الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الائتلاف» يرفض اختزال الأزمة السورية في قضية «الكيماوي»

«الائتلاف» يرفض اختزال الأزمة السورية في قضية «الكيماوي»
10 سبتمبر 2013 23:50
ندد الائتلاف الوطني السوري أكبر تشكيلات المعارضة السورية، بالعرض الروسي القاضي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي لتجنيب البلاد ضربة عسكرية غربية، معتبراً أنه «مناورة سياسية» ودعا إلى تركيز على الأمر الأساسي وعدم حصر الأزمة في مسألة «الأسلحة الكيماوية التي أصبحت هي القضية للأسف»، مطالباً بـرد على نظام دمشق. وقال منذر ماخوس ممثل المعارضة السورية في باريس في مؤتمر صحفي في العاصمة الفرنسية أمس، إن «المجازر تقع، وقتل أكثر من 100 ألف شخص، كما أن ملايين السوريين أصبحوا نازحين ولاجئين، ويوجد 200 ألف سجين يتعرضون للتعذيب كل يوم». وأضاف ماخوس «علينا أن نركز على الأمر الأساسي وأن لا نحصر الأزمة السورية في مسألة الأسلحة الكيماوية، وذلك بعد أن تراجعت احتمالات شن عمل عسكري خارجي ضد النظام السوري بعد اقتراح روسيا وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الاشراف الدولي لتجنيب دمشق مثل هذا العمل العسكري. وأدان الائتلاف المقترح الروسي ووصفه بأنه «مناورة سياسية» لتأجيل أي عمل عسكري ضد نظام الأسد والتسبب بسقوط مزيد من القتلى. وقال ماخوس «لقد كان هناك قرار حاسم بالتدخل العسكري ولكن الوضع تغير تماماً، مشيراً إلى أن «الاقتراح الروسي بوضع ترسانة سوريا الكيماوية تحت الاشراف الدولي هو هدية للنظام في دمشق تجنبه التعرض لضربات جوية». من ناحيته، قال ميشال كيلو، المعارض السوري المسيحي الذي يتزعم جناحاً علمانياً ليبرالياً من المعارضة السورية، إن الاحباط يتزايد بسبب التراجع الغربي. وأضاف كيلو «يريدوننا أن نذهب إلى جنيف لإجراء محادثات سلام مقترحة.. ولكن في الوقت نفسه، فإنهم يسمحون للنظام بشن هجمات كيماوية وبعد ذلك يتراجعون عن التدخل». وأكد الائتلاف أن «مخالفة القانون الدولي تستوجب رداً دولياً حقيقياً ومتناسباً مع حجمها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط جرائم الحرب بالتقادم عن مرتكبيها، فالجرائم الجنائية ضد الإنسانية لا تسقط بتقديم تنازلات سياسية، أو بتسليم الأداة التي ارتكبت بها هذه الجرائم». وأضاف الائتلاف الوطني المعارض «أن الضمان الوحيد لمفاوضات مجدية يمر بتوفير جو جدي لهذه المفاوضات، من خلال وقف آلة القتل التي يستخدمها النظام المستنفد لجميع المهل، والمنتهج لكل أنواع القتل منذ سنتين ونصف، بدءاً من الذبح بالسكاكين مروراً بالحرق على قيد الحياة وصولاً إلى استخدام الأسلحة الكيماوية». لم تمض ساعات قليلة على صدور الاقتراح الروسي على لسان وزير الخارجية سيرجي لافروف وترحيب وزير الخارجية السوري وليد المعلم به، حتى أعلن اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش الحر، بكلام واضح، خيبة أمله، واصفاً النظام بـ«الكاذب» والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«الكاذب»، مضيفاً «نطالب بالضربات ونبارك الضربات». وقال إدريس «أطلب من الأصدقاء الا ينخدعوا والا يتراجعوا عن هذه الضربات. النظام يريد أن يشتري ساعات ودقائق كي ينجو بجلده». وأبلغ عضو الائتلاف الوطني سمير نشار فرانس برس بقوله «نحن نصاب بخيبات أمل متتالية نتيجة التأخير المتكرر للضربة والتحولات في الموقف الأميركي، والصفقات التي تتم على حساب المعارضة السورية». وأضاف أن هذا التطور «لم يكن متوقعاً بتاتاً وشكل مفاجأة لنا». ويتابع «الضربة كان من شأنها إحداث اختلال في توازن القوى يعزز موقع المعارضة ويضعف النظام. أما اليوم، فيأتي الاقتراح الروسي محاولة سياسية تضليلية ستنجح بابعاد الضربة بشكل مؤقت. والأهم أنها ستسمح للأسد بالمضي في القتل والتدمير. وكأنهم يعطونه إذناً بالاستمرار إنما بغير الأسلحة الكيماوية التي لم يكن أصلًا يعترف بوجودها». وكان الجيش الحر أعلن قبل أيام أن قيادته استنفرت طاقاتها لاعداد خطط من أجل «استغلال إلى أقصى حد» لأي ضربة محتملة. وقال المستشار السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد الأحد الماضي، إن «الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم أسلحة وتحرير مناطق»، معرباً عن اعتقاده بأن «الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق وستضعف قوات النظام»، وقد تكون «البوابة التي تقود إلى إسقاط هذا النظام». على الأرض، أعرب ناشطون عن غضبهم من المجتمع الدولي، وتحدثوا عن «صفقة وتآمر». ويقول الناشط محمد الطيب من الغوطة الشرقية مسرح الهجوم الكيماوي المفترض في 21 أغسطس المنصرم الذي دفع الغرب إلى البحث في رد عليه، إن «الاقتراح الروسي وما يستتبعه يعني شيئاً واحداً: سيجنب الأسد المحاسبة. إنها صفقة: نزع السلاح الكيماوي مقابل دم الشهداء». وبدوره، أكد الإعلامي السوري مالك أبو خير أن «الثوار كانوا يعولون على الضربة لدى بدء التهديدات الأميركية، على أنها ستكون مدخلًا لاسقاط النظام بشكل كامل والسماح للجيش الحر بالتقدم نحو دمشق، إذ أن أي ضرب لمواقع محصنة للنظام ستساعد الثوار». وتابع مالك «السوريون باتوا على قناعة أن الإدارة الأميركية لن تسقط الأسد إلا بوجود بديل يضمن مصالحها مع مصالح روسيا التي لن تترك الساحة السورية أبداً كونها آخر ساحة لها في المنطقة، بالإضافة إلى مصالح إسرائيل». وقال نشار إن «الموقف الأميركي لا يزال غامضاً»، مضيفاً أن «التعويل هو أيضاً على مواقف الدول الداعمة للثورة والوازنة في المنطقة مثل السعودية وتركيا وقطر». وأكد نشار أنه «لا بد من ضربة عسكرية للنظام، ضربة تجعله في حالة اذعان، ضربة تقوده إلى (جنيف-2 ) للتفاوض على تخليه عن السلطة». وكان الجيش الحر سلم الإدارة الأميركية لائحة بأهداف محددة من شأنها استهدافها بضربات اضعاف الجيش النظامي.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©