الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهجرة النبوية فرصة مواتية لإطلاع الصغار على ثراء القيم الإسلامية

الهجرة النبوية فرصة مواتية لإطلاع الصغار على ثراء القيم الإسلامية
9 ديسمبر 2010 20:06
لحظات من الإرادة والتحدي كان يعيشها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في مكة لم يكن ليعيشها إلا برسالة عظيمة كان يؤمن بها، وهدف يلمع في قلبه ليضيء للناس حياتهم ويخرجهم من الظلم والظلمات إلى الهداية والنور، ولم يختر عليه الصلاة والسلام أي شخص يؤمن برسالته إلا من صّدقه بقوة وأحبه وأيّد رسالته، فاختار أبابكر الصديق مسانداً له في رحلته. عن كيفية تعزيز مفهوم رأس السنة الهجرية في أذهان الصغار، تقول الاستشارية التربوية المتخصصة في تطوير سلوك الطفل، ورئيسة مجلس إدارة مركز ارتقاء هدى العلي “صبر حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم 13 سنة على ظلم وقسوة من أراد أن يؤثر فيهم وينقذهم من جهلهم، حتى أتى قرار قتله الذي علم به رسولنا الكريم فذهب إلى صديقه أبي بكر ليخطط معه رحلة خروجه من مكة إلى المدينة ويقف إلى جانبه ويدعمه صديقه ثقة منه بعظم الرسالة فيخرج عليه الصلاة والسلام من مكة وهو يردد “والله إنك لأحب البلاد إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت”. وتضيف “لكن الهدف يبقى في ذهنه، هدف النجاح هدف الأمانة والمسؤولية التي كان يشعر بها محمد صلى الله عليه وسلم اتجاه أهله جعله يعمل ويجتهد ليحقق النجاح العظيم”. رحلة عظيم قصة الهجرة والرحلة العظيمة من مكة إلى المدينة، كما تقول العلي “قصة الحقيقة التي تجمع جميع المعاني والقيم المؤثرة في الطفل، فبعد توقف دور الحضانة في ألمانيا عن سرد القصص الخيالية التي لا تضيف للطفل أي قيم لحياتهم اعتمدوا القصص الحقيقية وقاموا بتبسيطها للأطفال، فلو أردنا أن نعلم أطفالنا قصصا مثيرة من يوم الهجرة ولكل موقف عاشه الرسول صلى الله عليه وسلم فقصة صبره وقوة إرادته على تعامل أعدائه معه، تعلمهم كيف يتعاملون مع المواقف الصعبة في حياتهم، وكيف يتدربون على ضبط الذات، وقصة ذهابه لأبي بكر والتخطيط للهجرة تعلمهم كيف يخططون لنجاح أهدافهم في الحياة في وقت الضغوط الصعبة”. وتتابع “موقف الاختباء في غار ثور مع صديقه أبي بكر يعلمهم الأخذ بالأسباب واختيار الصديق المناسب الذي يدعم أهدافهم، وموقف وصول الرسول مع صديقه للمدينة واستقبالهم بالنشيد “طلع البدر علينا” تدربهم على أن بعد الجهد والتعب يأتي الفوز والنجاح”. صناعة القيم كل هذه المعاني تجعل يوم الهجرة فرصة مواتية، وفق العلي “لتدريب الأطفال على صناعة القيم التي تحيي القلب وتجدد الفكر وتجعله يكتشف ويحاور نفسه، ويتعلم كيف يصبح قائداً، ويجعله مدركا لقيمة الصبر والتعامل مع الآخرين وصناعة الهدف والتخطيط له، وضبط الذات واختيار الصديق، ولذة النجاح والفوز، وكل تلك القيم لو غرست في الطفل لصنعت منه قائداً طموحاً للنجاح”. ومن أجل غرس تلك المفاهيم عند الأطفال توجد هناك الكثير من الخطوات العملية التي تساعد على تدريب الطفل في يوم الهجرة. إلى ذلك، تقول العلي موجهة حديثها للأمهات: - قومي بعمل احتفال بيوم الهجرة والأفضل التجهيز لهذا اليوم وقولي للأطفال هذا يوم التحدي. - وزعي عليهم بطاقات دعوة ليشاركوا أصحابهم في هذا اليوم بتجهيز احتياجاتهم للاحتفال. - في بركة الرمل اشرحي لهم قصة النجاح وكيف خرج رسولنا من مكة إلى المدينة وكيف مشى بما يقارب 450 كيلو متر واجعليهم يتخيلون المسافة. - ذكريهم بالعوائق التي اجتازها رسولنا مع صديقة أبي بكر حتى وصل إلى النجاح. - اصنعي خيمة صغيرة واجلسي معهم في الظلمة وذكريهم بموقف الرسول مع أبي بكر وهو في الغار وكيف يحب الصديق صديقه. - جهزي شريطاً يستمع فيه إلى نشيد “طلع البدر علينا”. - من مهارات التفكير الإبداعي أن تعرفيهم بقوة خيوط العنكبوت الذي بنى بيته بالقرب من الغار، فإلى جانب التأثير العاطفي للطفل يحتاج إلى الحوار والمناقشة والمقارنة لتنشيط التفكير وتوسيع مدارك العقل. عقيدة صحيحة من جهتها، تلفت معلمة اللغة العربية ميرفت طه إلى أهمية رأس السنة الهجرية والدور الذي لابد من الأسرة أن تعلمه للطفل في مثل هذه المناسبة. وتقول “الجميع يستعد للمناسبات الأخرى لكن مثل هذه المناسبة لابد ألا تمر مرور الكرام، فالكثير من الأطفال وأبناء المدارس يجهل هذه المناسبة الدينية”. وتضيف “مطلوب من الأسرة والمدرسة استغلال هذه المناسبات لإكساب الطفل العقيدة الصحيحة وتعليمه العادات والآداب الاجتماعية المستخدمة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وتذكيره بأهمية هذا اليوم من خلال تقديم مسرحيات ومسابقات ثقافية ومعلوماتية بطرح بعض الأسئلة التي تتعلق بالمناسبة وبهذا يكون الطفل قد تعمل واكتسب الكثير من المعرفة المفيدة له التي ستترسخ في ذهنه من خلال تلك المسرحيات الحية التي تقام في المدارس”. وتقول أم عدنان “كل سنة قبل حلول رأس السنة الهجرية أعلم أبنائي الدروس المستفادة من هذه المناسبة”، مشيرة إلى أن “تلك الدروس لها تأثير كبير في التكوين الخلقي للطفل وتوجيه سلوكه وتعديل نوازعه ومواقفه واتجاهاته، فالأسرة ولا شك تعد أهم بيئة للطفل بعد بيئته وأسرته يتعلم منها الأخلاق، لذلك وجب أن تكون القيم والأخلاق الإسلامية أساساً للمعارف التي يحصل عليها الطفل من المنزل أولا ومن ثم المدرسة”. ويشدد سلطان الكعبي (رب أسرة) على دور المدرسة، ويقول “المدرسة كمؤسسة تعليمية بما فيها من مربيين معلمين ومناهج وأنشطة وفعاليات مختلفة تحتم أن يكون هذا الوسط التعليمي بيئة صالحة تنمو فيها بذور الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة تعطي ثماراً تشكل صلاحاً للفرد والمجتمع”. ويتابع الكعبي “الطفل مهيأ لاستقبال كل سلوك إيجابي والعمل به وحين يشب وهو يرى سلوكيات الوالدين تدعو إلى البر والتقوى والإحسان والرحمة والتكافل، فلن يتردد في تقليد هذا السلوك. لكن حين يلجأ الوالدان إلى النصح والإرشاد فإن الابن ينفر من ذلك، وتلعب القدوة دوراً بالغ الأهمية في مجال التربية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة للأبناء، والأسرة هي اللبنة الأولى التي تتشكل وتتحدد فيه معالم شخصية الطفل، فهي التي تغرس لديه القيم والمعايير الدينية والأخلاقية التي يحكم بها على الأمور، ومدى شرعيتها وصحتها”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©