الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«سقوط جماعي» للمنتخبات العربية من «الطابق الثامن» في «الآسيوية»

«سقوط جماعي» للمنتخبات العربية من «الطابق الثامن» في «الآسيوية»
23 يناير 2011 21:52
55 عاماً هي عمر البطولة الآسيوية، منذ أن انطلقت لأول مرة في هونج كونج عام 1956، ومن بين هذه الأعوام الطويلة، بلغ عمر المشاركات العربية 39 عاماً، منذ أن كتب المنتخبان العراقي والكويتي أول سطر عربي في البطولة عام 1972 في تايلاند، وفي هذه البطولة خرج الفريقان العربيان من الأدوار النهائية بفارق الأهداف، وهو ما يعكس مشاركة جيدة، قياساً بكونها المرة الأولى في ذلك الوقت. وبعدها، ومنذ بطولة عام 1976 بإيران بدأ العرب يكتبون تاريخهم بحروف ناصعة في البطولة، وطوال تسع بطولات امتداداً من إيران 76 وحتى البطولة الماضية التي أقيمت في أربع دول، لم يغب العرب عن الدور نصف النهائي، واليوم فقط وفي نسخة 2011 بالعاصمة القطرية الدوحة، سقطت الكرة العربية، وخرجت من الباب الخلفي بخفي حنين، بعد أن ودع المنتخب العراقي حامل اللقب، البطولة بالخسارة من أستراليا بهدف. وتملك المنتخبات العربية الآسيوية سجلاً حافلاً بالإنجازات آسيوياً، فقد نجحت الفرق العربية في تحقيق 5 ألقاب في البطولة منها ثلاثة للسعودية وواحدة للكويت، ومثلها للعراق، وقد كانت الكويت أول منتخب عربي يحرز اللقب كما كان واحداً من بين فريقين – مع العراق - يصلان إلى البطولة كأول فريق عربي يشارك في البطولة، وأيضاً كان “الأزرق” أول فريق عربي آسيوي يصل إلى نهائيات كأس العالم، وقد أحرز المنتخب الكويتي اللقب عام 1980، وحل ثانياً عام 1976، وثالثاً عام 1984 ورابعاً عام 1996. وعلى المستوى العربي الآسيوي، سجل المنتخب السعودي تاريخاً عريضا، حيث كان حديث المشاركة عام 1984 ويومها تمكن من الفوز بالكأس رغم أنه يشارك بالبطولة لأول مرة، لكن سلسلة النجاح السعودي لم تتوقف عند هذا الحد فالسعودية حافظت على لقبها في العام التالي عام 1988 ثم وصلت إلى نهائي المسابقة عام 1992 وخسرت أمام اليابان وأحرزت اللقب في الإمارات 1996 ووصلت إلى النهائي عام 2000 وخسرت مجدداً أمام اليابان، كما لعبت على النهائي في النسخة الماضية، وخسرت أمام منتخب عربي شقيق آخر، هو المنتخب العراقي، قبل أن تسقط سقوطاً ذريعاً في النسخة الأخيرة، وبعد أن وصل “الأخضر” إلى النهائي في كل مرة يشارك فيها بالنهائيات، جاء في الدوحة ليخرج سريعاً، وبعده توالى الخروج العربي، اقتداء بزعيم المشاركات العربية. كما سجل منتخب الإمارات حضوراً مشرفاً في البطولة فبلغ نهائي المسابقة عام 1996، ولم يتمكن من إحراز لقب البطولة بعد الخسارة من السعودية 4 - 2 بركلات الترجيح، عقب التعادل في الوقت الأصلي للمباراة بدون أهداف، بالإضافة إلى حلوله رابعاً عام 1992 في اليابان، وسبق للإمارات المشاركة في البطولة أعوام (1980، 1984، 1988، 1992، 1996). وسجل العراق لقباً في النسخة الماضية، وفيما عداها، لم يكن حال «أسود الرافدين» أفضل حالاً مما آل إليه في البطولة الحالية، حيث لم يلمس نهائي البطولة في مشاركاته في البطولة وكان أفضل إنجازاته حلوله رابعاً في بطولة عام 1976، ورغم أن العراق من أوائل الفرق العربية مشاركة في البطولة، إلا أن مشاركاته لم تنتظم في البطولة. أما قطر، فعلى الرغم من كونها زاخرة بالنجوم منذ سنوات بعيدة، ولها إنجازات لا تنكر على عدة أصعدة، إلا أنها لم تتمكن من فرض أسمها في البطولة الآسيوية، كما لا تملك البحرين سجلاً جيداً في البطولة الآسيوية، باستثناء حلولها رابعة في نسخة 2004 بالصين، وسبق أن شاركت كل من عُمان والأردن في البطولة الماضية للمرة الأولى، وفي النسخة الحالية، حضرت الأردن وغابت عُمان. كما حضر في البطولة الأخيرة، المنتخب السوري، وسبق له أن شارك من قبل 4 مرات أعوام (1980، 1984، 1988، 1996) وخرج من الدور الأول، مثلما كان حاله في الدوحة، وشاركت لبنان مرة واحدة عام 2000 عندما استضافت البطولة، وخرجت من الدور الأول، كما شاركت اليمن مرة واحدة عام 1976 في طهران، وخرجت من الدور الأول، ولم تشارك فلسطين في البطولة الآسيوية على الإطلاق. وقد سجلت البطولة الحالية في قطر رقماً قياسياً للحضور العربي، حيث شاركت 8 منتخبات هي السعودية والعراق والكويت وقطر والإمارات والبحرين وسوريا والأردن، وهو نفس العدد الذي شارك في النسخة قبل الماضية في الصين 2004، أما البطولة السابقة فقد شهدت مشاركة ستة منتخبات عربية. هذا هو تاريخ المشاركات العربية في البطولة الآسيوية، ولكن كيف كان الحاضر؟، الحاضر هو ما شاهدناه في الدوحة، بعد أن خرجت المنتخبات العربية تباعاً، فودعت خمسة منتخبات من الدور الأول، هي السعودية والكويت والبحرين والإمارات وسوريا، فيما تأجل رحيل البقية إلى الدور ربع النهائي، ليخرج الثلاثي الباقي تباعاً، فودعت قطر أمام اليابان، والأردن أمام أوزبكستان، وظلت الآمال معلقة على البطل الأخير، “أسود الرافدين”، قبل أن يودع هو الآخر أمام أستراليا، تغيب شمس العرب لأول مرة منذ 35 عاماً عن الدور نصف النهائي، بعد أن كان وجودها سمة دائمة في هذا الدور منذ العام 1976. ترى.. لماذا كان التواجد العربي هزيلاً بهذه الصورة، وهل يعد السقوط أو «الانتحار الجماعي» لكافة الفرق العربية مؤشراً على انحسار المد العربي عن البطولة.. هل هي مجرد كبوة أم أنه سبات عميق، خاصة في ظل الطفرة الكبيرة والتطور اللافت الذي تشهده الكرة في شرق القارة.. هل كان ما حدث صدفة أم “ورطة”، وشرنقة جديدة تحتاج الكرة العربية إلى سنوات للخروج منها. في البداية، يرى الألماني سيدكا مدرب المنتخب العراقي الذي كان محط الآمال العربية في البطولة بوصفه حامل اللقب، أن أي بطولة لابد من فائز واحد بها، وفي نصف النهائي والنهائي ستخرج منتخبات أخرى، كل منها كان مرشحاً للقب، وليس منطقياً عند أي خروج في أي مرحلة أن نسميه سقوطاً، ويجب أن تكون الخسائر دروساً ونقطة تحول للكرة في هذه البلدان، لترى ماذا بإمكانها أن تفعل من أجل عدم تكرار ذلك، كما أن على الجميع أن يعلموا أن الكل يعمل، وأن البقية مشغولون بالتطوير، ومن هنا، من الممكن أن يزداد طرف على الآخر. وتحدث مدرب المنتخب العراقي عن المباراة الأخيرة أمام استراليا، فأكد أن الحظ كان حليفاً للمنتخب الأسترالي بشكل واضح مشيراً إلى أن لاعبيه أهدروا فرصاً بالجملة خلال الأشواط الأربعة ولو تمكن أحدهم من استغلال إحدى هذه الفرص لتغير الحال تماماً ولهنأ الجميع العراق على تأهلها. وقال سيدكا: مثلما لكل مباراة ظروفها المختلفة، فأيضاً لكل بطولة ظروفها ومعطياتها، وعلى سبيل المثال، يرى البعض أننا لعبنا مباراة كوريا الشمالية أفضل من مباراة أستراليا، وأنا لا أتفق مع هذه الرأي لأننا قدمنا مباراة قوية جداً أيضاً أمام المنتخب الأسترالي وأكبر دليل على ذلك أفضليتنا الواضحة خلال النصف ساعة الأخير من زمن المباراة ولكن للأسف الأفضلية وحدها لا تكفي. وعلق سيدكا على مستوى فريقه في البطولة بشكل عام وقال: خضنا صراعات قوية من أجل الفوز في كل المباريات التي خضناها وحالفنا التوفيق في بعض المباريات وتخلى الحظ عنا في بعض المباريات الأخرى ولكن بشكل عام هذا هو حال كرة القدم، وهو حال عام على الجميع، وقد يعكس تطوراً لدى البعض وقصوراً لدى آخرين، لكنه لا يعني السقوط الذريع. الفوز بكأس الخليج التي أقيمت باليمن خلال ديسمبر الماضي لم يكن في صالح الفريق البطل المنتخب الكويتي في كأس آسيا بالدوحة، هذا ما أكدته نتائج الأزرق ومستويات لاعبي الكويت في البطولة الآسيوية التي خرج منها الأزرق من الدور الأول بثلاث هزائم من الصين وأوزبكستان وقطر، على الرغم من الأداء الجيد الذي كان عليه المنتخب الكويتي قبلها بثلاثة أسابيع في “خليجي 20” . ويتفق معه في الرأي مدرب الكويت جوران توفاريتش، الذي يرى أن البطولات لا يمكن التعامل معها بهذا التعميم، وأنه لابد من النظر لكافة التفاصيل، مشيراً إلى أن المنتخب على سبيل المثال قدم عروضاً جيدة، وخرج أمام المنتخب القطري، وربما من الممكن أن نسمي ما حدث تراجعاً، ونبحث عن أسبابه وسبل علاجه، لافتاً إلى الإنجازات الأخيرة للمنتخب الكويتي والممثلة في فوزه ببطولة الخليج ومن قبلها بطولة غرب آسيا، وإذا كان ما حدث سقوطاً، فبماذا نسمي انتصاراته القريبة. أضاف أن المنتخب الكويتي يضم بين صفوفه لاعبين هواة وغير محترفين، وقد صعب عليهم الحفاظ على مستواهم وقوتهم ، ولم يتمكنوا من التوازن البدني بعد العودة من اليمن، ونظراً لضيق الوقت وتقارب موعدي البطولتين الخليجية والآسيوية لم يتمكن الفريق من إصلاح الأخطاء التي ظهرت في “خليجي 20”، ومنها ضعف التهديف من المهاجمين، مشيراً إلى أنه في كل بطولة هناك من يخرج وهناك من يستمر. وأكد خليل الزياني المدير الفني السابق للمنتخب السعودي أن خروج المنتخبات العربية تباعاً له أسباب كثيرة، منها كأس الخليج بالنسبة للمنتخبات الخليجية، مؤكداً ما سبق أن أشار إليه من قبل وهو أن إقامة البطولة قبل كأس آسيا بأيام تسبب في مشاكل كثيرة للمنتخبات الخليجية، وأربك حساباتها وهذا ينطبق على بعض الفرق، وليس كلها، لأن الفرق رأت أن البطولة الخليجية إعداد جيد لكأس آسيا وهذا خطأ كبير نظرا لأن الفارق بين البطولة الآسيوية والخليجية كبير. أما عن بقية المنتخبات العربية، فيرى الزياني أنه لا يمكن النظر لخروج الأردن باعتباره سقوطاً، وكذلك المنتخب القطري، فكلاهما صعدا إلى الدور ربع النهائي وخسرا بفارق هدف، لا سيما الفريق الأردني الذي يمكن القول إنه من مفاجآت البطولة على الرغم من خروجه أمام أوزبكستان. وقال إن بعض المنتخبات الخليجية مستواها في هبوط، لا سيما المنتخب السعودي لأن إعداده للآسيوية لم يكن كافيا بينما منتخب الكويت صادفه سوء حظ كبير. الجوهري: إيقاع العمل لدينا ليس سريعاً الدوحة (الاتحاد)- أكد المصري محمود الجوهري المدير الفني لاتحاد الكرة الأردني، وأحد خبراء الكرة العربية، الذين أولوا اهتماماً كبيراً في السنوات الأخيرة بالكرة الآسيوية، أنه يجب النظر للحصاد العربي في البطولة نظرة موضوعية وواقعية، فإذا كان البعض لم يحققوا المأمول وعادوا بنتائج دون الطموحات، فإن هناك فرقاً شهدت تطوراً لا بأس به، وفي مقدمتها المنتخب الأردني الذي لا يمكن بأي حال وضعه في سلة واحدة مع بقية المنتخبات، قياساً بعمر تواجده على الساحة الآسيوية، وقياساً بما قدمه، والدور الذي وصل إليه في مشاركته الثانية، وهو نفس الدور الذي تحقق في المرتين، على الرغم من التطور المذهل الذي شهدته اللعبة على مستوى القارة. أضاف الجوهري صاحب إنجاز الصعود مع المنتخب المصري إلى كأس العالم أن العالم كله يتطور، وهناك عمل يحدث في المنتخبات العربية، ولكن إيقاعه ليس سريعاً مثلما هو في شرق القارة على سبيل المثال، وأكد أن المنتخب الياباني يعتبر نموذجاً حقيقياً للتطور السريع والعلمي والمدروس، بعد أن استطاع في فترة وجيزة أن يفرض نفسه على الساحة الكروية الآسيوية كأحد أقطابها، وامتدت إنجازاته إلى الساحة العالمية، من خلال مشاركته في كأس العالم وتصنيفه المتقدم الذي يحتله على الصعيد الدولي. أضاف أن أزمة بعض المنتخبات العربية، تتمثل في تغير الفكر من آن لآخر، وعدم الصبر على مدرسة واحدة أو نهج واحد، مشيراً إلى أن البناء يبدأ من القاعدة السنية، وأشاد في هذا الصدد بنهج الاتحاد الإماراتي، وطالب بألا يكون خروج المنتخب الإماراتي الأول من الدور الأول سبباً في توقف هذه البرامج أو أن يصاب القائمون على تنفيذه بالإحباط لأن ما تم إنجازه كبير ولا يقلل منه الخروج من الدور الأول للبطولة.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©