وام ـ محمد أبوعيدة:
أكد سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس هيئة مياه وكهرباء أبوظبي أن الهيئة قطعت شوطاً كبيراً عن طريق التغييرات العميقة ببنية قطاع الماء والكهرباء في ضوء نظرة حكومة أبوظبي إلى دور هذا القطاع وتكييفه لمتطلبات الإدارة والاقتصاد الحديثين بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة·
وشهد قطاع الماء والكهرباء في أبوظبي نمواً سريعاً مواكباً للتطور الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته الإمارات حيث بلغت الاستثمارات الأجنبية في القطاع لإنجاز المشروعات في أمارة أبوظبي 40 مليار درهم حققها برنامج الخصخصة وخاصة مشروع الطويلة ''ب'' الذي حقق أعلى نسبة استثمار خارجي تشهده المنطقة وانطلاق شركة طاقة الذراع الاستثماري الاستراتيجي للهيئة وإدارة رقمية وكفاءات وطنية وبرامج تدريب وتطوير مستمرة وتنفيذ برنامج طموح للمسؤولية الاجتماعية·
برامج الخصخصة
عملت الهيئة على المباشرة بتنفيذ برنامج الخصخصة عبر الشراكة الأجنبية وتأسست لهذا الغرض شركات عامة مساهمة مملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي تدخل من خلالها الهيئة في الشراكة مع الشركات والائتلافات العالمية على أن تكون نسبة شراكة الهيئة 60 % من حصة المشاريع و40 للشريك الأجنبي وقد لاقت هذه المشاريع نجاحا ملفتا أصبحت الهيئة بموجبه النموذج الخليجي والعربي الذي تدرسه المؤسسات الخليجية والعربية النظيرة حيث اعتبرت تجربة الهيئة في هذا البرنامج الرائدة في دول المنطقة والتي اتخذت مقياسا لفعالية الخصخصة باعتبارها علامة على تحديث اقتصاديات الدول وانخراطها في الاقتصاد العالمي الحديث·
ولما كان مشروع الطويلة ''اي ''2 هو مفتاح برنامج الخصخصة فقد كان لنجاحه الكبير الأثر المهم في النجاحات الأخرى التي تحققت لكافة مشاريع المنتج المستقل حيث كانت تجربة الطويلة ''اي ''2 من انجح التجارب في مجال المنتج المستقل في المنطقة والتي لقيت صداها في الإعلام المحلي والإقليمي·
كما أقدمت الهيئة على مشروع استراتيجي آخر هو الطويلة ''أي ''1 وأنشأت لهذا الغرض شركة الخليج للطاقة، لتدخل في شراكة مع ائتلاف توتال تراكتبل، نجم عنه شركة الخليج توتال تراكتبل للطاقة لإنتاج 1350 ميجاوات كهرباء و 54 مليون جالون يومياً، وقد بلغت تكلفة المشروع خمسة مليارات درهم·
ثم أسست شركة الشويهات للطاقة، لتكون ممثلاً عن الهيئة في الشركة الجديدة التي ستدير مشروعاً مهماً آخر هو مشروع الشويهات حيث أنشأت شركة الشويهات سي ام اس انترناشيونال باور لإنتاج 1500 ميجاوات كهرباء و 155 مليون جالون يومياً وبتكلفة ستة مليارات درهم·
وبتنفيذها هذه المشروعات الكبيرة نجحت الهيئة في جذب استثمارات عالمية للقطاع تقدر بـ 40 مليار درهم حيث بلغت قيمة الاستثمارات في مشروع الطويلة ''أي ''2 ثلاثة مليارات درهم، وفي مشروع الطويلة ''أي ''1 خمسة مليارات درهم، وفي مشروع الشويهات ستة مليارات درهم وفي مشروع أم النار ثمانية مليارات درهم، وفي مشروع ''الطويلة ب'' 11 مليار وأخر هذه المشاريع جاء مشروع الفجيرة الذي تنافست على الفوز به عدة شركات وائتلافات عالمية لتفوز به لمجموعة سيمب كورب السنغافورية بتكلفة 4,6 مليار درهم لإنتاج 850 ميجاوات كهرباء و100 مليون جالون مياه يومياً و بنسبة 60 % للهيئة و40 % لسيمب كورب وتكون الهيئة بتنفيذها برنامج الخصخصة، قد رفعت قيمة هذه المبالغ عن كاهل الحكومة ليجري استثمارها في قطاعات خدمية أخرى بالإضافة إلى فوائد الخصخصة الأخرى كتوفير فرص عمل مناسبة للمواطنين وخفض التكلفة الإنتاجية·
مشاريع الطاقة
تقوم دائرة المشاريع لدى الهيئة ووفق خطة علمية ومدروسة بمواكبة النمو العمراني والصناعي والزراعي في تنفيذ مشاريع حيوية في مجالات الإنتاج والنقل والتوزيع·
ومن أجل تأمين احتياجات إمارة أبوظبي من الماء والكهرباء قامت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي بتنفيذ عدة مشاريع لتوليد الكهرباء وتحلية المياه من بينها توسعات محطة الطويلة والذي أضاف وحدات جديدة لتوليد الطاقة وتحلية مياه البحر باستعمال تقنية الدورة المشتركة من الغاز والبخار حيث بلغت القدرة الكلية 308 ميجاوات إلى جانب 23 مليون جالون من مياه التحلية·
ويضم المشروع وحدتين غازيتين سعة كل منها 100 ميجاوات ووحدة بخارية قدرتها 134 ميجاوات وتوسعات محطة التحلية في ام النار والذي تبلغ طاقته الإنتاجية الكلية 62 مليون جالون يومياً من مياه التحلية من خمس وحدات للتحلية تستعمل تقنية الوميض متعدد المراحل سعة كل منها 12 مليون جالون يوميا وتوسعات محطة التحلية في المرفأ والذي تبلغ طاقته الإنتاجية الكلية 22 مليون جالون يوميا من مياه التحلية من ثلاث وحدات للتحلية باستعمال تقنية الوميض متعدد المراحل سعة كل وحدة 7 ملايين جالون يومياً·
مشاريع المياه
وبالنسبة للمياه فقد تم تنفيذ مشروع نقل المياه من محطة الشويهات إلى أبوظبي بواسطة خط مزدوج بطول 236 كيلومتر وبتكلفة إجمالية قدرها 2872 مليون درهم وتنفيذ مشروع لنقل المياه إلى العين بلغت تكلفة إنشائه ملياري درهم لنقل 76 مليون جالون يوميا من محطة الطويلة ب بواسطة خط مزدوج طوله 135 كيلومتر إضافة إلى العديد من المشروعات الأخرى كمحطة غرب 1 وغرب ،35 وغرب 17 ومزيد و العراء والخزنة ومحاوي والعوهة والسمحة·
وبالنسبة لمشاريع التوزيع للكهرباء في أبوظبي فقد تم إنشاء 14 محطة توزيع جهد 33 كيلوفولت في المصفح عدد 3 محطات والهليه وبني ياس ومدينة خليفة ب والشوامخ والوثبة ومستشفى الكورنيش والشهامة والرويس وأيضاً تم توسعة خمس محطات في كل من المفرق ومصفح والرحبة والرفاع والسمحة بتكلفة اجمالية قدرها 221 مليون درهم كما تم انشاء 4 وحدات·
خطط توطين
تدعو الهيئة سنوياً طلبة الثانوية العامة المتميزين والراغبين في الدراسة بالجامعات الوطنية والعالمية حسب مؤهلاتهم والتعاقد معهم للعمل لدى الهيئة وشركاتها وفي الاختصاصات التي تحتاجها بعد التنسيق مع هذه الجامعات لوضع البرامج و المناهج الدراسية التي تتناسب وطبيعة عمل الهيئة، بالإضافة إلى برامج التدريب الثابتة التي تتابع تطورات العمل الإداري والتخطيط لالحاق الموظفين بما يحتاجونه من دورات مناسبة وبالاتفاق مع الاكاديميات والمعاهد المتخصصة داخل الدولة وخارجها·
خدمة العملاء
أدخلت الهيئة برنامج خدمة العملاء ''سي اس اس'' الذي يهدف إلى مساعدة شركة أبوظبي للتوزيع وشركة العين للتوزيع على تلبية احتياجات وإرضاء عملاء الشركتين، حيث إن محور تعامل الشركتين يتمثل في خدمة العملاء والمستهلكين تم بناء مركز اتصال لكل شركة من شركات التوزيع يقدم للعملاء العديد من الخدمات من دون حاجة العميل لمراجعة مكاتب هذه الشركات·
ويتمكن المستهلك في القريب من سداد قيمة الفواتير مباشرة أو عن طريق الهاتف والاستفسار عن كل المتطلبات التي يحتاجها لإدخال خدمة معينة ويتم تسجيل كافة الاتصالات مع العملاء ليتسنى لمختلف موظفي خدمة العملاء في أقسام الشركة المختلفة من الوصول إليها وسرعة توفير الخدمة والاستجابة للعميل·
ويهدف المشروع إلى إيجاد الحلول لكافة مشاكل العملاء من الاتصال الهاتفي الأول كما يستقبل المركز اقتراحات العملاء حول النهوض بمستوى الخدمات المقدمة·
ترشيد الاستهلاك
أطلقت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي حملة توعية لترشيد استهلاك الماء والكهرباء في إمارة أبوظبي عبر جميع الوسائل الإعلامية بهدف توعية سكان الدولة للمحافظة على الماء والكهرباء في حياتهم اليومية لأن الفوائد التي نجنيها من توفير الماء والكهرباء لها مردود على المدى البعيد وتضمن مستقبلاً زاهراً للأجيال المقبلة· جدير بالذكر أن استهلاك الماء والكهرباء في إمارة أبوظبي يعد واحداً من أعلى المستويات في العالم ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الجو، واستخدام الماء في الري للمحافظة على الخضرة الدائمة في أبوظبي أضف إلى ذلك كميات المياه الكبيرة التي تستخدم في ري المزروعات·
وتهدف الهيئة من حملتها الإعلامية إلى تشجيع السكان على توفير استهلاك الماء والكهرباء وتنمية الشعور بالمسؤولية للمحافظة على الماء والكهرباء وضمان التزامهم بهذه القضية المهمة لهم وللأجيال المقبلة·
عدد اليوم
