الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق العرصة بالشارقة.. نافذة تاريخية على عالم التجارة القديم

سوق العرصة بالشارقة.. نافذة تاريخية على عالم التجارة القديم
16 سبتمبر 2011 01:43
يحافظ سوق العرصة في إمارة الشارقة على طرازه المعماري القديم، رغم كل التطويرات والتحديثات التي طرأت عليه، كما حافظ السوق على طابعة التراثي من حيث احتوائه على بضائع قديمة ونادرة كان الأجداد يحضرونها من أسفارهم. ويبقى السوق المفتوح أمام الزوار والسياح علامة فارقة على الخريطة السياحية للشارقة لا سيما وأنه يجمع بين كونه منفذا تجاريا ومعلما تراثيا. يتميز سوق العرصة الواقع في المنطقة التراثية بسحره وغنى طرازه المعماري الخلاب، فما إن يدخل المرء إلى ردهات السوق، حتى يدرك أنه كان يعتبر وسيلة الترفيه الأجمل منذ أيام زمان حتى اليوم، فللتنزه والتسوق في ردهات السوق، وتقليب بضائعه العجيبة والمدهشة وقع ساحر، خاصة أنه يعد من أقدم الأسواق في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تشييده قبل عشرات السنين، ويحتوي على البضائع القديمة والنادرة التي كان آباء وأجداد أهل الإمارات يجلبونها أثناء سفرهم من دول شرق آسيا وأفريقيا مثل الهند والسند وزنجبار. مركز اقتصادي ما يزال سوق العرصة محافظا على شكله الأثري القديم بعد ترميمه وإعادة بنائه كسوق عتيق على الطراز التراثي القديم، وتقوم إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام حاليا بالإشراف على السوق، حيث تحرص على تنظيم معارض موسمية لإحيائه على مدار السنة، ليكون سوقاً مفتوحاً يقام في الساحة وتعاد فيه نماذج البسطات وعرض البضائع المكشوفة رغبة في الترويج لهذه الأسواق وجذب المرتادين من المواطنين وغيرهم من عرب وأجانب، إضافة إلى استقطاب الأفواج السياحية والزيارات الرسمية. ويؤكد عبدالعزيز المسلم، مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أن سوق العرصة كان في الماضي عبارة عن مساحة بسيطة تقصدها الإبل والمطايا المحملة بالبضائع، وسمي بالعرصة لازدحامه بالركاب والمطايا والبشر، وكان هذا الموضع يزدحم في الماضي بالجمال والركاب والبشر، وكان السوق القديم يقع على الساحل حتى يكون قريباً من مرفأ السفن والقوارب التي كانت تأتي محملة بالبضائع. وأضاف هذه المميزات جعلت من السوق مجمعا لتجارة الجملة، ليبيع فيه التجار كافة أنواع البضائع، وكان بالسوق مقهى شعبي وخباز، وكانت تقصد السوق السفن المحملة بالبضائع القادمة من بلاد فارس والهند، ولذلك امتاز السوق بتنوع معروضاته وكثرة رواده، وكان أحد مصادر الرزق لأهل الشارقة وتجارها وكيانا اقتصاديا هاماً للإمارة. ويضم السوق، بحسب المسلم، عددا من المقتنيات القديمة مثل الخناجر اليمنية والعمانية القديمة التي يصل عمرها إلى 120 سنة، وتتراوح أسعارها بين 2000 و 5000 درهم، كما يعج السوق بالحلي الفضية والقلائد والأساور التي يقبل عليها السياح الأوروبيون وتباع بسعر أربعة دراهم للجرام، أما الفضيات القديمة فتباع عبر الوزن بالكيلوجرام، وأثمن البضائع التي تنتشر بالسوق هي السجاد اليدوي الإيراني الذي يتراوح سعر القطعة الأصلية بين ستين ألف و ثمانين ألف درهم، حيث يزيد السعر تبعا لنوع النسيج ودقة الشغل، حيث توجد ألف غرزة في السنتيمتر الواحد في الأنواع الفاخرة، مشيرا إلى أن أروع ما يمكن لمسه باليد في سوق العرصة هي عقود اللآلئ الطبيعية التي تبدأ أسعارها من 1500 وحتى 6500 درهم، ومعظمها من ماينمار وبورما، حيث يندر وجود اللؤلؤ الإماراتي والخليجي في السوق حاليا. مقتنيات نادرة قال المسلم إن السوق يخصص زاوية لعشاق جمع العملات فهناك خيارات عديدة من العملات الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية القديمة، كما توجد صحون عرض من البورسلان تحمل صور واسم “صاحب الجلالة الهاشمية جلالة الملك فيصل الثاني المعظم” بحسب العبارة المنقوشة حرفيا على الصحون، كما تنتشر فيه الصور الفوتوغرافية القديمة لأصحاب السمو حكام الإمارات وأفراد عائلاتهم. وأضاف “من أغرب ما يمكن أن تجده في السوق تماثيل نصفية من البرونز وتماثيل معدنية لشخصيات قادمة من أعماق التاريخ مثل القائد الألماني أدولف هتلر، والقائد السوفيتي جوزيف ستالين والإيطالي موسليني”. وتابع “التحف الزجاجية الحديثة لا حصر لها، إلا أن الأغلى ثمنا هي التحفيات والأواني الزجاجية الإسلامية المنسوبة للعصر العباسي، حيث تتراوح أسعار القطعة الواحدة ما بين 500 و700 درهم، كما أن لآلات أيام زمان حيز كبير في السوق، ومن أهمها آلات الغطس المعدنية الثقيلة والراديوهات الخشبية والأسطوانات الإماراتية والخليجية القديمة التي يصل سعر الواحدة منها إلى 140 درهما، كما توجد هواتف قديمها عرض أحدها بألفي درهم، وآلة كاتبة عربية قديمة من عهد الملك فيصل الأول بالعراق معروضة بسعر 1700 درهم، كما توجد العديد من كاميرات التصوير الفوتوغرافية القديمة، وصولا إلى المشغولات النحاسية التي لا حصر لها وأغربها هي الهوادج خاصة بالجمال ذات السنامين، وهي جمال غير موجودة أصلا في منطقة الخليج العربي، أما أطرف ما يمكن أن يعثر عليه المرء فهو قوارير المشروبات والمرطبات القديمة مثل السينالكو والكراش وزمزم وكولا”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©