرئيسين الأميركي والصيني هذا الأسبوع. وحسب وجهة نظر المسؤولين الكوريين الجنوبيين، فلعل أهم ما توصلت إليه قمة واشنطن بين أوباما و"هو جنتاو"، هو تعبير الرئيسين عن "قلقهما" إزاء الأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة الكورية، لاسيما برنامج تخصيب اليورانيوم الذي تصر عليه بيونج يانج، إضافة إلى دعوة الرئيسين إلى استئناف مبكر لحوار السداسية الدولية بشأن هذه البرامج، علماً بأن آخر جولة من جولات هذا الحوار كانت قد عقدت في شهر ديسمبر من عام 2008 بالعاصمة الصينية بكين. وعلى حد قول هان سونج- جو، وزير خارجية كوريا الجنوبية السابق، فإن الرئيسين الأميركي والصيني يدركان مخاطر مشكلة تخصيب اليورانيوم، وبدأت الصين تتحدث بقدر أكبر من المباشرة والوضوح عن انتهاك بيونج يانج للاتفاق الذي أبرم معها في 19 سبتمبر من عام 2005. وحسب ذلك الاتفاق، فقد كان مقرراً إجراء جولة لمحادثات السداسية الدولية في 19 سبتمبر 2005 على أن توافق بموجبها بيونج يانج على التخلي عن برنامجها النووي مقابل تلقيها مساعدات اقتصادية كبيرة. ولاشك أن عبارة "القلق" الواردة في الحديث عن موقف الرئيسين الأميركي والصيني من تدهور الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية، إضافة إلى قلقهما من أنشطة تخصيب اليورانيوم تكتسب أهمية خاصة. ذلك أن بيونج يانج كانت قد تباهت في شهر نوفمبر المنصرم بافتتاحها لمنشأة نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم من أجل صناعة الرؤوس النووية الحربية. وكان اتفاق جنيف الإطاري الذي أبرم في عام 1944، وأغلقت بموجبه بيونج يانج مفاعلاً إضافيّاً من مفاعلاتها المنتجة للبلوتونيوم، قد انهار إثر الكشف عن برنامج بيونج يانج النووي في عام 2002، وواصلت كوريا الشمالية إنكارها المستمر لأن تكون لأي من برامجها صلة بتخصيب اليورانيوم للأغراض الحربية. وعلى أية حال، فقد ذكر مسؤول رفيع المستوى بمكتب رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج- باك أن حل مسألة تخصيب اليورانيوم وتجميد برامج الصواريخ النووية الكورية الشمالية سيكونان محك اختبار جدي للمحادثات الثنائية المقبلة لقياس مدى قدرة الطرفين على التفاوض وتقديم التنازلات اللازمة فيما بينهما. ولكن مسؤول المكتب الرئاسي حذر في الوقت ذاته من أن كوريا الجنوبية تقدم أولوية بناء دفاعاتها الوطنية على أية أولوية أخرى. وفي هذا الصدد قال المسؤول إن سيئول سيكون لها رد مباشر وفوري على أية اعتداءات جديدة تتعرض لها من قبل جارتها بيونج يانج. إلى ذلك أثنى وزير خارجية كوريا الجنوبية السابق "هان" الذي سبق له أن عمل سفيراً لبلاده لدى الولايات المتحدة، على قمة أوباما- "هو جنتاو" التي عقدت مؤخراً في واشنطن، نظراً إلى نجاح أميركا في إقناع الصين بضرورة إجراء الحوار الثنائي الكوري- الكوري قبل استئناف حوار السداسية الدولية مع بيونج يانج. يذكر أن هذه الأخيرة قد كررت دعوتها للأطراف المشاركة في السداسية الدولية هذه -الولايات المتحدة الأميركية، والصين، وروسيا، واليابان- إضافة إلى الكوريتين بالطبع بهدف استئناف المحادثات دون أية شروط مسبقة من جانب بيونج يانج. دونالد كيرك - سيئول ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©