ارتفعت أسعار النفط أمس بعد يومين من التراجع مع صعود الأسهم العالمية في ظل تفاؤل حول النمو الاقتصادي العالمي لكن النفط قلص مكاسبه مع تحول الدولار للارتفاع.
وصعدت الأسهم الأوروبية لأعلى مستوى في 26 شهرا امس وأغلقت الأسهم الآسيوية على ارتفاع مدعومة بتوقعات بأن تسهم اجراءات التحفيز الاقتصادي وتخفيضات الضرائب الأميركية في دعم الاستهلاك في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف تسليم يناير كانون الثاني 33 سنتا إلى 88,61 دولار للبرميل الساعة 11,19 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفعت بما يزيد على دولار واحد في وقت سابق اليوم. وقلص النفط مكاسبه مع استعادة الدولار عافيته بعد هبوط في وقت سابق ليرتفع 0,3 في المئة أمام سلة عملات.
ويؤدي صعود الدولار لارتفاع تكلفة الأصول بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. وعزا كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك ارتفاع أسعار النفط إلى تحسن المعنويات في الأسواق بشكل عام التي تشهد صعود الأسهم وسائر السلع الأولية مع ارتفاع النحاس لأعلى مستوى على الإطلاق، وزاد خام القياس الأوروبي مزيج برنت 42 سنتاً إلى 91,20 دولار للبرميل.
وقالت مؤسسة وود ماكنزي للاستشارات إن الطلب العالمي على النفط في 2010 سيتجاوز على الأرجح أعلى مستوى له على الإطلاق المسجل في 2007 وسينمو أكثر من 1,5 بالمئة في العام المقبل نتيجة زيادة الطلب في الأسواق الناشئة.
وتتوقع المؤسسة أن يبلغ الطلب العالمي على الخام في 2010 متوسطا سنويا قدره 86,7 مليون برميل يوميا بارتفاع مقداره 100 ألف برميل يوميا عن مستواه في 2007 وأن يستمر نمو الطلب ليصل إلى 88,1 مليون برميل يوميا في 2011 ونحو 90 مليونا في 2012.
وقال فرانسيس أوزبورن المحلل لدى وود ماكنزي “سوق النفط العالمية تتفاوت بصورة لم يسبق لها مثيل. تراجع طلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 3,9 مليون برميل يوميا خلال 2008 و2009. في المقابل زاد طلب الأسواق الناشئة 1,6 مليون برميل يوميا”، وأضاف “هذا العام سيشهد تعويضا لكل الطلب الذي فقد خلال 2008 و2009 بينما سيرتفع الطلب العالمي في 2011 اثنين بالمئة فوق مستوى الذروة في فترة ما قبل الركود والمسجل في 2007. وفي 2012 سيرتفع الطلب نحو أربعة بالمئة فوق هذه الذروة”.
وتقود هذا الانتعاش الصين وبقية دول آسيا مع استمرار ارتفاع الطلب على وقود الديزل وزيت الغاز في الصين بمعدل سنوي يقترب من ثمانية بالمئة، وفي الهند ينمو استهلاك وقود الديزل وزيت الغاز حاليا بمعدل سنوي سبعة بالمئة والبنزين بمعدل 11 بالمئة.
وقالت وود ماكنزي إن السوق الآسيوية ستكون هذا العام أكبر بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا من سوق أميركا الشمالية بينما كانت في عام 2008 أكبر مقدار 1,4 مليون برميل يوميا.
وقال أوزبورن “في مطلع هذا العام توقعنا نمو الطلب في 2010 في حدود مليوني برميل يوميا عند سقف توقعات القطاع. والآن يبدو أنه ربما يكون أقرب إلى 2,5 مليون برميل يوميا إذ تبدو 2010 إحدى السنوات الأسرع نموا على الإطلاق منذ بدء تسجيل البيانات”، وأضاف “لم يرتفع الطلب بهذا القدر في السنوات الثلاثين الماضية إلا مرتين.. وفي السنوات الأخيرة سيحل 2010 في المرتبة الثانية بعد القفزة المسجلة في 2004”.
وفي سياق متصل قالت مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو) امس إن العراق ترك سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف للعملاء الأميركيين في يناير المقبل دون تغير بخصم 1,15 دولار عن سعر خام ارجوس القياسي لكنه رفع سعر البيع للعملاء الأوروبيين والآسيويين.
وقالت المؤسسة إن سعر إمدادات خام كركوك في يناير للمصافي الأميركية تحدد بعلاوة 50 سنتا فوق سعر ارجوس القياسي مقارنة بعلاوة 35 سنتا في الشهر السابق. وتحدد سعر إمدادات خام البصرة الخفيف للعملاء الآسيويين في يناير بعلاوة 20 سنتا فوق متوسط أسعار الخام العماني وخام دبي. وتحدد سعر خام البصرة للعملاء الأوروبيين في يناير بخصم 1.90 دولار عن السعر القياسي الفوري لخامات بحر الشمال مقارنة بخصم قدره 2.55 دولار في ديسمبر الجاري.
وفي مجال إمدادات النفط أيضا قال مسؤولون امس إنه جرى استئناف ضخ النفط الأذربيجاني الليلة قبل الماضية عبر خط أنابيب تابع لشركة بي.بي إلى الساحل التركي على البحر المتوسط.
وقال مسؤولون بقطاع النفط إن ضخ النفط توقف في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي بعدما تضرر خط النفط الواصل بين البلدين جراء محاولة لسرقة النفط. وقالت بي.بي إن التوقف لم يؤثر على الإنتاج أو الصادرات.
كما قالت إدارة النفط النرويجية امس إن انتاج البلاد من النفط انخفض إلى 1.791 مليون برميل يوميا في المتوسط في شهر نوفمبر الماضي من 1,868 مليون في أكتوبر 2010، وارتفع انتاج الغاز الطبيعي الى 10,1 مليار متر مكعب قياسي في نوفمبر من 9,3 مليار في أكتوبر.
وأضافت الادارة أن “الانتاج من بعض الحقول انخفض بصورة دورية في نوفمبر بسبب العديد من المشكلات الفنية”، وقالت الادارة في بيان ان انتاج سوائل الغاز الطبيعي والمكثفات تراجع إلى 331 ألف برميل يوميا في نوفمبر من 362 ألفا في أكتوبر. وتعد شركة شتات أويل أكبر شركة للنفط والغاز في النرويج.
عدد اليوم
