الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الوضع الحالي أفضل من الحرب الأهلية

7 ديسمبر 2006 00:25
بغداد - رويترز: قد يكون عدد ضحايا التفجيرات وحوادث إطلاق النار الحالية مروعاً غير أن كثيراً من العراقيين يعتقدون أن ذلك شيء لا يذكر مقارنة بكابوس قد تجلبه حرب أهلية حقيقية إذا وقعت بلادهم في أتونها· مواطنون غاضبون ينتقلون من منزل إلى منزل ومن شارع إلى شارع ويقتلون جيرانهم بعد أن عاشوا معهم لعقود من الزمان وقوات الأمن عاجزة عن كبحهم· ويرفض المسؤولون العراقيون القبول بكل الجدل الدائر في الخارج حول ما إذا كانت الحرب الأهلية الشاملة قائمة بالفعل، لأمور من بينها أنهم لا يزالون يأملون في تجنب الوقوع في وضع أسوأ· وأصر مسؤول كبير في الحكومة على أن فرص استدراك الوضع لم تفت، قائلاً: ''لا يزال بالإمكان السيطرة على الوضع وإبداله، لذلك لا يمكن حقاً اعتباره حرباً أهلية''· وقال مسؤول في ''الائتلاف العراقي الموحد'' المهيمن على البرلمان والحكومة لوكالة ''رويترز'' أمس: ''إن الوضع ينتقل من سيء إلى أسوأ ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو أنه ليس حرباً أهلية بعد''· وأضاف ''أتمنى ألا نبلغ هذا الحد لأنه لو حدث ذلك فسيكون القتل واسع النطاق وسيهلك الشعب العراقي· وأعرب عن اعتقاده بأن العراق سيكون في حرب أهلية عندما تصبح الحكومة غير قادرة على فرض النظام والسيطرة على قوات الأمن· واستشهد بفرض ''نوع من النظام'' خلال فترات حظر التجول في بغداد، قائلاً: ''حتى الآن، عندما نفرض حظر تجول يلتزم به الناس ولكن إذا كانت هناك حرب أهلية فلن يستمع أحد إلى أي شيء تقوله الحكومة حتى مع نشر آلاف الجنود في الشوارع إن لم تشارك قوات الأمن نفسها في ذلك''· وقال سياسي آخر تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه كما يفعل الكثيرون في العراق خشية التعرض للانتقام: نعم توجد ميليشيات لكنها تحمل السلاح لتحقيق أهداف سياسية وقادتها واضحون بشأن ذلك ويمكنهم السيطرة عليها· ويعتقد الكثيرون أن الحرب الأهلية الشاملة ستكون مدمرة بسبب تجذر المشاعر الطائفية التي جعلت الناس العاديين يشعرون بالاغتراب عن بعض وانتشار الأسلحة في بلد تمتلك فيه كل أسرة تقريباً بندقية آلية من طراز ''كلاشنيكوف''· وفيما يشكك سياسيون آخرون وعسكريون أميركيون في مدى استجابة كثير من المسلحين لقيادتهم العليا· قال أستاذ العلوم السياسية في بغداد الدكتور حازم النعيمي: إن الزعماء لا تزال لديهم القدرة على إبعاد أغلب الناس عن الحافة إذا أقرت الجماعات الكبرى بأنه ليس بإمكان جماعة بمفردها فرض سيطرة كاملة على البلاد ووافقت على اقتسام السلطة· كما أن المسؤولين بمقدورهم وضع حد لتلك الأعمال القبيحة عندما يرغبون في ذلك· وخلص إلى أن العراق لم يبلغ بالفعل ''نقطة اللاعودة''· غير أن الصورة القائمة حاليا قاتمة، حيث تنشط فرق إعدام طائفية بخطف الناس من الشوارع والمنازل وتعذيبهم وقتلهم ثم تلقي بجثثهم في الشوارع وتعمل بعضها تحت غطاء قوات الأمن نفسها· ووجدت الأمم المتحدة أيضاً أن نحو 100 ألف شخص يفرون من العراق شهرياً وبالنسبة لعدد سكان البلاد، يعادل ذلك هجرة نحو مليون أميركي من بلادهم كل أربعة أسابيع· غير أن دبلوماسياً اوروبياً كبيراً في بغداد يتفق مع الحكومة على أن الوضع لم يصل بعد لمرحلة الاستعصاء على الحل ومن ثم فلا يمكن أن يسمى حرباً أهلية· وقال: ''لو وقعت حرب أهلية هنا فستكون مثل حرب البوسنة مضعفة خمس أو ست مرات''، معيداً الى الاذهان انقسام البوسنة إلى مناطق متناحرة وانقلاب الجيران على بعضهم البعض وقتل المدنيين في عمليات ''تطهير عرقي''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©