الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دولتا السودان تستأنفان المفاوضات غداً بأديس أبابا

3 سبتمبر 2012
سناء شاهين (الخرطوم) - يلتقي وفدا دولتي السودان وجنوب السودان غدا باديس ابابا في جولة جديدة من المفاوضات بشأن القضايا العالقة بين البلدين وعلى رأسها الأمن والحدود برعاية الوساطة الافريقية وسط مناشدات دولية بالإسراع في تسوية خلافاتهما، وكانت المفاوضات قد تأجلت عن موعدها السابق يوم 24 أغسطس الماضي بسبب وفاة رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي. ووقع الجانبان في الجولة الأخيرة اتفاقا نفطيا يسمح بمرور نفط دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية وتصديره عبر مينائها الرئيسي، واتبع ذلك اتفاق آخر يفتح أجواء البلدين أمام رحلات الطيران من الجانبين إلا أن الاتفاقين ما زالا حبرا على ورق بانتظار حسم ملف الترتيبات الأمنية كشرط تتمسك به الخرطوم لتنفيذ أي اتفاق لها مع جوبا. وقال نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف إن بلاده لن تسمح بمرور جالون واحد من نفط جنوب السودان عبر أراضيها ما لم يتم الاتفاق على الترتيبات الأمنية والحدود وأشار إلى أن الجنوب ستوظف عوائد النفط من الدولارات في شراء أسلحة لزعزعة أمن السودان ما يجعل الاتفاق الأمني أولوية بالنسبة لبلاده. وطالب الحاج آدم جوبا بالكف عن دعم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وأشار إلى أن الحركة الشعبية رغم انفصال الجنوب لا تزال تحمل نفس الأطماع والأحقاد القديمة، مشيرا إلى تمسكها باسم “الحركة الشعبية لتحرير السودان”. ودعا في مناسبة رياضية، حاملي السلاح بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق للانضمام لركب السلام وقال إن “الحركة الشعبية –قطاع الشمال” التي تقاتل الجيش السوداني بالمنطقتين لا تحمل تفويضا من أهل المنطقتين للتحدث باسمها في اديس ابابا. وتتطلع الخرطوم بتفاؤل إلى جولة الثلاثاء وتأمل أن تكون الجولة الحاسمة لكل القضايا العالقة بين الدولتين وعلى النقيض من ذلك يرى مراقبون أن تشابك الملفات قيد التفاوض تجعل إتمام المهمة خلال مهلة الشهر التي حددها مجلس الأمن الدولي صعبة المنال ما يرجح احتمال تبني مجلس الأمن مقترحات لتجاوز القضايا المستعصية على الحل يدفع بها رئيس لجنة الوساطة الافريقية ثامبو أمبيكي ضمن تقريره النهائي الذي يقدمه للمجلس في الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل. ويثير تشعب القضايا داخل الملف الأمني قلق المراقبين بإمكانية حسمها خلال الجولة وتشمل تلك القضايا وقف العدائيات بين البلدين وفك ارتباط الجيش الشعبي الجنوبي بالفرقتين العسكريتين التاسعة والعاشرة الموجودتين بالأراضي السودانية بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ووقف الدعم للحركة الشعبية –شمال التي تقاتل الجيش السوداني في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بدعم عسكري ومالي من حكومة جنوب السودان في وقت ينفي فيه جنوب السودان هذا الاتهام ولكن مسؤولين سودانيين يقولون إن هذه الاتهامات مدعومة بأدلة. وتشمل مناطق الخلاف الحدودية “دبة الفخار، المقينص، كاكا، كافيه كنجي، حفرة النحاس” وأضافت دولة جنوب السودان مؤخرا المنطقة المعروفة بـ “الميل 14” جنوب منطقة بحر العرب إلى المناطق الخلافية. وقابلت الخرطوم الخطوة بالرفض والشجب مؤكدة أن المنطقة هي ضمن حدود السودان ولم تصنف سابقا ضمن مناطق الخلاف وقدمت دلائل تفيد بأن هذه المنطقة تتبع للسودان وفقا لخريطة عام 1956، ودعت الاتحاد الأفريقي للدفع بخيارات لتجاوز الخلاف حولها، وطالب السودان الوساطة الافريقية إيجاد حل لعقدة الخريطة المناط بها إقامة المنطقة العازلة و(الزيرو لاين) مع دولة الجنوب. من جانب آخر، صد الجيش السوداني هجوما محدودا نفذته قوات الحركة الشعبية –شمال على نقطة إنذار أمني بولاية جنوب كردفان وكشف عن إصابة عدد من المدنيين في حادث منفصل بالمنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمى خالد في بيان إن الجيش السوداني تصدى يوم الخميس لهجوم محدود من قبل فلول الجيش الشعبي “الذراع العسكري للحركة الشعبية” على نقطة إنذار تعمل على تأمين مدينة رشاد بولاية جنوب كردفان وكبدهم خسائر في الأرواح هربوا بعدها مخلفين وراءهم بندقية كلاشنكوف واحدة وذخائر مختلفة. وأكد الصوارمي إصابة عدد من المدنيين بالمنطقة يوم الجمعة اثر انفجار لغم زرعه المتمردون على الطريق العام الذي يسلكه المدنيون على بعد أربعة كيلومترات غرب مدينة رشاد ما أدى إلى إصابة مدنيين واتهم الحركة بمحاولة لزعزعة استقرار المنطقة وإفشال الموسم الزراعي. ونفى الناطق العسكري ما تناولته وسائل الإعلام بشأن هجوم الحركة الشعبية-شمال علي منطقة رشاد، وقال “إنها أكاذيب يبثها المتمردون لرفع روحهم المعنوية وإشاعة البلبلة وعدم الاستقرار”، مؤكدا هدوء المنطقة واستقرارها بعد هذا الحادث المحدود. وكانت الحركة الشعبية -شمال أعلنت يوم الجمعة عن قتلها أربعة من جنود القوات الحكومية واستيلائها على أسلحة وذخيرة خلال اشتباكات مع القوات السودانية، وذكرت الحركة في بيان لها أنها “دمرت مخزنا للمعدات العسكرية واستولت على جهاز اتصال طويل المدى وسلاح كلاشنكوف وثمانية صناديق ذخيرة مدفع. وتقاتل الحركة الشعبية-شمال الحكومة السودانية منذ يونيو الماضي في ولاية جنوب كردفان وتوسعت معاركها لتشمل ولاية النيل الأزرق في سبتمبر بعد تمرد والي الولاية مالك عقار واتباعه بالحركة في الولاية واندلعت اثر ذلك معارك ضارية بين الجانبين في الولايتين خلفت اعدادا كبيرة من القتلى والمشردين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©