الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المهارات» تتفوق على «العضلات» في «الليلة العنابية»

«المهارات» تتفوق على «العضلات» في «الليلة العنابية»
9 ديسمبر 2010 21:20
لم يكن الفوز الكبير، والمستحق الذي حققه فريق الوحدة على هيكاري بطل بابوا غينيا الجديدة والأوقيانوس بثلاثية نظيفة في افتتاح مونديال الأندية السابع، مساء أمس الأول في أبوظبي “وليد المصادفة”، أو نتيجة حماس الفريق صاحب الضيافة، وسط جماهيره المؤازرة بقوة، لكنه جاء نتيجة تفوق خططي واضح وكاسح للفريق “العنابي” على ضيفه في كل أوقات المباراة من الناحية الفنية والخططية، وكانت النتيجة أن تنحاز المباراة للكرة الجميلة التي لعبها بطل الإمارات. أسباب التفوق ولم يكن التفوق خلال وقت المباراة فقط بل أنه كان نتيجة منطقية للرحلة التي قام بها مدرب الوحدة النمساوي هيكسبيرجر إلى جزيرة غينيا الجديدة لدراسة المنافس، والمعاناة التي تكبدها لمدة 40 ساعة في رحلات الطيران للوصول إلى معقل هيكاري وفك طلاسمه الفنية قبل المواجهة التي كانت تعني الكثير لممثل كرة الإمارات من أجل رفض مبدأ الوداع المبكر للبطولة في النسخة الثانية التي تقام على ملاعب أبوظبي. تفوق “العنابي” لأسباب كثيرة أهمها أن لاعبيه امتلكوا القدرة على تنفيذ الفكر الذي حدده المدرب، ويمكن القول إن “المهارات هزمت العضلات” في لقاء افتتاح المونديال، بعد أن تفوقت القدرات المهارية الفردية على البناء الجسماني القوي للاعبي هيكاري، الذي كان قوة بلا عقل بينما امتلك الوحدة المهارة والفكر الخططي الجيد والقدرة على الاختراق بالحلول الفردية والجماعية لتحقيق الفوز بثلاثية وإهدار مثلها على الأقل. لعب الوحدة للفوز من البداية من خلال طريقة هجومية، كان محورها هو لاعبي خط الوسط، وخاصة الظهيرين المتقدمين حيدر آلو علي من اليسار وفهد مسعود من اليمين، مع تكوين جبهة كاملة في كل جانب، بحيث يدعم كل لاعبي الوسط تحركات حيدر آلو علي، وفهد سواء محمود خميس وهوجو أو عيسى سانتو وبشير سعيد أو حتى ماجراو. وعلى الرغم من أن الوحدة لعب بطريقته المعروفة 3-4-2-1، إلا أن المد الهجومي طوال فترات المباراة، كان يظهر الطريقة في صورة هجومية أكبر في ظل وصول كل اللاعبين لمرمى حارس هيكاري قبل الأهداف الثلاثة وبعدها، وعلى الرغم من أن مدرب هيكاري “تومي مانا” قد فطن مبكراً للطريقة التي يعتمد عليها هيكسبيرجر بفتح اللعب على الجناحين وتوسيع عرض الملعب لأقصى درجة لضرب الدفاع، إلا أن مهارة لاعبي الوحدة نجحت في تخطي الثنائي إبراهام الذي وقف في طريق حيدر آلو علي وأوجا الذي واجه انطلاقات فهد مسعود. أزمة «قلبية» وعلى الرغم من التفوق الخططي عانى الوحدة لمدة 15 دقيقة أزمة في “قلب” خط الوسط قبل أن يحرز هدفه الأول، حيث كانت هناك “فجوة” كبيرة بين لاعبي الدفاع والهجوم، في ظل اعتماد لاعبي هيكاري على طريقة “العدائين” بتعمد الجري في مساحات واسعة لمسافات طويلة، وإبعاد الكرة عن متناول لاعب الوحدة في محاولة إرهاقهم بدنيا، لكن ذلك لم يستمر طويلاً، خاصة أن الهدف الأول الذي سجله هوجو من تمريرة محمود خميس الرائعة أحبط فريق هيكاري، الذي لم يتمكن من العودة للمباراة بسبب الهدف الثاني، الذي سجله بيانو من تمريرة فهد مسعود الساحرة قبل انتهاء الشوط الأول. وكانت مهمة لاعبي الوحدة سهلة بنسبة كبيرة في ظل ضعف القدرات الفردية للاعبي هيكاري، واعتمادهم على طريقة واحدة، وهي تكسير الهجمات “العنابية” فقط، من دون عملية بناء هجمات مضادة، وهو ما جعل مهمة دفاع الوحدة وحارس مرماه تنتهي بعد مرور 20 دقيقة فقط من اللقاء، ولم يكن اللاعب فارودو وحده قادر على عمل كل شيء بمفرده، في ظل التنظيم الذي لعب به الوحدة في معظم الفترات. في الشوط الثاني ظهر فريق هيكاري بحجمه الطبيعي “قليل الحيلة”، في مراقبة مفاتيح لعب الوحدة، أو إيقاف خطورة لاعبيه وأيضا عمل هجمة واحدة منظمة، مع استمرار الاعتماد على الأسلوب العشوائي في اللعب، فلا يستطيع أحد تحديد الطريقة التي لعب بها الفريق “الأوقيانوسي”، خلال المباراة، سوى أنه فريق اعتمد على طريقة محاولة “قتل اللعب” من أجل شن هجمة فجائية على مرمى المنافس، وهي الطريقة التي لم تكن مجدية مع لاعبي الوحدة، الذين تفوقوا في المواجهات الفردية وطريقة اللعب الجماعية. ومع الاعتراف بالتفوق العنابي يجب الاعتراف أيضاً بأن خط دفاع هيكاري “الهش” وحارس مرماه المبتدئ كانا أحد أهم عوامل تفوق الوحدة، وكان الهدف الثالث الذي سجله البديل عبد الرحيم جمعة أكبر دليل على ذلك، وكان هذا الهدف هو النهاية الحقيقية للمباراة، التي كانت مدتها الفعلية 65 دقيقة فقط، حيث استغل هيكسبيرجر مدرب الوحدة الدقائق الأخرى لإراحة بيانو ومطر ومن قبلهم فهد مسعود من أجل المباراة المقبلة الأكثر صعوبة وأهمية والاطمئنان على عبدالرحيم وديارا والصاعد عامر بازهير. دروس المواجهة الأولى ومع الفوز لابد أن يكون الجهاز الفني للوحدة قد خرج بعدة فوائد فنية ودروس يستفيد منها في اللقاء المقبل الأهم والأكثر صعوبة أمام سيونجنام بطل كوريا وحامل لقب بطولة دوري أبطال آسيا كون ممثل القارة الصفراء يختلف كثيرا عن هيكاري من حيث السرعة والتنظيم والفاعلية الهجومية والقوة الدفاعية. وهناك بعض الأخطاء التي ظهرت في طريقة لعب الوحدة يجب ألا تتكرر أمام بطل كوريا أهمها وجود مساحات خالية خلف ظهيري الجنب عند تقدمهما، وهو أمر لا يجب أن يحدث أمام اللاعبين الكوريين الذين يتسمون بخفة الحركة والسرعة العالية والقدرة الرهيبة على التحول من الدفاع للهجوم في أقل زمن ممكن. وأيضاً هناك خطأ في قيام لاعبي محور الارتكاز في خط الوسط بالواجبات الدفاعية، حيث لم يكن هناك الاهتمام الكامل خلال مباراة هيكاري بأداء الدورين الهجومي والدفاعي في الوقت نفسه، حيث كان لاعبو الوسط يركزون على الدور الهجومي وحده في بعض الأوقات أو يبالغون في الارتداد الزائد للخلف مع بداية هجمة لفريق هيكاري، فتحدث “الفجوة” في قلب الوسط، التي لم يتمكن بطل أوقيانوسيا من استغلالها، ويصعب تكرار ذلك مع الفريق الكوري. وقد يكون الحل أمام هيكسبيرجر في المباراة المقبلة اللعب بعنصر دفاعي آخر في خط الوسط على حساب أحد العناصر الهجومية التي لعبت مباراة هيكاري من أجل تكثيف التواجد في وسط الملعب وإفساد هجمات سيونجنام الكوري مبكرا، لأن ترك المساحات للاعبي الفريق الكوري سيكون فيه الخطورة الكبيرة على مرمى الوحدة طوال اللقاء. مطر غراب: هوجو «كلمة السر» في تفوق الوحدة على هيكاري أبوظبي (الاتحاد) - وصف محمد مطر غراب رئيس اللجنة الفنية باتحاد الكرة والمحلل الفني المعروف فوز الوحدة على هيكاري بثلاثية بأنه البداية المثالية لممثل الكرة الإماراتية في مونديال الأندية، وقال: الفوز والأداء الجيد الذي قدمه الوحدة يعتبر نقطة انطلاق لتحقيق ما هو أفضل في المراحل المقبلة من عمر البطولة بداية من مواجهة سيونجنام الكوري. وأضاف: أرى أن الوحدة لا ينقصه أي شيء ليحقق الأفضل في ظل الدعم الذي يحصل عليه والجماهير الكبيرة التي تؤازره وامتلاكه عددا من اللاعبين أصحاب الخبرات وجهازا فنيا متميزا يستطيع قراءة المنافسين بشكل جيد، وقال: الوحدة ليس أقل من الفرق الأخرى المشاركة التي تطمح للذهاب بعيدا في البطولة. وأبدى المحلل الفني إعجابه بأداء اللاعب هوجو الذي قدم مباراة قوية، وقال: لعب هوجو مباراة جيدة دفاعيا وهجوميا وكان لاعبا مؤثرا في خط سير اللقاء، وهو في مقدمة نجوم المباراة رغم تميز عدد كبير من لاعبي الوحدة، وأيضا استحق هيكسبيرجر التحية على الطريقة التي لعب بها المباراة ليتمكن من تحقيق هدفه في النهاية. وشدد محمد مطر غراب على ضرورة اهتمام الفريق الوحداوي باللعب الدفاعي في مباراته المقبلة مع سيونجنام الكوري في ظل تميز المنافس بالسرعة الشديدة، وقال: قدم لاعبو منتخبنا الوطني للشباب درسا مهما في كيفية مواجهة الكرة الكورية واليابانية والصينية السريعة خلال بطولة أمم آسيا، ولابد من الاستفادة منه في كيفية مواجهة بطل كوريا في اللقاء المقبل. وأكد أن هيكسبيرجر قادر على توظيف لاعبيه بعد قراءة المنافس بشكل جيد، ليتخطى المباراة الصعبة، خاصة أن لاعبي الوحدة يملكون خبرات آسيوية سابقة باللعب أمام فرق كورية، كما أنه يضم عددا من لاعبي المنتخبات الوطنية أصحاب الخبرات في هذا الشأن أيضا. هوجو يدخل التاريخ أبوظبي (الاتحاد) - دخل هوجو لاعب وسط الوحدة التاريخ، باعتباره قد أصبح صاحب أول هدف لفريق إماراتي في تاريخ مونديال الأندية خلال الدورات السبع للبطولة، في الظهور الثاني لكرة الإمارات في البطولة، بعد أن صام الأهلي عن التهديف، خلال مشاركته ممثلاً للإمارات في نسخة العام الماضي بالخسارة أمام أوكلاند سيتي بطل نيوزيلاندا بهدفين نظيفين. 3 مفارقات رقمية أبوظبي (الاتحاد) - من المفارقات الرقمية خلال المباراة قلة عدد الضربات الركنية للفريقين، واقتراب عددها هنا وهناك، وهي من المرات القليلة التي قد يحصل فيها فريق فائز بثلاثية نظيفة على 6 ضربات ركنية، بواقع ثلاثة في كل شوط من شوطي اللقاء، وهو ما حدث لفريق الوحدة، لأن الهجمات قد تركزت على المرمى لتهز ثلاث منها الشباك، ولم يتمكن خط دفاع هيكاري من إنقاذ الهجمات الأخرى التي تكفل لاعبو الوحدة بإهدارها. وحصل هيكاري على 5 ضربات ركنية، على الرغم من قلة هجماته على المرمى، منها ثلاث في الشوط الأول واثنتان في الشوط الثاني، وذلك على الرغم من عدم وصوله كثيراً لمرمى الحارس عادل الحوسني، كما كان الوصول عشوائياً. ومن المفارقات أيضاً أن تكون نسبة استحواذ الوحدة على مجريات اللعب مجرد 45 % فقط طوال المباراة مقابل 55 % لفريق هيكاري، على الرغم من السيطرة الشكلية لهيكاري على مجريات اللعب على مدار الشوطين، وذلك بسبب تعمد لاعبي بطل أوقيانوسيا اللعب البطيء والتمرير البطيء لاستهلاك الوقت وذلك قبل أن يحرز الوحدة أهدافه. والمفارقة الثالثة هي أن حارس الوحدة عادل الحوسني لم يتعرض سوى لاختبار وحيد طوال المباراة، وذلك في الدقيقة 81 من اللقاء عندما تصدى لتسديدة فارودو بعد فترة طويلة من الانتظار للظهور في الصورة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©