الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحة العظام يُحددها النظام الغذائي

صحة العظام يُحددها النظام الغذائي
9 ديسمبر 2010 20:08
إذا كانت أمراض العظام من بين العلل التي يصعُبُ علاجها باعتبارها ترتبط بالتقدم في السن وعوامل تكون في الغالب خارجةً عن إرادة الإنسان، فإن حماية العظام أمر يسير وأسهل بكثير مما نتصور. إذ هناك عوامل ثابتة تحدد سلامة العظام يمكن اختصارها في النظام الغذائي والنشاط الرياضي ونمط العيش. ولذلك فإنه بإمكان أي واحد منا أن ينعم بعظام سليمة ويظل رغم تقدم سنه في منأى عن أشباح أمراض العظام. تضطلع العظام بأدوار متعددة في جسم الإنسان. فهي التي تعطي للجسم بنيته وقوامه وتحفظ أعضاءه، بالإضافة إلى تخزينها الكالسيوم وربطها عضلات الجسم وإسنادها. ولا يخفى على أحد أن أسلوب الحياة والاستهلاك الذي يتبعه الإنسان خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة يُحددان إلى حد كبير مدى سلامة وقوة عظامه، غير أن هناك خطوات من شأنها مساعدته على استدامة سلامة عظامه وحمايتها حتى عندما يكبر. مخزون عظام إن عظامك ليست ثابتة ومستقرة، وإنما متغيرة باستمرار. فهناك عظام جديدة تتكون وأخرى تتعطل وظائفها. ففي مرحلة الشباب، يُكون جسمك العظام بشكل سريع وتزيد كتلتك العظمية. وتصل هذه الأخيرة لدى غالبية الناس إلى أوجها في الثلاثين من العمر. وتُواصل العظام بعد ذلك تشكُلها، لكن ما تفقده يكون أقل مما تكسبه. ويبقى احتمال إصابة الشخص بتخلخل العظام، الذي يجعل العظام ضعيفةً وسهلة الانكسار، قائماً على حجم الكتلة العظمية التي وصلتَها عند بلوغك سن الثلاثين ووتيرة سرعة فقدانها في سنين عمرك اللاحقة. فكلما كانت الكتلة العظمية أكثر، زاد مخزون الشخص من العظام وأصبح أقل عُرضةً للإصابة بهشاشة العظام عند التقدم في العمر. عوامل متعددة هناك العديد من العوامل التي يمكنها التأثير على صحة العظام، منها ما هو متغير ومنها ما هو ثابت. ومن بين هذه العوامل: - كمية الكالسيوم في نظامك الغذائي. فالنظام الغذائي الذي يحتوي على كمية قليلة من الكالسيوم يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وتراجعها، ومن ثم تتزايد مخاطر الإصابة بالكسور. - مستوى التمارين الرياضية. فمخاطر الإصابة بأمراض هشاشة العظام وتخلخلها ترتفع لدى الأشخاص الذين لا تشمل أنشطتهم اليومية تمارين رياضية أكثر من الذين يُداومون على ممارسة الرياضة. - التدخين والاستهلاك المفرط للكحول. فقد وجدت دراسة حديثة أن التدخين يؤدي إلى ضعف العظام، وأن المشروبات الكحولية تتسبب في ترقق العظام نظراً لأن الكحول يمنع الجسم من امتصاص الكالسيوم. - كونك أنثى! فأنسجة العظم التي يحويها جسم المرأة أقل من تلك التي يحويها جسم الرجل. - التقدم في العمر. فكلما كبُر الإنسان تصبح عظامه أرق وأضعف. - العرق وقوام الجسم والتاريخ العائلي. فالأشخاص البيض أو المتحدرون من أصول آسيوية مُعرضون للإصابة بهشاشة العظام أكثر من غيرهم. كما أن الأشخاص ذوي القوام الرفيع جداً والأشخاص ذوي الأجسام الصغيرة أكثر عرضةً للإصابة بتخلخل العظام. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إصابة أحد الأبوين أو الإخوة بتخلخل العظام يجعلك مُعرضاً أنت الآخر بالإصابة، لا سيما إذا كثُرت حالات الكسور في سجل تاريخك العائلي. - مستويات الإفرازات الهورمونية. فإفراز الجسم للكثير من هورمونات الغدة الدرقية يُمكن أن يُسبب فقدان كتلة العظام. فهذه الكتلة تقل كثيراً لدى النساء في فترة العادة الشهرية بسبب تراجع إفراز هورمونات الإستروجين. كما أن انقطاع الطمث لفترات طويلة وعدم نزول دم الحيض يزيد أيضاً من احتمالات مخاطر الإصابة بهشاشة العظام. هذا في الوقت الذي يؤدي فيه انخفاض مستويات التستوسترون لدر الرجال إلى فقدان الكتلة العظمية. - اضطرابات الأكل وظروف صحية أخرى ذات صلة. فالأشخاص المُصابون بفقدان الشهية أو الشره العصبي هم عُرضةً أيضاً لفقدان الكتلة العظمية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جراحة المعدة والاستئصال المعوي وجراحات إنقاص الوزن وداء كْرُون (التهاب الأمعاء المزمن) وداء الأمعاء الدقيقة ومرض فرط نشاط قشر الكظر قد تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم. - استخدام بعض الأدوية. إذ إن تناول الأدوية التي تحوي هورمونات منشطة لفترات طويلة مثل الكورتيزون والبريدنيزون والبريدنيسولون والديكساميتازون (مضادة للالتهاب) يضُر بالعظام. ومن بين الأدوية الأخرى التي تزيد من مخاطر الإصابة بتخلخل العظام عند تناولها لآماد طويلة مثبطات الأروماتيز المستخدمة لعلاج سرطان الثدي، وأدوية مضادات الاكتئاب، خاصةً منه مثبطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية، وعقار الميثوتركسات المُستخدم في علاج السرطان، وأدوية علاج الصرع، وعقارات علاج حموضة المعدة التي يُصطلح عليها مثبطات مضخة البروتون ومضادات الحموضة المحتوية على الألمنيوم. خطوات عملية يمكن اتخاذ عدد من الخطوات التي تمنع فقدان الكتلة العظمية والإصابة بالأمراض الناجمة عنها، ومن بينها: - الحرص على تناول وجبات غذائية غنية بالكالسيوم. وينصح معهد الطب الأميركي البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و50 سنة، وما بين 51 و70 سنةً بالحرص على تناول 1,000 ميليجرام من الكالسيوم يومياً. بينما ينصح الرجال الذين تفوق أعمارهم 71 سنةً والنساء اللاتي تفوق أعمارهن 51 سنةً بتناول ما لا يقل عن 1,200 ميليجرام من الكالسيوم يومياً. وهناك العديد من المواد الغذائية التي تحتوي مكوناتها على الكالسيوم من بينها اللوز والقرنبيط الأخضر (بروكلي) وسمك السلمون والسردين ومنتجات فول الصويا مثل جبن توفو. وإذا وجدتَ صُعوبةً في الحصول على حاجاتك الكافية من الكالسيوم، فيمكنك أن تطلب من طبيبك أن يصف لك أحد مكملات الكالسيوم الغذائية المناسبة. - انتبه لفيتامين “دي”. إذ يُنصح الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و70 سنةً بتناول 600 وحدة من الكالسيوم يومياً، بينما يُنصح المسنون الذين تتجاوز أعمارهم 71 سنةً بتناول 800 وحدة من الكالسيوم يومياً. وعلى الرغم من أن غالبية الناس يمكنهم الحصول على حاجاتهم من فيتامين “دي” من خلال ضوء الشمس، فإن الشمس قد لا تكون مصدراً مناسباً للجميع. ومن بين المصادر الأخرى لفيتامين “دي” الأسماك المُزيتة، مثل سمك التونة والسردين، وصفار البيض والحليب المُقوى ومكملات فيتامين “دي” الغذائية. - واظب على ممارسة الرياضة. فممارسة المشي والجري والتنس والتسلق أو غيرها من الرياضات من شأنها مساعدتك على بناء عظام قوية وتقليل فقدان الكتلة العظمية. - تجنب التدخين وشرب الكحول. - فكر في استخدام الأدوية المقوية للعظام. فهناك عدد من الأدوية التي تساعد على الحفاظ على الكتلة العظمية وإبطاء وتيرة فقدانها. وإذا كنت تتناول أحد الأدوية الذي يؤثر على صحة عظامك، فلا تتردد في مراجعة طبيبك. فهو قادر على مراقبة كثافة عظام جسمك ثم نُصحك بتناول ما يناسب حالتك من عقارات منع فقدان الكتلة العظمية أو إبطائه. - فكري في العلاج الهورموني (بالنسبة للنساء). فإفرازات الإستروجين تُساعد على الحفاظ على كثافة العظام. لكنْ شريطة أن يكون هذا العلاج مناسباً لحالتك ومنصوحاً به من قبل طبيب ثقة. هذه الإرشادات الطبية غيض من فيض، ويبقى على كل من يهتم بالحفاظ على صحة عظامه أن يستشير طبيبه في كل الأحوال ليُجري له اختبار كثافة العظام ويعرف مدى وجود مخاطر إصابته بأمراض العظام، وكذا معدل فقدانه لكتلة العظام ووتيرتها، حتى يعرف كيفية التعامل معها. عن موقع “mayoclinic.com” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©