الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أحزمة السلامة» تحمي الجسم عند حمل الأوزان الثقيلة جداً

«أحزمة السلامة» تحمي الجسم عند حمل الأوزان الثقيلة جداً
4 سبتمبر 2012
كان ارتداء «حزام السلامة» خلال حمل الأثقال منحصراً في السابق في دائرة محترفي حمل الأثقال المشاركين في الألعاب الأولمبية والبطولات الرياضية الكبرى. وفي السنوات الأخيرة، أصبح الهواة أيضاً، بل وحتى المبتدئون، يستخدمون أحزمة السلامة عند ممارستهم تمارين حمل الأثقال والأوزان الحرة بهدف تقوية عضلاتهم ونحت أبدانهم. ما أثار العديد من الأسئلة حول مدى ضرورة استخدام هذه الأحزمة. يقول خبراء رياضيون إن ارتداء أحزمة السلامة عند حمل الأثقال لا تُسهم إلا بقدر قليل في تحسين الأداء أو حماية العمود الفقري، خصوصاً خلال التمارين التي لا يُمارس فيها ضغط كبير على الظهر. ويضيفون أن حمل أوزان ثقيلة للغاية هي الحالة الوحيدة التي يُصبح فيها ارتداء الحزام أمراً محموداً. احتياطات السلامة من فوائد الحزام على الأقل أنه يُذكر المتمرن بضرورة إبقاء عموده الفقري مستقيماً وفي وضعه السليم خلال حمل أي وزن ثقيل. وعندما يفكر المتمرن في حمل أوزان حرة، فإن اتخاذه احتياطات السلامة يُصبح أمراً ضرورياً، ولذلك فهو يُنصح بالآتي: - تعلم اتخاذ الوضعيات السليمة. فكلما كانت طريقة حمل الثقل جيدةً، كانت نتائج الحمل أفضل، وتضاءلت احتمالات إيذائك لنفسك خلال التمارين. - حماية الظهر. فخلال انحناء الشخص لحمل الأثقال، عليه أن يُبقي عموده الفقري في وضع مستقر ومحايد. وعندما يلتقط وزناً أو يُرجعه إلى مكانه، عليه أن يعتمد على ساقيه، وليس على ظهره. - طلب المساعدة. فإذا كنت تحمل أوزاناً ثقيلة جداً، فلا تتردد في طلب مساعدة رفيق في التدريب أو مدرب أو أقرب شخص إليك. ويقول أطباء رياضيون إن ارتداء حامل الأثقال لحزام السلامة له هدفان رئيسان، أولهما تقليل الضغط على أسفل الظهر خلال حمل الوزن إلى الأعلى، وثانيهما وقاية المتمرن من التمدد المفرط للظهر خلال حمل الأثقال أعلى الرأس. ويُقلل الحزام الضغط الممارَس على أسفل الظهر عبر ضغط محتويات جوف البطن. وهذا يزيد الضغط الداخلي لعضلات البطن، ما يوفر دعماً إضافياً للعظام الأمامية لأسفل الظهر. كما يُقوي الناصبات العضلية للعمود الفقري التي تمثل في العادة دعامةً أساسية لأسفل الظهر، وتحفزه لإنتاج قوة طاقية أقل خلال الرفع حتى يرتكز المتمرن على ساقيه بدلاً من ظهره. ومن فوائد الحزام الأخرى تقليل حجم انكماش النخاع الشوكي خلال انضغاط عضلات أسفل الظهر في أثناء تدريبات حمل الأثقال. وتتميز بعض الأحزمة بكبر نطاقها الخلفي وضيق نطاقها الأمامي. ولذلك فإنه يُنصح دوماً بارتداء الحزام مقلوباً في حال رغب المتمرن في أن يُحدث حزامه ضغطاً أكبر على عضلات بطنه الداخلية، وذلك نظراً لأن اتساع نطاق الحزام يمنح محتويات جوف البطن سطحاً أكبر يمكنها الاندفاع نحوه. منافع محدودة يقي حزام السلامة من تمدد عضلات الظهر على نحو مفرط عبر تشكل جدار صلب حول أسفل الجذع يربط ما بين القفص الصدري والورك. وهذا لا يحد فقط من حركة الظهر، بل يقي أيضاً من حدوث الانحناءات والالتواءات الجانبية غير المقصودة. ومن هذا المنطلق، ينصح بعض محترفي حمل الأثقال كل من يخشى ذلك بارتداء الأحزمة التي تتسم بنطاقين أمامي وخلفي له العرض نفسه. أما في حالات التمارين الاعتيادية، فإن حزام السلامة العادي (بنطاق خلفي عريض ونطاق أمامي ضيق) يفي بالغرض. ويُمكن لارتداء الحزام أن يُذكر حامل الأثقال بضرورة اتخاذ وضعية سليمة عند حمل الأثقال، بفضل شعوره بالتصاق الحزام ببطنه، واستشعاره على نحو أفضل العضلات التي يمكنها مساعدته على حمل الأوزان بشكل سليم. لكن ينبغي الانتباه في الوقت عينه إلى أن الحزام ليس كل شيء، بل إن طريقة حمل الثقل هي الأهم، ويبقى الحزام عاملاً مساعداً فقط لا يُسهم إلا بقدر بسيط جداً في دعم العضلات المستهدفة. وعلى الرغم من أنه لا يكون من الضروري دائماً لف الحزام على البطن بشكل وثيق جداً لتحقيق الغرض الحقيقي من ارتدائه، فإن الحزام يُفيد أكثر عندما يوثق محيط البطن، لكن شريطة عدم ارتدائه لفترات طويلة، إذ يجب نزعه بمجرد الانتهاء من التمرين. وقد صدرت دراسة سابقة أظهرت أن لف الحزام على البطن بإحكام شديد خلال التمرن من شأنه رفع ضغط الدم. ولذلك فإن الأحزمة ينبغي ألا تُستخدَم في أكثر من مناسبتين اثنتين. الأولى عند حمل أوزان ثقيلة جداً، والثانية عند ممارسة تمارين تؤدي إلى إلى التمدد المفرط لعضلات الظهر. أما في غير هاتين المناسبتين، فيُفضل تخفيف قبضة الحزام على البطن للسماح لضغط الدم بالعودة إلى مستوياته الطبيعية. مفعول عكسي لا يعد الحزام ضرورياً في الأنواع الأخرى من تمارين حمل الأثقال، باعتبار أن الناصبات العضلية للعمود الفقري لا تعمل في جميع التمارين. فارتداء الحزام لا يؤثر من قريب أو بعيد على أداء الجسم عند ممارسة تمارين تمديد عضلات الساقين أو تدريبات عضلات الظهر الجانبية. كما لا يكون للحزام أي تأثير يُذكر عند حمل الأوزان الخفيفة أو المتوسطة. بيد أن ضغط الدم المرتفع الذي ينتج عن كثرة استخدام الحزام يزداد مع الوقت، ولذلك ينبغي عدم ارتداء حزام السلامة إلا عند الضرورة. وينصح الأطباء الرياضيون مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم تحديداً بتوخي كامل الحذر عند ارتداء حزام السلامة، كما يوصونهم بأن يرتدوا هذه الأحزمة لفترات قصيرة فقط، أو الاستغناء عنها عند عدم وجود حاجة ماسة لها. ويفيد خبراء رياضيون أن ارتداء حزام السلامة على نحو منتظم له مفعول عكسي على ممارس حمل الأثقال، إذ يُضعف مع الوقت قوة عضلات بطنه، ويجعلها أقل قابلية للتطور والتصلب والتسطح. وكانت دراسة سابقة أشارت إلى أن نشاط عضلات منطقة البطن يَقل عند ارتداء حزام السلامة خلال حمل الأثقال. فالعضلات التي تُبقي البطن مستقراً يتم كبحها ووقف نشاطها عند حمل الأثقال، ما يؤدي على المديين المتوسط والبعيد إلى ظهور عضلات بطن أضعف. ورغم كل هذا وذاك، فإن الخبراء يتفقون على أن عضلات البطن مهمة جداً في الحفاظ على استقرار الجذع في غياب حزام داعم. وقد كشفت دراسات أن انضغاط عضلات البطن الداخلية يَحدث بسهولة عبر التنفس على نحو سليم خلال حمل الوزن. ومن المهم أيضاً التذكير بأنه لا يجب التعود على الاعتماد على حزام السلامة أو جعله من الأغراض الشخصية الواجب وضعها في الحقيبة الرياضية قبل ممارسة أي حصة تمارين لحمل الأثقال، ولا أدل على ذلك كون ارتداء الحزام يكون غير مسموح به في بعض فئات الوزن في البطولات. ولذلك فإن خبراء رياضة حمل الأثقال يوصون عشاق رياضة حمل الأثقال من هواة ومحترفين بالحرص على استخدام حزام السلامة بطريقة سليمة، وبالحرص على عدم ارتدائه إلا عند الضرورة، كحمل أوزان ثقيلة جداً، وألا يلبسونه حتى في هذه الحالة إلا لفترات قصيرة تفادياً لأعراضه الجانبية. هشام أحناش عن موقع «mayoclinic.com» شهادات وتصويبات يعتقد السواد الأعظم من مجتمع هواة رياضة حمل الأثقال أن حزام البطن يزيد سلامة أسفل الظهر ويعززها. كما يؤمنون أن هذه الأحزمة تزيد الضغط على عضلات البطن، ما يسمح للمتمرن بحمل أوزان أثقل. ويقول ستيوارت ماكجيل، مؤلف كتابي «أداء الظهر ولياقته المثلى» و»اضطرابات أسفل الظهر» «إذا لم يسبق لك أن تعرضت لإصابة في الظهر، فإن ارتداء الحزام لا يُضيف شيئاً على مستوى سلامة الظهر. وإذا سبق أن أصبت ظهرك أثناء التمرن رغم ارتدائك الحزام، فإن الإصابة تُصبح أكثر إيلاماً. وإذا كنت تريد أن تحمل أوزاناً ثقيلة جداً خلال التمرن، فاحرص على ارتداء حزام السلامة». وينصح ستيوارت بالحذر من الأفكار الشائعة والمتداولة ما بين مرتادي صالات حمل الأثقال، فمعظمها مستمد من تجارب شخصية وليس من دراسات علمية. كما يفيد أن الحزام يصير في بعض الأحيان عامل خطر أكثر منه عامل سلامة، وذلك حينما يعتقد المتمرن أن الحزام يحميه من أي إصابة، فيركن إليه ويُقلل من حجم خطورة طريقة حمل الأثقال الخاطئة. فالحزام هنا يوهم لابسه بالحماية التامة، ثم ما يلبث أن يخذُله إن اتخذ وضعية خاطئة في التقاط الأوزان أو حملها أو وضعها. وفي هذه الحال تكون إصابته أسوأ مما لو أصيب وهو غير لابس للحزام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©