الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال يبدأون مشوارهم مع التعليم بالدموع

16 سبتمبر 2011 01:31
تتكرر في كل عام مشاهد البكاء والصراخ في أول يوم دراسي في رياض الأطفال، وتبدأ الخطوة الأولى من مشوار الأطفال التعليمي مع ارتفاع أصوات البكاء والصراخ تعبيرا عن رفضهم ترك أولياء أمورهم، والانخراط في الحياة الجديدة. لتبدأ المعلمة بأخذ دور الأم البديلة محاولة جذب الطلاب للانضمام إلى أقرانهم في الفصل وإغرائهم بشتى الطرق والحيل. وتتفق مديرات مدارس تأسيسية ورياض أطفال على أن الأيام الأولى من العام الدراسي تشكل قلقا كبيرا للأمهات خصوصا أن فكرة ترك أبنائهم في عالم جديد قد يعتبرونه مجهولا تعد أمرا صعبا، مشيرات إلى أن قلق الأمهات أحيانا يفوق قلق وخوف الأطفال ما لا يتيح المجال أمام المعلمة وإدارة المدرسة أو الروضة للتعامل مع المسألة بشكل عقلاني أكثر. في هذا السياق، توضح هدى سالم، والدة الطفلة مها عبيد التي التحقت حديثا بالروضة “من الصعب جدا عليها وعلي خوض هذه التجربة الجديدة خاصة وأن الطفل يعيش أجواء جديدة، ويرى وجوها غير الوجوه المألوفة لديه؛ ما يجعله ينخرط في حالة من من البكاء والخوف والقلق معاً، ولكن مع وجود معلمة حنونة وذات تدبير جيد تطمئن الأم إلى أن طفلها في أيد أمينة”. وتضيف “هنا يبدأ دور المعلمة الأم البديلة للطفل أو الطفلة خصوصا وأن الطفل سيقضي نصف يومه معها، لذا يجب أن تتعامل الأم بهذا اليوم بكل حكمة وعقلانية وألا تبدي أي حزن أمام طفلها”. وتقول معلمة رياض الأطفال حلاوة حسن إن “اليوم الأول يكون صعب جدا بالنسبة للأم والطفل لذا تبذل المعلمة والإدارة كل جهودها لبناء جسور الثقة بينهم وبين الطلبة المستجدين، وذلك منذ اليوم الأول خصوصا وأن الانطباع الأول يدوم، ولابد من ربط الطالب المستجد ببيئته الصفية الجديدة، والتقرب منه من خلال الهدايا، وإطلاعه على مرافق المدرسة وملحقاتها، مؤكدة أنه من الضروري على المعلمات والمعلمين أن يستقبلوا انفعالات الطلاب المستجدين بدون حساسية فالهدف كسب ثقة التلميذ، خاصة أن هناك طلبة خجولين، لا يستطيعون التعبير عما بدواخلهم، فالدور التربوي هنا أهم من الدور التعليمي. وترى معلمة رياض أطفال سلوى أحمد، وهي أم لطفل في الروضة، أن الطفل يحمل في اليوم الأول هم التعامل مع الغرباء المتمثلين في معلمته وزملائه، وما يزيد الأمر سوءٍ في هذا اليوم أو الأسبوع الأول الصراخ والبكاء الجماعي للأطفال خاصة وأن الطفل يكون في سن صغيرة لا تتجاوز الأربع سنوات، ويكون متعلقا بأمه بشكل كبير فيصعب عليه تركها، مؤكدة أن الأمر غير مقلق بل هي أزمة عابرة سرعان ما تنتهي خلال الأسبوع الأول للدراسة بعد أن يألف الطفل وجوه معلمته وزملائه الجدد. من جهتها، تشير الأخصائية الاجتماعية سمية راشد إلى أن الأطفال يختلفون بانطباعاتهم في الأسبوع الأول من الروضة فإذا كان الطفل يتميز بنزعة استقلالية، فهو لا يحتاج إلى أي تشجيع، بل يكون لديه الدافع والفضول لتعرف على ما هو جديد، بعكس الطفل الحساس والمرهف الذي يكون أكثر تعلقا بأمه، ولا يفكر بالروضة أو التعرف على أصدقاء جدد إلا بعد مدة قد تكون طويلة أحيانا. وتقول إن السبب الرئيس لحالة البكاء والصراخ التي تصيب الطفل في اليوم الأول تعود إلى خوفه من تركه وسط أجواء لا يعرفها، بعد أن تعود على أن تكون أمه معه في كل الأوقات والمواقف الجديدة في حياته، وهنا يأتي دور الأم التي يجب أن تدرب الطفل تدريجيا على الذهاب للروضة، وتشجعه على التعرف على الأطفال من حوله، وعليها أن تطمئنه إلى أن المعلمة ستكون مثل أمه تماما. وتلفت إلى أنه ينبغي في حالة كان الطفل متمسكاً بشكل كبير بأمه بأن تسمح لها إدارة المدرسة بأن تبقى إلى جانبه لبعض الوقت في الأيام الأولى، على أن تعود إلى المنزل عندما تجده مندمجاً مع رفاقه في اللعب واللهو فتنسحب دون أن يشعر، على أن تقل فترة وجودها معه يوماً بعد يوم، وهكذا، يتولد لديه شعور بالألفة نحو الحضانة والأطفال الآخرين. وأكدت دراسة علمية لعدد من الاختصاصيين النفسيين أنه عندما تلازم الأم طفلها في الحضانة لا يجب أن تلتصق به، بل تحاول أن تفسح له المجال كي يشارك الآخرين في نشاطهم، ويندمج معهم بحيث لا يعود بحاجة إلى وجودها على مقربة منه، ففي بعض الحالات قد يفوق قلق الأم قلق الطفل نفسه عندما تنصرف عنه في الأيام الأولى، فإذا ظهرت عليها إمارات القلق عند انصرافها، فإن ذلك يثير مخاوف الطفل فيحاول منعها من الانصراف.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©