السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقول إماراتية تصنع المستقبل التقني لإمارة أبوظبي

عقول إماراتية تصنع المستقبل التقني لإمارة أبوظبي
16 سبتمبر 2011 01:29
فازت مؤخراً أربع جامعات إماراتية بـ 7 عقود بحثية في مجال أشباه الموصلات، عبر واحدة من أرقى مؤسسات الأبحاث في العالم المهتمة بهذا الشأن، ويأتي إدراك دولة الإمارات أهمية وضرورة الاستثمار في تأهيل وتطوير قدرات الكوادر الوطنية لتتبوأ مكانة رائدة مستقبلاً في قطاع التقنيات التكنولوجية الحديثة، مع ما يشهده العالم من تطورات متسارعة في قطاع التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطوّرة. قامت إمارة أبوظبـي، وعبر شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة «آتيك» بإطلاق برنامج «النخبة» التدريبي، الذي يعد ثمرة تعاون مميّز بين شركة آتيك ومجلس أبوظبي للتعليم، ويهدف إلى تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في أرقى المؤسسات التعليمية والصناعية المحلية والعالمية، للعب أدوار قيادية في تطوير قطاع حيوي ومتكامل في أشباه الموصلات في إمارة أبوظبي، وتأسيس اقتصاد وطني مبني على المعرفة والإبداع يعزز المكانة الاقتصادية والصناعية للإمارة مستقبلاً في قطاع أشباه الموصلات. تقنيات حديثة صرح سامي عيسى، المدير التنفيذي لوحدة تنمية قطاع التكنولوجيا المتطورة في آتيك، أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، شارك في برنامج النخبة للتدريب الصيفي 145 طالباً وطالبة من أكثر الطلاب الإماراتيين تميزاً، وهذا الصيف شارك في البرنامج في عامه الثالث 55 من نخبة الطلبة الإماراتيين المميزين من طلاب التخصصات الهندسية، بواقع 26 طالباً و29 طالبة، وذلك للتدريب في منشآت شركة جلوبل فاوندريز العالمية، في كل من مدينة دريسدن الألمانية وسنغافورة التي تمتلك «آتيك» معظم أسهمها. ويستهدف البرنامج، وفق عيسى، الطلبة الإماراتيين المتفوقين والمتميزين في المجال الدراسي، حيث يتيح لهم البرنامج التدرّب على أحدث التقنيات الحديثة في مجال تصنيع أشباه الموصلات، والتعرّف على المجالات والفرص الواسعة التي يتيحها لهم قطاع التكنولوجيا المتقدمة في المستقبل، بما يسهم في تهيئهم للعب دور فعّال ضمن رؤية حكومة أبوظبي بتحويل الإمارة إلى وجهة عالمية رائدة في قطاع التكنولوجيا وأشباه الموصلات على المستوى العالمي. وقال عيسى إن المتدربين يكتسبون في هذا البرنامج خبرةً عمليةً مباشرة وواسعة من خلال لقاء أبرز الخبراء والقيادات الإدارية والهندسية العاملة في أكثر المنشآت العالمية تطوراً وتعقيداً في مجال صناعة أشباه الموصلات. ولقد أمضى الطلبة المشاركون في البرنامج هذا العام، ستة أسابيع في منشآت شركة جلوبل فاوندريز، حيث سافر 30 متدرباً إلى منشأة الشركة في مدينة دريسدن الألمانية للعام الثالث على التوالي، و25 متدرباً إلى منشأة الشركة في سنغافورة للمرة الأولى، الأمر الذي يعد خطوة مهمة في تطوّر البرنامج، وإتاحة فرص أوسع للطلبة لتلقي تدريب وخبرات مميّزة في أحد أهم مراكز التكنولوجيا وصناعة أشباه الموصلات في العالم. روح الفريق خلال الأسابيع الستة لمدة البرنامج التدريبي، تعرف الطلبة المشاركون في البرنامج عن قرب، على ثقافة العمل المتميّزة وروح الفريق في هذه المنشآت العالمية، كما تلقوا تدريبات تفاعلية حول أحدث تقنيات أشباه الموصلات والأساليب المتطوّرة التي تتطلبها صناعة شرائح الرقائق الإلكترونية، وجميع مراحل العمل والتصنيع والاختبار في قطاع أشباه الموصلات. كما حضروا مجموعة من ورش العمل المتخصصة، وشاركوا في عدة برامج وفعاليات ثقافية مع فرق عمل مختلفة. إلى ذلك، قال عيسى «يسلّط برنامج النخبة الضوء على أحدث مجالات التكنولوجيا المتطورة والصناعات التقنية الحديثة، التي باتت تشكّل ركناً أساسياً في مستقبل التحوّل الاقتصادي لإمارة أبوظبي، بما يتماشى مع رؤية أبوظبي 2030 الداعية لتأسيس اقتصاد وطني مستدام مبني على المعرفة والإبداع. وتم تطوير البرنامج لتمكين الطلبة الإماراتيين المبدعين والمميزين، من اكتساب المهارات والأدوات اللازمة عبر التدريب والتأهيل المتخصص في قطاع أشباه الموصلات، ليكونوا قادرين على قيادة تطوير قطاع حيوي ومتكامل لأشباه الموصلات في إمارة أبوظبي، ودعم بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة والبحث والابتكار وأحدث التقنيات». فوائد مكتسبة عبّر الطلبة المشاركون في البرنامج هذا العام عن الفوائد المكتسبة، والخبرة والمعرفة الواسعتين التي تحققت لهم بعد انتهاء البرنامج. وقالت فاطمة عبد الله، من الطلبة المتدربين في منشأة «جلوبل فاوندريز» بمدينة دريسدن الألمانية، وهي في السنة الرابعة لبرنامج بكالوريوس الهندسة الإلكترونية، بكلية التقنية العليا «شكّل برنامج النخبة للتدريب الصيفي فرصةً كبيرةً لي، وقد تعرفت على البرنامج من خلال فيلم تسجيلي وثق التجربة التي عاشها الطلبة المشاركين في البرنامج خلال السنة الماضية في ألمانيا، وسرعان ما أحببت هذا البرنامج لاتساقه مع تخصصي الأكاديمي». وأضافت «بعد الحصول على المزيد من المعلومات حول البرنامج، شعرت أن المشاركة في البرنامج ستشكل فرصة عظيمة، وتجربة علمية تزودني بكثير من المعلومات. وما شجعني أكثر على التقدم إلى البرنامج هو الفرصة التي سيتيحها لي لأكون جزءاً من مجال هندسي جديد، وإحدى أوائل الفتيات الإماراتيات الذين سيؤدون دوراً مهماً في تطوّر قطاع التقيات الحديثة في أبوظبي». وحول الخبرات العلمية المكتسبة، قالت «كانت تجربة مشاهدة الغرفة النظيفة حدثاً جديداً لطلبة الهندسة الإماراتيين، إذ لم تتح لنا الفرصة لرؤية هذا العالم التقني الحديث من قبل. ففي الغرفة النظيفة يحظر عليك وضع العطور أو المراهم، وتشعر كأنك في غرفة العمليات في المستشفى حيث يتعين عليك ارتداء بزة خاصة تغطي كامل جسدك على اعتبار أنك تتعامل مع معدات عالية التكلفة وشديدة الحساسية، كما لا بد أن تكون شديد الانتباه إلى تحركاتك داخل الغرفة. وشكّلت هذه التجربة أحد أهم مكونات البرنامج أهمية بالنسبة لي». طموحات مستقبلية عن الطموحات المستقبلية، قالت عبدالله «آمل بعد التخرج أن أتمكن من الحصول على الماجستير في مجال أشباه الموصلات وأن أعمل في هذا المجال. وأنا في غاية الحماسة للاستمرار في اكتساب المزيد من العلوم التقنية، والمساعدة بفعالية في بناء المعرفة التي يتطلبها دعم تطور إمارة أبوظبي». من جانبها، قالت الطالبة أفنان المرزوقي، التي أمضت برنامجها التدريبي في منشأة جلوبل فاوندريز في سنغافورة، والطالبة في السنة الأخيرة لبرنامج الهندسة الإلكترونية في كلية البنات في العين «تعرفت على برنامج النخبة من خلال أحد المشاركين السابقين، وشجعني ذلك على المشاركة في مجال جديد وواعد في مستقبل إمارة أبوظبي. وعندما سمعت عن طموحات أبوظبي في المنطقة، ازدادت حماستي للاطلاع على هذا المجال، وأصبحت في قمة السعادة عندما تم اختياري على غير توقع مني للمشاركة في البرنامج». وأضافت «أتيحت لنا الفرصة لنرى عملية إنتاج الرقائق الإلكترونية من البداية إلى النهاية، ولنطّلع على أهمية هذه المنتجات في كل ما نستخدمه في حياتنا، ولنزور العديد من الشركات الرائدة التي تعمل في المنطقة ونستكشف دورها في هذه الصناعة. كما أسهم البرنامج في تعزيز ثقتي في نفسي واعتمادي على ذاتي». وحول الطموحات المستقبلية، قالت المرزوقي «انحصر طموحي قبل المشاركة في برنامج النخبة في التخرج وإيجاد فرصة عمل مناسبة، إلا أن المشاركة في هذه المنحة التدريبية جعلتني أعشق هذه الصناعة، واليوم أتمنى مواصلة دراستي العليا والحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا المجال على أمل الإسهام بشكل مؤثر في مستقبل أبوظبي. كما سأعمل حتماً على تشجيع كل من أعرف للمشاركة في هذه التجربة المميزة، فأبوظبي بحاجة أبنائها المبدعين والمميزين». تحقيق حلم أحمد خميس، الذي أمضى منحته التدريبية في منشأة جلوبل فاوندريز بمدينة دريسدن الألمانية، والطالب في الهندسة الكيميائية في كلية أبوظبي، قال «لطالما شكلت فرصة الدراسة وتجربة ثقافة أخرى واكتساب معارف جديدة حلماً بالنسبة لي، وقد تحقق هذا الحلم من خلال برنامج النخبة الذي لم أتردد لحظة واحدة في التقدم إليه. ولقد عرفت الكثيرين ممن تقدموا للبرنامج، إلا أن اختياري للمشاركة في البرنامج هذا العام أشعرني بسعادة كبيرة». وأضاف «تعتبر أشباه الموصلات العقل الصغير لأي قطعة إلكترونية حديثة، وتتمتع منشآت جلوبل فاوندريز بمعدات إنتاج متطوّرة وفائقة التقنية تعززها قوة عاملة كبيرة لإنتاج هذه الشرائح الإلكترونية. ولقد زودنا المنظمون للبرنامج بالكثير من المعلومات التي ساعدتنا على فهم هذه الصناعة، كما أتيحت لنا فرصة التعرف على ثقافة العمل المميّزة وروح الفريق في هذه المنشآت العالمية». وعن طموحاته المستقبلية، قال خميس «ما يزال يراودني نفس الطموح في التخرج من الجامعة ومتابعة دراستي حتى الحصول على الماجستير والدكتوراه، إلا أن المشاركة في برنامج النخبة ساعدني على استيضاح الطريق الذي سأسلكه لتحقيق طموحي. لقد أعطانا هذا البرنامج الفرصة لبناء مستقبل واعد، ولا بد أن نرد الجميل لإمارة أبوظبي من خلال فعل كل ما يلزم لنكون جزءاً من تطّور بلدنا وأمتنا في كل خطوة على هذا الطريق». تقنيات حديثة قالت ميثا عبدالله، المتدربة في منشأة جلوبل فاوندريز بمدينة دريسدن الألمانية، والطالبة في برنامج بكالوريوس الهندسة الإلكترونية، بكلية التقنية العليا «منذ بداية دراستي في كلية الهندسة، أصبحت شديدة الاهتمام بالتقنيات الحديثة، ولم أتردد لحظة في التقدّم للمشاركة في البرنامج الذي شكّل فرصة مثالية لاختبار تجربة علمية مميّزة في الخارج غير متاحة حالياً في الدولة. وحظيت بدعم وتشجيع كبير من عائلتي عندما أخبرتهم باختياري للمشاركة في البرنامج». وأضافت «تعلمنا الكثير عن عمل الغرفة النظيفة، كما تعرفنا على كيفية إنتاج الرقائق الإلكترونية وعملية تجميع ما يقارب المليار ترانستور في رقاقة واحدة. وتشكل صناعة أشباه الموصلات عصب المستقبل، كما أن دخولنا ومشاركتنا في هذه الصناعة التقنية المتطوّرة ذو أهمية كبيرة لوطننا، وبإمكاننا أن نكون من رواد هذه الصناعة عالمياً». وحول تنظيم البرنامج، أوضحت عبدالله «كل شيء كان متقن التنظيم من اليوم الأول، وعلى الرغم من صعوبة التأقلم مع البيئة الجديدة، فإن المدربين قدموا لنا كل العون ولم يبخلوا علينا بما يلزمنا من وقت لاستيعاب المحاضرات واكتساب أكبر قدر من المعرفة. لقد كنا أشبه بعائلة واحدة، إذ كنا نساعد بعضنا البعض على استيعاب المحاضرات المتنوعة والمهام التي أعطيت لنا. وكنت أحرص على لقاء زميلاتي المشاركات في البرنامج بشكل منتظم، حيث نشجع بعضنا على الاستمرار في الدراسة والعمل على تعّلم المزيد عن أشباه الموصلات». وأكّدت أهمية البرنامج بقولها «أؤمن بأن قراري في أن أكون مهندسة كان خطوة كبيرة في طريق الإسهام في تطوير إمارة أبوظبي، لذا سأحرص على تعلم المزيد عن أشباه الموصلات لأساعد في تطوير هذه الصناعة. وأدعو جميع المهندسين للمشاركة في البرنامج، فهو فرصة عظيمة لبناء قيادات مستقبلية مميّزة، وتعزيز الدراسة النظرية بالتطبيق العملي». إبداع الشباب قال حمد رجب، الذي أمضى مشاركته التدريبية في منشأة جلوبل فاوندريز، والحاصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية مع مرتبة الشرف من جامعة الإمارات «كنت شديد الحماسة للعمل في مجال التقنيات المتقدمة مع شباب إماراتي مبدع، ومهندسين وخبراء عالميين ذوي خبرات واسعة، ولعل ذلك ما شجعني للتقدم لهذا البرنامج. ومع شعوري بالسعادة والفخر نتيجة اختياري للمشاركة، إلا أن البرنامج جعلني أحس بالمسؤولية أكثر تجاه بلدي، فكوني أحد الطلاب النخبة في دولة الإمارات يلزمني بضرورة تسخير معرفتي ومهاراتي لصالح هذا البلد». وأضاف «كانت تجربة متميزة ثقافياً وتقنياً، فقد حصلت على خبرة عملية مباشرة من أكثر منشآت أشباه الموصلات تقدماً في العالم، ودخلت إلى الغرفة النظيفة وعملت على مشاريع ومهام تطبيقية عديدة، كما قمت بتصنيع وتطوير رقاقة إلكترونية خلال إقامتنا التي دامت أسبوعين في أكاديمية دريسدن للتقنية». وحول المهارات المكتسبة من البرنامج التدريبي، أوضح رجب «بعيداً عن الجانب التقني، فقد قمنا في الأسبوع الأخير من البرنامج التدريبي بأداء محاكاة عملية لشركة وهمية تسمى «فيوتشر آرابيا»، وهدفت هذه التجربة إلى تطوير الرؤى والمواقف والقدرات الخاصة بالإدارة التي تعكس بنية المؤسسة متعددة الثقافات. وتجلت فائدة هذه التجربة في المهارات التي اكتسبناها في القيادة والتواصل والتحفيز وبناء فرق العمل ذات الثقافات المتعددة في بيئة عملية مشابهة للواقع». وحول الطموحات المستقبلية، قال رجب «أود متابعة دراستي العليا حتى حصولي على الماجستير والدكتوراه من إحدى أفضل جامعات العالم، لأقوم بعدها بتسخير كل ما تعلمته لأكون أحد القيادات الهندسية الرائدة في الدولة، وأسهم في تعزيز مكانة أبوظبي عالمياً كمركز رائد للتقنيات الحديثة. فبرنامج النخبة جعل الأحلام أقرب إلى الحقيقة، فهو يجمع بين الجانب النظري والعملي وبين العلم والتقنية وبين المعرفة والمتعة. وأنا متفائل بمستقبل أبوظبي والدور الذي يمكن أن أؤديه في تشكيل ذلك المستقبل المشرق».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©