بيروت - ''الاتحاد'': راوحت الأزمة اللبنانية في دائرة ضيقة، وظل فريق الأكثرية معسكراً في السرايا الحكومي مقابل معسكر المعارضة المواجه في ساحتي الشهداء ورياض الصلح وكل طرف يحاول جمع أكبر عدد من مناصريه لإظهار قوته على الأرض·
وفيما كانت وفود شعبية ودينية تفد إلى السرايا الحكومية لإظهار دعمها لشرعية الحكومة ونهجها في الحكم، كانت ساحتا الشهداء ورياض الصلح تستقطبان بدورهما المزيد من أنصار المعارضة، وبدت الأمور تتجه إلى التصعيد أكثر فأكثر؛ مما دفع بالجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى الانتشار بكثافة في المناطق الحساسة لمنع حصول أي احتكاك بين الطرفين·
وانسحب هذا الوضع على مختلف المناطق اللبنانية، حيث نظم كل طرف تظاهرات لأنصاره لدعم موقفه، وبدت البلاد منقسمة تماماً بين معارض وموال للحكومة، وتولت وحدات الجيش والقوى الأمنية توفير الحماية للفريقين، وعملت على منع الاحتكاك والتصادم·
وكشف مصدر أمني لبناني أن القيادات الأمنية المعنية بالحفاظ على أمن الطرفين، تدرس اقتراح إقفال عدد من الطرقات، لاسيما طريق قصقص المؤدي إلى طريق المطار وتحويل السير من البربير باتجاه سباق الخيل السابق لمنع الاحتكاك بين الطرفين بعد أحداث يومي الأحد والاثنين الماضيين، ونشرت قوات إضافية في هذه النقطة التي تعتبر أكثر حساسية من سواها·
وكانت المعارضة اللبنانية قد واصلت أمس اعتصامها المفتوح لليوم السادس على التوالي في وسط العاصمة بيروت، للمطالبة برحيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، في ظل الإصرار على المضي في تحركها وتصعيده في الأيام المقبلة·
وعقدت الأحزاب المعارضة اجتماعاً أمس واعتبرت أن الحكومة فقدت شرعيتها بموجب الدستور والميثاق، مشيرة إلى أن ''الطوفان البشري'' الذي لبى دعوة المعارضة لم يسبق له مثيل في تاريخ لبنان الحديث''·
وشددت على قيام حكومة وحدة وطنية ونوهت بسلمية التحرك، واستغربت موقف الرئيس السنيورة البقاء في السرايا، وطالبت بانتخابات نيابية مبكرة وفق قانون جديد خارج القيد الطائفي·ودعت الهيئات النقابية والعمالية المعارضة في مؤتمر صحافي عقدته في مكان الاعتصام في ساحة رياض الصلح جميع الهيئات الاقتصادية والتجارية والزراعية وجميع النقابيين إلى أوسع مشاركة في النشاطات الشعبية·
واعتبرت في بيان أذاعه مسؤول النقابات والعمال في ''التيار الوطني الحر'' إيلي حنا ''أن الحكومة أوصلت لبنان إلى الإفلاس الاقتصادي والاجتماعي''·
عدد اليوم
