الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناعة الدعون تقاوم خطر الانقراض وتصر على الاستمرار

صناعة الدعون تقاوم خطر الانقراض وتصر على الاستمرار
16 سبتمبر 2011 01:30
تقاوم صناعة الدعون وإنتاجها من سعف النخيل خطر الانقراض، وتصر على الاستمرار على الرغم من ضعف الإقبال عليها مقارنة بالمرحلة السابقة من عمر الدولة، حيث كان الاعتماد عليها في تجهيز الغرف التي تقي من البرد في الشتاء، وتتيح لأصحابها الاستمتاع بالهواء البارد في الصيف. واستخدم الدعن الواحد أو بعض الدعون في الماضي لصنع سقف العريش أو المطبخ والمظلة، كما صنعت منه أركان أخرى من المنزل مثل المنامة وهي المكان المرتفع عن سطح الأرض، وتصنع صيفاً في وسط الحوي أو الفناء، حيث كانت تنام الأسرة بأكملها في الليالي الحارة عليها، ويستحب السهر والسمر عليها في الليالي المقمرة، كما يتم تناول وجبة العشاء بعد المغرب، ثم العودة إليها بعد صلاة العشاء لتتسامر الأسرة حتى يغلب على كل فرد النوم تباعاً. ومن مدينة كلباء قال عبيد محمد الزري الذي لحق على زمن الأربعينات، بشغف وحنين، إن صناعة الدعون تعني أن يتم صنع أركان المنزل من جدران سعفية تم رصها بطريقة الزفان، وذلك السعف هو الأغصان الكاملة لشجرة النخلة، حيث يؤتى بها كي يصنع منها حائط على شكل لفافة حين تفتح تشكل جزءا من حائط. وأضاف: الدعن ربما يباع بتلك الهيئة الأنبوبية، لكن لا يترك كما هو عند البناء، حيث يفكك ثم ينظف حسب التصميم، ثم يعاد العمل عليه بحبال جديدة مختلفة، وتشبك كل سعفة بجانب الأخرى حسب الموسم، فإن كان شتاء ربما ترك الدعن كما هو عند البعض ورص بجانب بعضه بحبال وأساسات من الكندل أو الجندل وهي جذوع أشجار أسطوانية، تستورد من الخارج. وأشار إلى أن أهل الإمارات رغم كل الحداثة والتطور العمراني والرفاهية، إلا أنهم يفكرون في صنع ما يربطهم بالماضي، مثل إقامة عريش صيفي أو خيمة شتوية أو مظلة وهي ما يعرف عند البعض باسم السبلة، وذلك يشبع بعض من الحنين لديهم نحو تلك الدور التي عاش فيها أجدادهم، موضحاً أن الدعن بسيط للغاية ولا يوجد به مواد ضارة فهو بالكامل من النخلة، حتى الحبال التي تربط بين كل سعفة وأخرى تم صنعها من ليف النخل، ويعمل الرجال على حبك ذلك الليف، ثم يبرم حتى يتكون منه حبل لعدة أمتار، ويتحمل بقوة حتى عدة سنوات دون أن يتلف نتيجة العوامل الطبيعية مثل الحرارة. ويواصل عبيد: الرجال يتولون مهمة برم وحبك ليف النخيل وهي عملية تتطلب قبل كل شيء، فك ذلك النسيج الليفي وتحويلها إلى ما يشبه الشعر، أما السعفة فيتم اختيار أفضلها من حيث قوتها ومتانتها، وربما يكون رجال الأمس الذين كانوا يواصلون عمليات التصنيع قد رحلوا، إلا أن بعضهم وهم كثيرون استطاعوا نقل الحرفة لأبنائهم، وقاموا بتعليم بعض الجاليات التي تعمل في المزارع، وهم اليوم يقومون بمساعدتهم في بعض الأعمال، مثل جمع السعف ونقل الدعون.ووفقاً لعبيد الزري فإن الخوص وهو ورق السعفة فالعمل عليه لم يتوقف، لأن الأدوات التي تصنع منه يزداد الطلب عليها، حيث لا يزال بعض الأسرة يحبون اقتناء تلك الأدوات التي استخدمت سواء لحفظ الطعام أو تبريده وحتى لحفظ الملابس ونقل الخضراوات والأسماك.
المصدر: كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©