حديقة الخور واحة استجمام تبسط خضرتها فوق 96 هكتاراً

بانتهاء فصل الصيف فلكياً، في الـ 24 من أغسطس الماضي، ستنشط الحدائق العامة لتتحول إلى محطات جاذبة للكثير من الزوار، الذين سيعودون إلى أحضان الطبيعة الساحرة، ليمارسوا نشاطهم بكل متعة وبهجة، بعد أن تنخفض وتيرة الحرارة والأجواء الرطبة، لينعموا بمرافقها الترفيهية وأجوائها العليلة، ومن بين تلك الحدائق الكبرى في دبي تبرز حديقة الخور، التي تتميز بكونها تجمع الطرازين الهندسي والطبيعي في تنفيذها على رقعة واسعة وصلت إلى 96 هكتاراً. تمتد حديقة الخور في دبي على ضفاف الخور، بردائها الأخضر، خالقة توازناً وتمازجا بديعاً بين زرقة ماء الخور وسماء دبي الصافية مع خضرة نادي الخور المميز بأشرعته الراسخة في بحر التاريخ، وكل هذا يمتزج امتزاجاً تدرجياً مع العمارات الشاهقة التي تتميز بها قلب المدينة النابض المملوء بالحيوية والحركة التي لا تعرف التوقف. مسحة خضراء لم تغدو الحدائق فقط مكاناً ينزوي فيه الزائر طلباً للراحة والاسترخاء والهدوء، وإنما أصبح مكاناً يجدد فيه نشاطه، ويفرغ شحنة التوتر والضغوط النفسية بعد عناء يوم طويل من العمل، من خلال توفر العديد من الوسائل وتنوعها والتي أثرت جوانب ومحطات الحدائق، وجذبت به الزوار، لتحقق هذه الحدائق دوراً تجميلياً وترفيهياً في آنٍ واحدٍ. في هذا السياق، يقول أحمد عبدالكريم، مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي، إن “حديقة الخور واحدة من الحدائق الكبرى الحديثة في مدينة دبي، حيث تم افتتاحها عام 1994، واشتق اسمها من موقعها على ضفاف خور دبي الشهير، استكمالاً لسياسة بلدية دبي الرامية لإضفاء مسحة خضراء على المدينة، وتوفير أماكن للترفيه والتسلية والاستجمام للسكان والسياح، حيث يجدون فيها أماكن لقضاء وقت ممتع بعيداً عن عناء العمل وضوضاء المدينة وازدحامها”. ويضيف “تمتد الحديقة على مساحة 96 هكتاراً بتكلفة مالية تفوق 106 ملايين درهم، وتأتي بعدها حديقة مشرف وحديقة الممزر من حيث المساحة، إلا أنها تعد الأحدث تجهيزاً والأكثر تميزاً بموقعها الاستراتيجي القريب من وسط المدينة”، مؤكداً أن حديقة الخور شأنها شأن الحدائق الواسعة والكبرى مصممة طبقاً لأفضل نظم تنسيق الحدائق التي تتناسب مع موقع ومساحة كل حديقة، حيث الحرص على النسق الطبيعي والذي يتميز بالمساحات الكبيرة والخطوط والمشايات المنحنية غير المعقدة مع بعض الخطوط المستقيمة والأشجار المزروعة على مسافات غير منتظمة، كما أن المسطح متسع، ولا توجد به أشجار هندسية الشكل. طراز الحديقة بالنسبة للطراز المعتمد في إنشاء الحديقة، يقول عبدالكريم “هناك أيضاً النظام المختلط، وهو نظام يجمع بين الطرازين أو النسقين الهندسي والطبيعي، ويتناسب هذا النسق أيضاً مع المساحات الكبيرة، ويتميز بالخطوط المنحنية واتساع المسطح مع وجود مرتفعات ومنخفضات وميول مناسبة مع الاحتفاظ بالتماثل والخطوط المستقيمة في بعض الأجزاء”. ويوضح “تتبع حديقة الخور التصميم المشترك الذي يجمع بين التصميم الهندسي والتصميم الطبيعي، وتضم أنواعاً جديدة من النباتات تزرع بدولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى، فهي تعتبر الحديقة الوحيدة شبه النباتية بالدولة، والتي تشكل مركزاً علمياً لدراسة علم نباتات الزينة وتنسيق الحدائق لطلبة كلية الزراعة، وتحتوي حديقة الخور على 280 نوعاً من أشجار النخيل والأشجار المثمرة وبعض أشجار البيئة المحلية وأشجار وشجيرات الزينة ومغطيات التربة والزهور المستديمة والموسمية والنباتات العصارية والشوكية وأبصال الزينة التي تتم زراعتها للمرة الأولى، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء التي تغطي مساحة تبلغ نحو 39 هكتاراً، وبنسبة 41% من مساحة الحديقة الإجمالية”. ويضيف “تتوزع في الحديقة البرجولات والجلسات المظللة، بالإضافة إلى النوافير وبرك المياه والشلالات التي تعمل على تلطيف الأجواء. وقد روعي في تصميم هذه الحدائق أن يجد فيها المرء قدراً واسعاً من الراحة والبهجة وتمضية أوقات طويلة في أحضانها من خلال تنوع محطاتها بما يتناسب مع فئات الأسرة كافة، مع توفر الخدمات والاحتياجات المهمة للزوار”. خدمات ومرافق من الخدمات والمرافق المتوفرة في الحديقة، يذكر عبد الكريم “تتوافر رحلات بالتلفريك حيث تشتهر حديقة الخور بوجود العربات المعلقة التي تستقطب الزوار بشكل كبير، وذلك للتمتع بمشاهدة مناظر دبي الجميلة من أعلى، حيث يقلع الزوار من محطة التلفريك بالقرب من المطعم الرئيس في الحديقة لأخذ جولة من جسر القرهود حتى جسر آل مكتوم وتنتهي بالمحطة نفسها. بالإضافة إلى خدمات مناطق ألعاب الأطفال التي وفرت فيها كل ما يجد فيه الطفل متعه وبهجته، وهناك أيضا خدمات الرحلات البحرية، وتأجير الدراجات الهوائية، ودبي دلفينيريوم، والذي يقدم مجموعة من العروض المنوعة الترفيهية والتعليمية. وقد بلغت تكلفة إنشاء المشروع 33 مليون”، لافتاً إلى أن المشروع يقدم إلى جانب الترفيه معلومات مفيدة للأطفال عن الحيوانات، وعادة ما يقدم العروض للجمهور على مدار 6 أيام في الأسبوع. ويتسع المدرج لنحو 1250 شخصاً في آن واحد. ويشير إلى أن الحديقة خصصت مدينة خاصة للطفل، حيث يلج من خلاله الطفل إلى بحر العلوم الواسع، ويتعرف على ماهية المصطلحات العلمية من خلال أجواء علمية ترفيه ممتعة . ويوضح عبدالكريم “تضم حديقة خور دبي ملعباً نموذجياً صغيرا للجولف يضم 18 حفرة لمتعة هواة اللعبة التي أصبحت تستهوي الكثيرين من سكان دبي، كما توجد فيها خمسة أماكن مظللة لألعاب الأطفال، إضافة إلى المسرح المكشوف الذي يتسع لـ 4000 شخص، ويمكن أن تقام عليه الحفلات في الهواء الطلق، مضيفاً أن الحديقة تضم مناطق ترفيهية عديدة لا تتوفر في أي حديقة أخرى، حيث يوجد بها ثلاث محطات لهبوط الطائرات العمودية وإقلاعها، وغرفة للإسعافات الأولية ووسائل الاتصال وثلاجات المياه. قرية الأفلاج حول قرية الأفلاج، يقول عبدالكريم “زيارة قصيرة لقرية الأفلاج التراثية يمكنها أن تعطي الزائر أو السائح فكرة وافية حول تراث المنطقة وأسلوب الري الذي كان معمولا به في الماضي، حيث خصصت المنطقة القريبة من جسر آل مكتوم لزراعة أشجار النخيل التي يتم ريها بطريقة الأفلاج، وهي طريقة الري التي كانت تستخدم في الماضي ولا تزال تستخدم في بعض الأماكن بالدولة بالإضافة إلي الأشجار الأخرى المثمرة”. ولتحقيق مرنة وسهولة الوصول إلى المحطات الرئيسة الموزعة في ثنايا حديقة الخور، يوضح عبدالكريم “تتوافر في حديقة الخور ستة مداخل تتوزع بطول الحديقة، أربعة منها على الشارع الرئيس، والاثنان الآخران يقعان على جانبي جسر آل مكتوم وجسر القرهود، هذا بالإضافة إلى أربعة مراس تستقبل العبرات من ديرة وبر دبي، بحيث يستطيع زائر الحديقة الوصول إليها عن طريق العبرة التي تأخذه في جولة بطول الخور قبل الوصول إلى مراسي الحديقة. وبالإضافة إلى المطعم الرئيس المتوفر في الحديقة، يوجد على امتداد الحديقة الذي يصل إلى نحو 2?6 كم عدد من المقاصف الصغيرة التي تم توزيعها في أرجاء الحديقة بالقرب من الخور لتقديم الوجبات الخفيفة والمرطبات للزوار”.