الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اعتقال إمام باكستاني يشتبه بتلفيقه تهمة حرق المصحف لطفلة

اعتقال إمام باكستاني يشتبه بتلفيقه تهمة حرق المصحف لطفلة
3 سبتمبر 2012
إسلام آباد (وكالات) - اعتقلت الشرطة الباكستانية إمام على خلفية مزاعم بتلفيقه تهمة لفتاة مسيحية تدعى ريمشا سيح متهمة بالإساءة للإسلام. وريمشا طفلة أُمية تبلغ من العمر حوالى 14 عاما وتقيم في حي مهرباد الفقير في ضواحي إسلام آباد. واحتجت جماعات دينية وعلمانية حول العالم على اعتقال الفتاة. وهي موقوفة منذ أكثر من أسبوعين بعدما اتهمها جيرانها بإحراق أوراق تحتوي على آيات من القرآن، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الباكستاني بالسجن مدى الحياة. وبعدما علم بادعاءات حول الفتاة، قام الإمام بتعبئة أتباعه ومارس ضغوطا على الشرطة لتوقيفها. واحتلت القضية بسرعة عناوين الصحف في باكستان وعبرت عدة دول بينها الولايات المتحدة وفرنسا والفاتيكان عن تأثرها بها. لكن شهادات جديدة تشير إلى أن القضية مفبركة من قبل الإمام المدعو حافظ محمد خاد شيشتي من أجل إدانة الفتاة. وقال المحقق في الشرطة منير حسين الجعفري إن الإمام حافظ محمد خالد شيشتي “أوقف بعدما أكد مساعده مولوي زبير وشخصان آخران للقضاء أنه وضع صفحات من المصحف على الأوراق المحترقة التي جلبها له شاهد”. وقالت الشرطة إن مساعد الإمام والشهود توسلوا إليه بألا يقدم أدلة مزورة. وأوضح الجفري أن “الإمام شيشتي قال “إنها الطريقة الوحيدة لطرد المسيحيين من هذا الحي”. وتابع “بوضعه صفحات من المصحف على رماد قام بتدنيس القرآن وهو بذلك أصبح متهما أيضا بالإساءة إلى الإسلام”. وتدهورت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في حي مهرباد الشعبي في الأشهر الأخيرة بسبب خلافات ثقافية وعقارية. وأخذ مسلمون على مسيحيين أنهم يعزفون الموسيقى التي تسمع في الحي في أوقات الصلاة في بعض الأحيان. كما أنهم يريدون استعادة أراض يقيم عليها مسيحيون كما ذكر شهود عيان. وكان شيشتي صرح أنهم “ارتكبوا هذه الجريمة (التي تتهم بها ريمشا) لاستفزازنا أكثر.. كل هذا حصل لأننا لم نوقف مبكرا نشاطاتهم المعادية للمسلمين”. وأمرت محكمة في إسلام آباد أمس بتوقيف شيشتي لأسبوعين، وذلك خلال جلسة جرت وسط اجراءات أمنية مشددة. وقال راو عبد الرحيم محامي المتهم إن الاتهامات باستخدام وثائق مزورة وبالإساءة للإسلام تهدف إلى “تخريب” ملفنا ضد ريمشا. واتهم السلطات بفبركة هذه الرواية الجديدة للوقائع. وكان قاض باكستاني أرجأ السبت الماضي إلى يوم غد الاثنين جلسة مخصصة للإفراج المشروط عن ريمشا وطلب من الشرطة التحقيق في صلاحية طلب إطلاق سراحها بشروط لأنه لم يوقع من قبل الفتاة أو والدتها كما يشترط القانون. وتفرض باكستان عقوبة الإعدام على الذين يوجهون إهانات الى الرسول الكريم والسجن مدى الحياة على من يحرق مصحفا. وأصبح هذا القانون موضوعا متفجرا إذ يؤيدوه المتشددون ويعارضه الليبراليون. وقد امتنعت الحكومة عن تعديله على الرغم من ضغوط الأسرة الدولية. والمثير للدهشة أن مجلس علماء باكستان الهيئة التي تضم عشرات الجمعيات المسلمة وبعضها متشددة، طلبت تحقيقا “موضوعيا وعميقا” في قضية ريمشا وفرض “اجراءات صارمة” على متهميها إذا تبين أنها ادعاءات كاذبة. وتعكس دعوة علماء الدين وتوقيف الإمام رغبة في التهدئة من قبل السلطات في هذه القضية البالغة الحساسية في باكستان التي تعد 180 مليون نسمة بينهم غالبية من المسلمين وأقلية مسيحية. وسلطت هذه القضية الأضواء مجددا على قانون محاربة التجديف المثير للجدل في باكستان. وبموجب هذا القانون يتم تجريم أي شخص يسيء إلى الإسلام أو الرسول الكريم ليواجه عقوبة الإعدام. ويقول نشطاء وجماعات للدفاع عن حقوق الإنسان إن المصطلحات الغامضة أدت إلى إساءة استغلالها ويشيرون إلى أن القانون يشكل تمييزا على نحو خطير بحق الأقليات في البلاد. ويقول منتقدو زعماء باكستان إنهم يخشون رد فعل المتشددين إذا هم أفصحوا عن آرائهم الرافضة للقانون في بلد يغلب عليه الطابع الديني المحافظ. والإدانة شائعة بموجب هذا القانون لكن عقوبات الإعدام لم تطبق على الإطلاق. وفي الغالب يتم إسقاط الاتهامات أمام محكمة الاستئناف لكن بعض الجماعات المتشددة قتلت العديد من الأشخاص الذين اتهموا بالتجديف. وتضاربت الأنباء بشأن عمر الفتاة وحالتها العقلية. وقالت بعض وسائل الإعلام إنها تبلغ من العمر 11 عاما وتعاني من متلازمة داون. وذكر مستشفى في تقرير أن عمرها 14 عاما تقريبا لكن قدراتها العقلية دون تلك السن وهي غير متعلمة. وأدى اعتقال ريمشا مسيح إلى نزوح مئات من المسيحيين من قريتها الفقيرة بعدما أذاعت المساجد عبر مكبرات الصوت ما يزعم أن الفتاة ارتكبته. ويشكو المسيحيون من أن الإدانة تتوقف على شهادة الشهود وأن الاتهامات غالبا ما تكون بدوافع انتقامية. وفي عام 2009 أشعلت حرائق في 40 منزلا وكنيسة بأيدي حشد يضم نحو ألف مسلم في بلدة كوجره في إقليم البنجاب. وقتل سبعة مسيحيين على الأقل حرقا. ووقعت الهجمات بعد تقارير عن تدنيس القرآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©