السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ياسمين وضعي العربية الوحيدة في بطولة «أبوظبي للمغامرة»

ياسمين وضعي العربية الوحيدة في بطولة «أبوظبي للمغامرة»
9 ديسمبر 2010 20:03
الرياضة والبيئة يتكاملان، لذا اختارت ياسمين وضعي، المشاركة العربية الوحيدة، وفريقها جهة بيئية لترعى مشاركتهم في “بطولة أبوظبي للمغامرة والتحدي” في دورتها الرابعة، والتي تنظمها للسنة الرابعة على التوالي هيئة أبوظبي للسياحة بعد إطلاقها في العام 2007، وذلك اعتبارا من اليوم ولغاية 15 من الشهر الجاري. سجلت “بطولة أبوظبي للمغامرة والتحدي” في دورتها الرابعة لهذا العام مشاركة كثيفة من مختلف بلدان العالم، ومن الإمارات تشارك ستة فرق من أصل 30 فريقا من حول العالم وكل فريق يضم أربعة رياضيين، والعربية الوحيدة المشاركة في هذا السباق الذي يرتكز على القدرة والتحمل في عدة رياضات هي ياسمين وضعي، عراقية الأصل، ولدت وترعرعت في الإمارات. نمط حياة وضعي تمارس الرياضة منذ الثانية عشرة من عمرها، وتقول “حينما بدأت بالركض، ولم أعرف كيف أتوقف!” وتضيف “بدأت بالمسافات الطويلة ودعمت الرياضة بتنوع المشاركة فيها حيث انتسبت إلى فريق كرة القدم في مدرستي في أبوظبي، كما كنت ألعب الكرة الطائرة وكرة السلّة، حتى بلغت السابعة عشرة من عمري فتوقفت عن كل الرياضات التي فيها احتكاكا مع الأخريات، والسبب هو إصابة في ركبتي تعرضت لها حين كنت ألعب كرة القدم، وهي إصابة “الرباط الصليبي”، فخضعت لعملية جراحية في ركبتي ولم أستطع ممارسة الرياضة لستة أشهر عدت بعدها إلى ممارسة أنواع أخرى من الرياضة المعروفة بالرياضات الفردية”. ووضعي لم تتشجع على ممارسة الرياضة من فراغ، فوالدها جعل من ممارسة الرياضة في المنزل يدخل في نمط عيش العائلة، فالجميع يمارسون الرياضة، ولديها أختين وأخ، والجميع يمارس الرياضة يومياً. عكس النمط السائد عند معظم العائلات العربية الأخرى، إلى ذلك، تقول “للأسف، الرياضة ليست منهاجاً في نمط العيش العربي ويتحجّج البعض بالحرّ لعدم ممارستها بينما في أكثر الفصول حرارة أي في فصل الصيف، بالوسع أن ننزل الكورنيش ونمشي من دون أي ضرر في المساء، وثمة فصول أخرى نتمتع فيها بطقس مقبول، وأحياناً رائع، وبالوسع ممارسة الرياضة في أي وقت”. وتضيف “لست سعيدة بكوني العربية الوحيدة في فريقي وفي السباق كلّه، فقد طالعت كل أسماء المشاركين وكلّهم من الأجانب، سواء المقيمين في الإمارات أو القادمين من عدد من الدول للمشاركة في هذه البطولة التي باتت دولية واكتسبت شهرة واسعة في العالم ويتدافع الرياضيون لتشكيل فرق والمشاركة فيها”. ثقافة المقاهي تقول وضعي “نتناول الطعام الدسم ونتجه إلى أقرب مقهى من أجل الجلوس وتناول القهوة وتدخين الشيشة”، وترى أن هذه كلّها أمور مسيئة للجسد وللصحة العامة، لذا لا تتورع ولا تشعر بالخجل من التدخّل مع أصحابها ومحيطها المهني والاجتماعي لإسداء النصائح والتشجيع على ممارسة الرياضة من خلال عرض فوائدها. ولم تكتف وضعي بممارسة الرياضة كهواية، فحين توجهت إلى كندا للتخصص في إدارة الأعمال الدولية، درست أيضا التدريب الخصوصي على الرياضة ونالت إلى شهادتها الجامعية شهادات في التدريب الرياضي، لتعود إلى الإمارات بعد التخرج وتعمل في مجال الموارد البشرية في إحدى الشركات، وتتابع اهتماماتها الرياضية التخصصية عبر تدريب الناس في منازلهم على الرياضة، وكلّ وفق احتياجاته بالإضافة إلى ممارسة رياضة المشي والركض وركوب الدراجة والتجديف. وتقول “أمضي وقت فراغي خارج العمل في تدريب الآخرين وفي ممارسة الرياضة، بمعدل يتراوح بين ثلاث إلى أربع ساعات يومياً، وأرتاح يوماً واحداً في الأسبوع وهذا ضروري كي ترتاح العضلات”. وحول كيفية مشاركتها في البطولة التي تنظمها هيئة السياحة في أبوظبي، تقول وضعي “كنت أشارك دائماً في السباقات ومنها سباقات الركض، وفزت أكثر من مرة تارة بالمرتبة الأولى وتارة ثانية بالمرتبة الثانية وأخرى بالثالثة. ولكن هذا ليس همّي، أي أنني أمارس الرياضة لأنني أحبها ولأنها دخلت منذ طفولتي ضمن يومياتي وفي نمط حياتي، ويهمّني أن أتمكن من إنهاء المراحل المطلوبة في الوقت المناسب”. وتتابع “أعرف عن هذه البطولة، ولكن خطر لي هذه المرة المشاركة ووجدت نفسي حاضرة لها، ومن خلال النادي الرياضي الذي أرتاده، تعرّفت على رياضي ثان من تشيكيا يقيم في الإمارات وعلمت أنه أيضاً يمارس رياضة تسلّق الجبال، وأنا أقوم بها أيضاً وأتوجه إلى عمان لأتسلق الجبال هناك، فسألته إن كان يرغب بالمشاركة في البطولة فوافق وأعلم زميلين له فوافقا، وهكذا شكلنا فريقنا الذي يجب أن يتألف من أربعة أشخاص وأن يكون بينهم فتاة حكماً؛ فمن القوانين أن يتشكل كل فريق من أربعة وأن يضمّ على الأقل فتاة. واكتشفت فيما بعد أن ليس ثمة عرب مشاركين على الرغم من أن هذه البطولة تقام سنوياً منذ العام 2007 في أبوظبي”. وتتابع “كلّ أملي أن تشكّل مشاركتي نوعاً من التشجيع للعرب للمشاركة في السنوات القادمة، لأن هذه البطولة مهمّة جدا على الصعيد العالمي ويشارك فيها العديد من الرياضيين من مختلف أنحاء العالم، ومن ضمن ستة فرق مشاركة من الإمارات من أصل 30 فريقا، اسمي هو الاسم العربي الوحيد المشارك”. الرياضة والبيئة بالنسبة للآلية التي اتبعتها وضعي لجذب رعاية جهة بيئية، تقول وضعي “المشاركة في البطولة مكلفة، فعمدت أسوة بالرياضيين في العالم إلى التفكير بوسيلة لجذب الرعاية للفريق. ولأني أعشق الطبيعة والرياضات المساعدة للبيئة أي التي لا تسبّب لدى ممارستها أي ضرر للبيئة من مثل انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، أرسلت رسالة بالبريد الإلكتروني إلى هيئة البيئة في أبوظبي، وتحديداً إلى قسم التواصل فيها، وكانت دهشتي بردّهم السريع وبإبداء رغبتهم برعاية الفريق فتمت تغطية كل مصاريفنا في التسجيل في البطولة، كما أطلقوا على الفريق اسم Eco-Racers أي “متسابقون بيئيون”. وتنطلق البطولة اليوم الجمعة وتختتم في 15 من الشهر الجاري، وشهدت بطولة هذا العام إقبالاً محلياً ودولياً بحجم يفوق المشاركات في السنوات السابقة، وستقوم الفرق بالتنافس عبر قطع مسافة يبلغ طولها 365 كيلومتراً فيطوفون عبر رياضات متنوعة من تجديف وسباحة وركض وتسلق جبال ومشي في الصحراء وعلى مدى ستة أيام في أبرز المعالم الطبيعية والجغرافية في إمارة أبوظبي. وتمكنت هذه البطولة ومنذ تأسيسها في الدخول ضمن البطولات الدولية على خريطة أبرز منافسات التحدي الدولية، بوصفها بطولة سباق القدرة الأكثر تنوعاً من حيث الفرق العالمية المتنافسة على لقبها. من جهة المشاركة الدولية من خارج الإمارات، احتلت فرنسا مركز الصدارة بستة فرق، تليها أوستراليا بثلاثة فرق، ويمثل الصين والدانمارك والولايات المتحدة وانجلترا وجنوب أفريقيا فريقين جديدين لكل منها، في حين تشارك كل من كندا والنرويج وروسيا وسنغافورة والسويد بفريق واحد. وتأتي بطولة “أبوظبي للمغامرة والتحدي” ضمن سلسلة المبادرات الرياضية التي أطلقتها “هيئة أبوظبي للسياحة” بهدف التعريف ببيئة الإمارة الطبيعية ومعالمها الجغرافية وتسليط الضوء على بنيتها التحتية الحديثة القادرة على احتضان فعاليات عالمية مرموقة. وتتعاون الهيئة مع عدد كبير من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص لضمان نجاح هذه البطولة، ومنها القيادة العامة للقوات المسلحة، وجهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية في أبوظبي، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي ومديرية شرطة العين، وجمارك أبوظبي، ووزارة الصحة، وشواطئ أبوظبي، وبلديات أبوظبي والعين والمرفأ، وقصر الإمارات. ستة أيام من المنافسات تتحدث ياسمين وضعي عن مشاركتها في بطولة “أبوظبي للمغامرة والتحدي”، التي تنطلق الساعة الثامنة من صباح اليوم من كورنيش أبوظبي، فهي أخذت أياماً من إجازتها السنوية في العمل، كما أوقفت كل التدريبات التي تقوم بها في الدروس الخصوصية في الرياضة التي توفرها في أوقات فراغها، وانصرفت للتدريب مع أعضاء فريقها من أجل إنهاء السباق. وتقول “العائلة بكل أفرادها من المشجعين ولكن والدتي قلقة بعض الشيء كون هذا السباق ليس بالسهل ويمتدّ لستة أيام ننال فيها ثماني ساعات للنوم فقط، فيما نتنقل ونحن نحمل حقائب المعدّات والطعام، وفي الصحراء قد نضطر إلى حمل الدراجات أيضاً للتمكن من المسير، وأية مصاعب تواجهنا علينا التعامل معها كفريق”. وتوضّح أن كل فريق يحمل خريطة وآلة نظام الملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية، ولن تفيدنا الهواتف الخلوية كثيرا في عمق الصحراء حيث لا إرسال في بعض النواحي، ولكن لدى كل فريق صندوق أسود ترصد من خلاله تحركاتنا وبالوسع تحديد موقعنا بسهولة”. ويشارك في فريق “متسابقون بيئيون” بالإضافة إلى وضعي، ثلاثة رياضيين تشيكيين مقيمين في أبوظبي هم ياروسلاف بروكوب، وييري فايشتين، وميلان سيمان. وسيرتدي الفريق بزات رياضية تحمل شعار الجهة الراعية أي هيئة البيئة-أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©