عبر الروماني كوزمين مدرب الأهلي عن استيائه من الفرص الكثيرة الضائعة من مهاجميه أمام المرمى، خلال المباراة التي جمعت فريقه والإمارات أمس الأول، في الجولة الثانية لكأس المحترفين لكرة القدم، وانتهت بالتعادل بهدف لكل منها.
وقال كوزمين في المؤتمر الصحفي عقب نهاية المباراة «سيطرنا على المباراة بشكل شبه كامل، وأتيحت لنا فرص سهلة، ما يقلقني أننا نفقد التركيز أمام المرمى، خاصة في نهاية الشوطين، وكنا قادرين على حسم المباراة في الشوط الأول، بإضافة أكثر من هدف، ولكن دفعنا الثمن غالياً، في الدقيقة الأخيرة عندما تلقينا هدفاً لغياب التركيز في وقت حاسم فخرجنا بالتعادل».
وأضاف: «رغم التعادل، إلا أننا خرجنا بمكاسب عديدة من اللقاء، فهناك لاعبون متميزون ظهروا للمرة الأولى بشكل رسمي مع الفريق، وكان ذلك مفاجئاً بالنسبة لنا، خاصة وليد حسين وعلي درويش في الجهة اليسرى، فكان أداؤهما جيداً وشكلا جبهة قوية، حيث غابا بسبب مشاركاتهما مع المنتخبات، ورغم ذلك لم يلعب بقية الفريق بمستوى سيء، حتى بعض اللاعبين الذين اضطررنا لتغيير مراكزهم لسد النقص في الصفوف مثل حميد عباس الذي شارك كمدافع أيمن، وهو مركز جديد بالنسبة له».
وأشار كوزمين إلى أنه يثق في قدرة الفريق على التجانس والتطور بشكل أكبر، خلال المرحلة القادمة، خاصة في اللاعبين الأجانب الجدد بصفوف «الفرسان».
وقال: «الحكم اتخذ قراراً صحيحاً باحتساب ضربة الجزاء في البداية، ولكن الحكم المساعد تدخل ودفعه لتغيير القرار، وبالتالي لم تحتسب الضربة، رغم أن مدافع الإمارات أخرج الكرة بأعلى ذراعه، وأعتقد أن قرار حكم الساحة كان الأقرب والأصح، لأنه كان في وسط الملعب ويمكنه رؤيتها، ولكن زاوية الحكم المساعد كانت بعيدة عن تحديد مكان ارتطام الكرة».
نبحث عن حلول
وعن مستوى الهجوم وتسجيل هدفين فقط في 3 مباريات رسمية، خاضها «الأحمر» حتى الآن، قال: «سوف نبحث عن حلول في الفترة القادمة من خلال التدريبات للمهاجمين، سوف يكون هناك عمل كبير علينا القيام به لحل هذه «المعضلة»، ولكن ثقتنا كبيرة في جميع اللاعبين، خاصة بالخط الأمامي، ونعرف أن الفريق سوف ينتعش فنياً، باكتمال صفوفه في أول لقاء بالدوري بعد أيام أمام دبي، وأثق في تحسن الأداء واستعادة «الفرسان» لعافيته الفنية الكاملة، في ظل اكتمال الصفوف، لأن الهدف هو المنافسة على لقب الدوري».
وأكد كوزمين أن عدداً كبيراً من اللاعبين انضم للتدريبات خلال الفترة الأخيرة، ومع استمرارهم في التدريبات مع زملائهم الأساسيين، سيكون هناك تناغم وانسجام في المستقبل القريب.
وعن أداء اللاعب سياو في المباراة، قال المدرب «سياو قدم مباراة كبيرة، على العكس المباراتين السابقتين في السوبر، وأمام الظفرة، رغم الخطورة التي كان يشكلها، ولكنه سبب إزعاجاً لدفاع الإمارات، وسجل هدفاً، وسدد في العارضة، ولم يكن محظوظاً بشكل كافٍ».
وبرر كوزمين صيام البرازيلي جرافيتي عن التهديف في مباراتين حتى الآن، بأن اللاعب كان غائباً عن مباراة السوبر، ولم يلعب كثيراً في المباريات الودية بالمعسكر الخارجي، ولم يكن التركيز عليه كاملاً، خلال الفترة الأخيرة التي سبقت لقاء السوبر، بسبب غيابه عن اللقاء بداعي الإيقاف، لذلك نحن ندفع به طيلة الـ 90 دقيقة كاملة، حتى يعود إلى مستواه، ونثق في قدرته على التهديف مجدداً.
وأشاد كوزمين بمدرب الإمارات عيد باروت وبفريق الإمارات، وقال إنه فريق عريق وقوي، ولم أر فريقاً صاعد لـ «توه» من دوري الهواة، بل فريقاً متميزاً ولديه مدرب جيد، هو عيد باروت الذي يملك خامات متميزة من اللاعبين، ويعمل بصورة جيدة مع فريقه، وأتمنى له التوفيق».
ومن جانبه، أكد عيد باروت مدرب فريق الإمارات أنه دخل لقاء الأهلي، وهو يعرف جيداً قوة المنافس، كما كان يدرك أنه يعاني من نقص الأساسيين، ورغم ذلك قدم «الفرسان» مباراة قوة، ودفع مدربه بعناصر شابة موهوبة، ولديها رغبة في تقديم مستوى جيد داخل الملعب، وما صعب من مهمة فريقه كثيراً، شراسة «الفرسان»، وبالتالي فإن التعادل مكسب إيجابي من وجهة نظره، ويعكس رغبة «الصقور» في الخروج بنتيجة إيجابية من اللقاء.
وقال «نعمل على تحسين وضع فريقنا، ونسعى لتعزيز نقاط القوة وعلاج نقاط الضعف، بهدف تطوير الأداء من مباراة إلى أخرى، كما أني سعيد بمستوى أداء الحارس علي الشحي الذي كان متميزاً، رغم صعوبة المهمة أمام مهاجمين متميزين في الأهلي».
ضغوطا كبيرة
وعن عودته مرة أخرى إلى قيادة الإمارات، بعد فترة غياب عن «المحترفين»، قال «سعيد بالطبع لتلك العودة، وأن مجلس إدارة الإمارات منحني الفرصة، وهو ما يعزز الثقة في المدرب المواطن، وضرورة حصوله على الفرصة المناسبة، وأعترف بأن هناك ضغوطا كبيرة على الفريق الذي عاد من دوري الهواة، والجميع يسعى لتقديم أفضل مستوى مع انطلاق بطولة دوري الخليج العربي، وأتمنى أن يتفهم اللاعبين أنهم أمام مسؤولية كبيرة ومهمة شاقة، وعليهم إنهاء الموسم بشكل ناجح، وهو ما يعني عدم الهبوط مجدداً، وهو أهم أهدافنا، ولكن هذه المهمة تتطلب المزيد من العمل الشاق».
وعن قرار الحكم بعدم احتساب ضربة جزاء للأهلي في توقيت قاتل، ما مكن فريقه من التقدم، وتسجيل هدف التعادل في الثواني الأخيرة، قال «لا أعلق على القرارات التحكيمية، بل أحترمها، فلو كانت ضربة جزاء صحيحة لما كان تردد الحكم عن احتسابها، وأعتقد أنها لم تكن ضربة جزاء، لأن الكرة ارتطمت في كتف اللاعب وليس يده».
وفيما يتعلق بمستوى اللاعبين بصفوف فريقه من الناحية الأداء الفردي والجماعي، قال «معظم العناصر جديدة، تلعب معاً للمرة الأولى، ونحن نسعى لتعزيز قدراتها وزيادة عامل الانسجام والتفاهم بينها، ولكن أن يقدم الفريق أول مباراة مستوى جيداً مثل هذا، رغم أنها المباراة الرسمية الأولى لهم معاً، فهذا أمر يبعث على السعادة».
وأضاف «أثق أن جميع اللاعبين يسعون لتقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب، وهو ما يفيدنا في العمل خلال المرحلة المقبلة التي تتطلب تظافر الجميع، وتكاتفهم لدعم مسيرة «الصقور» في الدوري، وأن تكون الثقة موجودة حتى من الجماهير في فريقها».
وبشأن مستوى فريق الإمارات وقدرته على البقاء في «المحترفين»، قال «دوري الإمارات ليس له مقاييس ثابتة، ونادي الإمارات في فترة من الفترات فاز بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهو في طريقه للهبوط للدرجة الأولى، ثم شارك بعدها في دوري الأبطال، بعد هبوطه بالفعل، ورغم ذلك قدم مستويات أفضل، مما قدمته أندية تلعب في دوري المحترفين، لكن الأيام سوف تثبت هذا الأمر، وأعتقد أن من لديه تركيز أكبر ورغبة أكبر في البقاء سوف يبقى، وعلى هذا الأساس نحن نأمل في النجاح بالمهمة، وأن نكون فريقاً متماسكاً، ولدي ثقة كبيرة في اللاعبين».
عدد اليوم
