السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوليا قصار: «شتي يا دني» سينما واقعية تحارب الانهزامية بسلاح العطاء

جوليا قصار: «شتي يا دني» سينما واقعية تحارب الانهزامية بسلاح العطاء
9 ديسمبر 2010 20:22
ممثلة وأستاذة، حصلت على شهادة الماجستير في الفنون البصرية والأداء وشهادة بكالوريوس في الفنون الدرامية، بدأت مسيرتها الفنية في سنتها الجامعية الثانية، شاركت في مسرحية “صانع الأحلام” للمخرج ريمون جبارة، ومسلسل “مبارك” للكاتب يوسف حبش الأشقر، وبرنامج “نادي السينما”. هذه الفنانة المبدعة جوليا قصار تجد أن الطريقة الأفضل لبناء العلاقة الإيجابية الناجحة والمفيدة ما بين الممثل والمخرج لا بد أن تأتي عن طريق التعارف ضمن المحيط الفني. في نظر جوليا قصار أن المسرح هو اكتشاف لذات الإنسان ودرجة نموها وتطورها. نجمتنا لها شغف كبير بالسينما، وهذا الشغف مستمر ولم يعرف الارتواء من خلال تجربتها السينمائية، وكان لها أمنية أن تقوم بعمل سينمائي من البداية إلى النهاية. وها هي اليوم تبرز بإبداعها وقدرتها العالية في فيلم “شتي يا دني” للمخرج بهيج حجيج الذي اختارها لأداء هذا الدور، وكانت تلميذته في الجامعة. ويقول عنها: “اخترتها من دون تردد لأدائها المتميز”. وفعلا، أثبتت وبتميز قدراتها الفنية في أدائها لدور ماري الزوجة والأم”. تحدثت عن بداياتها وكيفية رؤيتها للسينما اللبنانية.. قائلة: “درست في معهد الفنون الجميلة، وكنت في السنة الثانية عندما بدأت أعمل في مجال المسرح والتلفزيون. أنا من جيل زمن الحرب، كان ذلك سنة 1983، لم تكن السينما نشطة وقتها ولا أعلم كيف كنا نقوم بأعمال تلفزيونية ومسرحية في ذاك الوقت. بدأت مع ريمون جبارة بمسرحية اسمها “صانع الأحلام” وقد أخذت جائزة الإبداع في قرطاج، فبدأت فوراً مع أساتذتي، على صعيد التلفزيون بدأت مع أستاذي شكيب خوري بمسلسل تلفزيوني درامي، والآن أنا أقوم بالتدريس في معهد الفنون الجميلة أعطي مادة المسرح، ولدي حنين كبير للفن المسرحي، وأنا الآن أشرف على تخريج عدد كبير من الطلاب منه”. “الخادمتان” وتضيف: “بصراحة المسرح والسينما لهما مكانة خاصة في نفسي غير التلفزيون، ففي المسرح والسينما النصوص التي تعطى والتي تتحدث عن المرأة أغنى وأهم من النصوص التي ترسم شخصية المرأة في التلفاز. بالنسبة لي النصوص المسرحية التي لعبتها بالمسرح من جان جينيه إلى نص “الخادمتان” ونص سعد الله ونوس “طقوس الإشارات والتحولات” والتي فيها تكون المرأة عنصرا هاما وفعالا في المسرح. أكيد، أنا أميل للمرأة التي لا يكون في شخصيتها سلبية. ولحسن الحظ في المسرح والسينما المرأة غير مسطحة تحمل قضايا ونراها بكل أبعادها ولا تكون صورة مزيفة عن المرأة اللبنانية والمرأة العربية ككل”. ولاشك أن المبدعين موجودون بكثرة، لكن مسارح لا يوجد ولا تؤمن مسارح بسهولة لكل هؤلاء المسرحيين، ودائماً نحن جهودنا فردية إن كان في المسرح أو في السينما. الصعوبة ليست في الخلق وليست في النصوص بل في الإمكانات وخاصة أن الإعلام التلفزيوني لا يساهم أبداً، ولا يوجد دعم من قبل وزارة الثقافة، وإن كان لديها النية الحسنة، لكن ليس لديها الطاقة الكافية لدعم الفنان إن كان في المسرح أو في السينما، والسينما أصعب بكثير فهي تحتاج لأموال ضخمة”. أوروبا ونحن وحول الفضائيات المنتشرة في جميع الدول العربية، بينما الملاحظ هو الشح في تقديم التمويل للمسرح والسينما توضح: “من المعروف أن الفضائيات تساهم في دعم الفيلم، مثلاً في أوروبا هناك تلفزيونات تدعم الأفلام السينمائية ويكون لها جزء كبير بالإنتاج، وتعمل على تسويقه وتعرضه على شاشاتها بعد المهرجانات والصالات. نحن فضائياتنا كثيرة، ولكن لا يوجد فضائية واحدة إلا نادرا تدعم وتسوق بقوة العمل السينمائي والمسرحي، هذه مشكلة كبيرة لدينا. حتى بالكلام هنا تسحبين الكلام من أفواه الناس سحبا كي تتحدث عن فيلم لبناني أو عربي من باب الحديث. لا تقدم ولا تعمل التلفزيونات هنا في دولنا لا تقدم ولا تعمل دعايات لأفلامنا اللبنانية والعربية مثلما تعمل الدول في الغرب دعاية لأفلامها، وأظن أن هذه المشكلة موجودة بأغلب البلدان العربية حيث لا يوجد دعم كاف للفيلم كي يصل للناس”. ورغم ذلك كنا في زمن الحرب نقوم بأعمال مسرحية بشكل أكبر، وكان هناك زوايا مهمة لتغطية أنشطة النجم بشكل قوي. وكان هناك برامج مخصصة لهذا. الآن أصبحت عابرة ولا يوجد تشديد عليها. فهل يعقل في أيام الحرب كنا أفضل من الآن!”. خطوة رائعة وعن مشاركتها في مهرجان أبوظبي السينمائي تقول: “المهرجان خطوة رائعة وإيجابية، ففي البداية كانت المهرجانات تقام، ولكن لم يكن هنالك دعم مادي، الآن قد وعوا هذه النقطة ودرجة أهمية هذا الدعم للفيلم ومساهمته في إنهاء الفيلم. هذا ما حدث بالنسبة للفيلم الذي شاركنا به، ولولا سند لم يكن مكتوباً لفيلمنا أن يصل ويطلق عالميا. هذه خطوة جريئة ومهمة، وأتمنى أن تقوم جميع المهرجانات بالترويج للفيلم العربي كي يكون له مكانته في العالم العربي أولاً، وأكيد في العالم ككل. يجب أن نبتعد عن الجمود وأن تقام مؤسسات تسعى لدعم الأعمال الفنية العربية، فهي تعطي صورة حقيقة عن العالم العربي غير الأعمال التي نراها بشكل عابر من وقت لآخر في الخارج”. أما عن تعاملها مع جوليا هذه الزوجة التي فقد زوجها توضح: “تم الحديث بشكل كبير عن الفيلم، وعن أبعاد كل شخصية وكذلك شخصية ماري المليئة بالحياة التي لا تنهزم. كنا نجتمع ونتحدث كثيرا عن الموضوع، وطبعا نقوم برسم الخطوط الرئيسة للشخصيات ونتفق عليها. كيف يجب أن تكون ماري وعلاقتها بزوجها وأولادها؟ وكذلك علاقتها بالمرأة الأخرى التي هي في حياة زوجها والتي التقاها من باب الصدفة؟ كل هذه الشخصيات تم الحديث عنهم، وطبعا هناك لحظة التصوير وطريقة التفاعل مع الممثلين أمامك تعطيك أيضا بعدا آخر وطريقة أخرى مختلفة للعمل”. عطاء ماري وتضيف: ماري في الفيلم اعتادت على العطاء عشرين عاما خلال غياب زوجها فغدا العطاء بالنسبة لها مرة إضافية لن يجعلها تخسر، فقد اعتادت على هذا العطاء اللامتناهي، وأصبح لديها عادة هي لن نقول إنها تلغي نفسها فهي لم تلغ نفسها نهائيا، بل بنظرها كان هناك أولويات بحياتها وهذه الأولويات هم أبناؤها. عندما اكتشفت أن هذا الرجل قد أصبح غريبا وهم يقبعون تحت سقف واحد وفي الوقت نفسه كانت تدرك أن هذا الرجل عبارة عن حطام وهو بين يديها فهي لم تستطع إلا أن تكون إنسانية في تعاملها معه. عشرون عاما من الغياب استطاعت أن تجعل عند ماري البنية والعاطفة الأسرية وهي أهم شيء، والكثير من اللبنانيات في الواقع لديهم هذا الشيء أو هذه العاطفة الأسرية، فرباط الأسرة والعائلة كان أهم شيء بنظرها. أما هو بالنسبة لها فقد عاد رجلا مهزوما واستطاعت أن تتخطى أنانيتها بالرغم من أنها لم تعد أنثى بالنسبة لزوجها مع أنها أنثى ولكن ليس بالنسبة له فقد كانت ستصبح والدته بعد قليل، وغدت تحاول جاهدة أن ترمم هذا الحطام المتواجد بين يديها، حيث اعتادت على التضحية في سبيل أبنائها واعتادت على العطاء والحنان الذي كانت تمنحه إياهم، فقد كانت خلال هذه السنين الطويلة أما وأبا وكانت المحرك بالنسبة لهم، وهكذا حاولت أن تسعى لجعل زوجها يشعر ولو قليلاً بالسعادة”. لقاءات غنية عن تعاملها مع مخرجين كثر كالسيدة نضال الأشقر والأستاذ بهيج حجيج وغيرهما من المبدعين، وكدارسة للفنون الجميلة تشير جوليا قصار قائلة: “بصراحة بالنسبة لأعمالي إن كانت في المسرح أو في السينما كلها لحظات بالنسبة لي رائعة، لأن أهل المسرح والسينما إنسانيون إلى أقصى درجة. تختلف الطباع والأساليب والرؤية وطريقة ساعات العمل، الممثل يجب عليه أن يكون مادة مرنة بين أيدي الأشخاص الذين يعمل معهم. هذا التنوع أكسبني مرونة زائدة، وكل من هؤلاء المبدعين خلق لدي شيئا جديدا، بالنسبة لي أنا حصيلة هذه اللقاءات الغنية مع هؤلاء المبدعين. وكممثلة لا أستطيع أن أقول إن كل شخص التقيت به لم يضف لي شيئا إن كان في المسرح أو في السينما. بالنسبة للمخرج بهيج هذا ثاني عمل سينمائي لنا، وكان أستاذي في الجامعة والآن هو زميلي فيها. هاتان التجربتان في السينما كانتا مميزتين، بالنسبة لي بشكل كبير، من خلال دوري كأستاذة في الجامعة. في الفيلم الأول “زنار النار” ربما كان حضوري في الفيلم لم يتعد خمس دقائق، ولكن كانت هذه الدقائق الخمس، بالنسبة لي كدور أقوم به، مهمة جدا وصعبة حيث كان دوري كله بمشهد واحد. هؤلاء الأشخاص، كلما تكررت تجربتي الفنية معهم، أفهمهم بشكل أكبر وهم يفهمونني أكثر، ولا نعود نحتاج للكلام الكثير حيث تأخذ الأمور مكانها بشكل أصح وكما يجب أن تكون”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©