الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

إحياء «طريق الكباش» يحوِّل الأقصر لأكبر متحف أثري مفتوح في العالم

إحياء «طريق الكباش» يحوِّل الأقصر لأكبر متحف أثري مفتوح في العالم
12 فبراير 2010 23:42
لا صوت يعلو في مدينة الأقصر الأثرية بصعيد مصر فوق صوت العمل والعاملين في مشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر بطول 2700 متر، ويصطف على جانبيه المئات من تماثيل الكباش الأثرية الشهيرة. ويجري العمل حاليا بهمة ونشاط عاليين للانتهاء من المشروع الذي يعد أكبر مشروع أثري في العالم أجمع خلال شهر مارس المقبل. ويعتبر مشروع إحياء وكشف طريق الكباش الفرعوني حسبما يقول الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر أحد الأحلام التي راودت أذهان الأثريين وعلماء المصريات في مصر والعالم. فبعد الانتهاء من المشروع سيستطيع السائحون السير من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك عبر طريق الكباش. ويضيف أنه “هنا ومنذ أكثر من خمسة آلاف عام قام ملوك مصر الفرعونية في طيبة (الأقصر حاليا) ببناء طريق الكباش (طريق أبو الهول) ذلك الطريق الذي كان يربط ما بين معبدي الأقصر والكرنك لتسير به المواكب المقدسة للملوك والآلهة في احتفالات أعياد “الأوبت” من كل عام. وكان الملك يسير ويتقدمه علية القوم من الوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة خلف الزوارق المقدسة التي كانت تحمل تماثيل الآلهة بينما يصطف أبناء الشعب على جانبي الطريق يرقصون ويلعبون في بهجة وسعادة. وبدأ في بناء هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر. ولكن النصيب الأكبر في تنفيذه يرجع إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية (آخر أسر عصر الفراعنة). ويوجد بامتداد الطريق البالغ طوله 2700 وعرضه 70 متراً 1200 تمثال نحتت من كتلة واحدة من الحجر الرملي. وصنعت على هيئتين الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان لأن الأسد كان أحد رموز إله الشمس، والثانية على شكل جسم كبش ورأس كبش وهو رمز من رموز الإله خنوم أحد الآلهة الرئيسية في الديانة المصرية القديمة الذي صنع البشرية على عجلة من الفخار طبقا للديانة المصرية القديمة. وكانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجار للمياه لريها وتتوسطه أرضية مستطيلة أبعادها 120 في 230 سنتيمترا من الحجر الرملي لتسهيل السير عليه. وبين كل تمثال وتمثال فجوة تقدر بـ4 أمتار بالإضافة إلى ما ذكرته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء بالكرنك بأنها قامت بتشييد سبع مقصورات على طول هذا الطريق. ومرت السنون تتلوها الأعوام والقرون واختفت معظم معالم هذا الطريق المقدس لتظهر بدلا منه بيوت ومنازل عشوائية وأراض زراعية، لتحجب واحدا من أهم وأجمل الطرق الأثرية في العالم. والآن تشهد مدينة الأقصر تنفيذ المراحل الأخيرة من أكبر مشروع أثري في الشرق الأوسط لإعادة كشف وإحياء هذا الطريق مرة أخرى بتكلفة 240 مليون جنيه مصري (حوالي 44 مليون دولار) مقدمة كمنحة من وزارة التعاون الدولي المصرية. وقد بدأ المشروع بحسب قول الدكتور منصور بريك المدير العام لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا بتنفيذ 200 متر كجزء استرشادي تم تنفيذه على طول الطريق بتكلفة 2,9 مليون جنيه مصري. وتم تكليف لجنة ترأسها الدكتور صبري عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار لدراسة الكيفية التي سينفذ بها المشروع. وبالفعل تم تقسيم الطريق إلى خمسة قطاعات، وبدأ العمل في القطاع الأول في يناير 2005 وتم الكشف عن العديد من قواعد التماثيل إلى جانب رؤوس التماثيل الملكية والتي توضح أن الذي قام بإنشائه الملك نختنبو الأول من الأسرة الثلاثين المصرية. وفي القطاع الثالث، الذي يعد جزءا هاما من مراحل العمل، أسفرت أعمال الحفائر بهذا الجزء عن الكشف عن عشرة تماثيل لكباش فوق قواعدها إلى جانب العديد من رؤوس التماثيل كما تم الكشف عن مبان من العصور الرومانية. ومن المعروف أن الكشف عن هذا الطريق بدأ في الخمسينيات على يد الدكتور محمد عبد القادر، الذي استطاع أن يكتشف الطريق الذي يقع أمام معبد الأقصر وحدد الطريق الذي يصل بين المعبدين. ثم قامت هيئة الآثار برئاسة الدكتور محمد الصغير بالكشف عن الطريق الذي يربط معبد موت بالكرنك. وكذلك من بداية الطريق المؤدي لمعبد الأقصر من ناحية الكرنك ليصل عدد هذه التماثيل المكتشفة إلى 68 تمثالا. ولكن أعمال الحفائر توقفت بعد ذلك لصعوبة نزع ملكية الأراضي المقامة فوق الطريق
المصدر: الأقصر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©