الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نافالني»... هل يغير السياسة الروسية؟

10 سبتمبر 2013 23:30
حقق «أليكسي نافالني» الزعيم المناهض للفساد والمرشح لمنصب رئاسة بلدية موسكو أداء أفضل بكثير مما كان متوقعاً في الانتخابات التي أجريت يوم الأحد الماضي وتختبر استراتيجية الكريملن تجاه المعارضة، والتي يتجلى فيها بعض الانقسامات داخل الكريملن نفسه. وبعد الخروج من مراكز الاقتراع، أظهرت استطلاعات رأي للناخبين أجرتها مراكز صديقة للكريملن ونتائج أولية نشرها مسؤولو انتخابات أن رئيس البلدية الحالي «سيرجي سوبيانين» حصد ما بين 52 و53 في المئة من الأصوات، بينما حصد «نافالني» ما بين 25 و30 في المئة. وتقاسم أربعة مرشحين آخرين النسبة المتبقية. وإذا تأكدت هذه النتائج، فإنها تكاد أن تضمن تغيراً في الخريطة السياسية الروسية. وإذا لم يحصد «سوبيانين»، مرشح الحكومة الذي استخدم موارد هائلة وتمتع بساعات طويلة من الظهور في التلفزيون، 50 في المئة من الأصوات فسوف يستلزم الأمر جولة تصويت ثانية. لكن بعد ثلاث ساعات من انتهاء التصويت، لم تصدر أي معلومات عن لجنة الانتخابات، ولم تُعلن أي نتائج رسمية فعلياً. ومساء يوم الأحد، قال «نافالني»، الذي ظهر في واجهة الأحداث بعد عملية تزوير واسعة النطاق في انتخابات عام 2011: إنه متأكد من أن النتائج تعد خلف الأبواب المغلقة. ودعا «نافالني» الكريملن، وليس البلدية، أن تعترف بأنه يجب إجراء جولة إعادة. وخاض «نافالني» الحملة برمتها ليس ضد المنافس الأساسي، «سوبيانين»، لكن ضد بوتين، ويبدو أن هذه الاستراتيجية جلبت إليه أعداداً كبيرة من الناخبين. وقالت ناخبة أدلت بصوتها لصالح «نافالني» في وسط موسكو التاريخي تدعى «ليوبا كوليكوفا: «لا نعرفه جيدا» وأكمل زوجها «أليكسي لكننا نعرف أنه يقاتل ضدهم»، أي ضد حزب «روسيا الموحدة»، الذي ينتمي إليه بوتين. وكان «نافالني» قد نعت حزب «روسيا الموحدة» بنعت التصق به حين قال: إنه حزب «المحتالين واللصوص». وأشارت مجموعة من المواطنين جمعوا نتائج من دائرة انتخابية تلو الأخرى أن «سوبيانين» لم يحصد ما يتجاوز نسبة الخمسين في المئة. وبدأت أول النتائج تظهر أخيراً بعد الحادية عشرة مساء بتوقيت موسكو. ومع رصد 60 في المئة من الأصوات رسمياً صباح الإثنين حصد «سوبيانين» 55 في المئة و»نافالني» 27 في المئة. ومازال هذا أداء أفضل بكثير لـ»نافالني»، مما توقع أي استطلاع للرأي حتى قبل أسبوع، ويطرح هذا الأداء سؤالين في موسكو. فحتى لو استطاع «سوبيانين» الفوز بفارق ضئيل في الجولة الأولى، فهل ضعفت مكانته خاصة وسط زملائه؟ والأهم من ذلك، ماذا يعني مثل هذا الأداء لـ»نافالني»، نجم حركة احتجاجات العام الماضي؟ أُفرج عن «نافالني» بعد الاستئناف الذي أجراه عقب إدانته في يوليو الماضي بالاختلاس وحكم عليه بالسجن خمس سنوات في قضية اعتبرت ملفقة على نطاق واسع. وجادل أنصاره أن فوزه بعدد كبير من أصوات سكان موسكو سيضمن أن السلطات ستسمح له بأن يبقى حراً. واعتبر الإفراج عن «نافالني» في اليوم التالي للحكم عليه- من شبه المؤكد بناء على أوامر من الكريملن- محاولة لضمان أن يحصل «سوبيانين» على منصب شرعي ومن ثم يستطيع أن يعلن أنه رئيس بلدية منتخب بشكل مشروع بمجرد أن يتأكد انتصاره الذي لا يمكن تجنبه. وذكرت تقارير أن الإفراج عن «نافالني» انتصار للفصائل الأكثر ليبرالية في الدائرة الداخلية لبوتين على المتشددين الذين كانوا يريدون أن يذهب نجم المعارضة إلى السجن. وعُين «سوبيانين» وهو من سيبريا رئيساٍ لبلدية موسكو عام 2010 ثم استقال في ربيع العام الجاري لإجراء انتخابات مبكرة، لكن بوتين عينه على الفور كي يدير شؤون المدينة إلى حين إجراء الانتخابات. وكانت الفكرة من وراء الانتخابات المفاجئة هي ألا يتوافر إلا القليل من الوقت أمام «نافالني» والمعارضين الآخرين لـ«سوبيانين» لشن حملاتهم الانتخابية. لكن «نافالني» شن حملة استراتيجية على امتداد المدينة وركز بشدة على المتطوعين والإعلان على الإنترنت في حملة باغتت الكرملين فيما يبدو. لكن المشاركة في انتخابات يـوم الأحـد الماضي كانـت ضعيفـة. وقبل ساعتين من إغلاق مراكز التصويت لم يدل بأصواتهم إلا 26 في المئة من الناخبين. وفي النتائج النهائية قد لا يتجاوز عدد من أدلوا بأصواتهم نصف الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية عام 2012. ورصدت منظمة «جولوس» لمراقبة الانتخابات بعض المخالفات، لكن ليس بينها انتهاكات صارخة كتلك التي أدت إلى حركة الاحتجاجات السياسية بعد الانتخابات البرلمانية لعام 2011. وحتى إذا فاز، فقد يرتد كيد «سوبيانين» إلى نحره في مسعاه لإجراء الانتخابات المبكرة قبل عام من موعدها المقرر. وقد تتسبب الانتخابات الأولى منذ عقد في المدينة في تمزقات عميقة في الدوائر المحيطة حول بوتين التي تنقسم فيها الآراء بشأن التعامل مع نافالني والمعارضة من المتعلمين جامعياً. وذكرت منظمة مدنية راقبت الانتخابات أن سوبيانين حصل على أكبر عدد من الأصوات في وسط أحياء الطبقة العاملة في جنوب شرق وشمال شرق موسكو، بينما تمتع نافالني بحضور كبير في وسط وجنوب غرب المدينة الأكثر رقياً في العاصمة الروسية، حيث ترتفع مستويات التعليم والدخول. ‎ويل إنجلوند موسكو ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©