الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجرة السائق الذي لم يصل بالراكب إلى المكان المطلوب

أجرة السائق الذي لم يصل بالراكب إلى المكان المطلوب
9 ديسمبر 2010 20:15
ركبت مع صاحب تاكسي للأجرة بعد أن سألته هل تعرف المكان الفلاني فأجاب بنعم ثم انطلقنا وبعد أن وقفت السيارة تبين أن هذا المكان ليس هو المكان المطلوب، وبهذا عرفت أنه لا يعرف المكان الذي أريد، فقلت له يمكنك أن تسأل أحد الأشخاص ليدلك على المكان وإلا فإنك إن لم توصلني حيث أريد، لن أعطيك أجرتك، وبالفعل هذا ما كان مني فنزلت من السيارة ولم أعطه أجرة لأنه برأيي لم يوصلني إلى المكان الذي أريد، ولكني بعد ذلك فكرت في الأمر فأخرجت المبلغ صدقة عنه لأني لا أعرف أين سأبحث عنه. سؤالي هو: هل له الحق أن يطالبني بالأجرة كونه لم يوصلني حيث أريد؟ فإن كان الجواب بنعم فهل الصدقة التي أخرجتها عنه تكفي لتبرئة ذمتي؟ ? يجيب المركز الرسمي للإفتاء بالدولة: إن الأجرة على أمر، لا تجب إلا باستيفاء المعقود عليه - ذهب إلى ذلك كثير من العلماء - وهذه بعض النصوص في المسألة: جاء في حاشية العدوي المالكي على شرح كفاية الطالب الرباني: «ولا كراء له أي لصاحب السفينة إلا على البلاغ هذا هو المشهور، لأن الإجارة في السفن جارية مجرى الجعل، فإذا لم يحصل الغرض المطلوب لم يستحق الأجرة»، وقال العلامة الكاساني الحنفي رحمه الله في بدائع الصنائع: «فلا يجب تسليم شيء من البدل إلا عند انتهاء المدة أو قطع المسافة بعد الفراغ من العمل بلا خلاف، حتى قالوا في الحمال ما لم يحط المتاع من رأسه لا يجب الأجر، لأن الحط من تمام العمل، وهكذا قال أبو يوسف في الحمال يطلب الأجرة بعد ما بلغ المنزل قبل أن يضعه: إنه ليس له ذلك، لأن الوضع من تمام العمل». والذي يظهر لنا: أنه لا يجب عليك دفع الأجرة للسائق المذكور، لأنه لم يف بالمطلوب، وربما أقصاك عن مقصودك وزادك ضررا، ولم يقم ببذل جهده في سؤال أحد، إلا أنه لا مانع من أن تدفع له قسطا من الأجرة إذا كان قد قربك من المكان الذي تقصده، وبما أنك لا تعرفه الآن وليس بإمكانك الوصول إليه، فلا شيء عليك، وقد ذكرت أنك قد تصدقت بالمبلغ عن السائق المذكور فهذا غاية ما يمكنك فعله، والله أعلم. - الخلاصة: لا يجب عليك دفع الأجرة للسائق لأنه لم يف بما طلب منه، وبما أنك قد تصدقت بالمبلغ عن السائق المذكور فهذا غاية ما يمكنك فعله، وهو ورع منك، والله أعلم وأستغفر الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©