الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أبوظبي للموانئ»: ميناء خليفة محرك اقتصادي للدولة

«أبوظبي للموانئ»: ميناء خليفة محرك اقتصادي للدولة
4 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - استعرض القائمون على شركة أبوظبي للموانئ مراحل إنجاز ميناء خليفة ومنطقة خليفة الصناعية، منذ بدء الإنشاءات ولغاية انتهاء المرحلة الأولى. وأعلن الكابتن محمد الشامسي نائب الرئيس التنفيذي لوحدة الموانئ في شركة أبوظبي للموانئ أن لحظة إتمام المرحلة الأولى من ميناء خليفة كانت في تمام السابعة صباح الأول من سبتمبر، فيما كانت لحظة وصول التيار الكهربائي لشوارع المنطقة الصناعية “كيزاد”، في تمام السابعة مساء السبت الماضي، لافتاً إلى أن هاتين اللحظتين شكلتا علامة فارقة في تاريخ المشروع. وتناول الشامسي خلال زيارة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي، أمس، عمليات إنجاز المشروع والتي بدأت بالفعل قبل 20 شهراً في استقبال السفن والتعامل مع مناولة الحاويات بنظام شبه أوتوماتيكي، لافتاً إلى أن المعدات الحالية بالميناء تتضمن 6 كرينات “رافعات” كبيرة و20 حاضنة و30 رافعة تنصيص، مستعرضاً طريقة نقل الحاويات من السفينة حتى موقع التخزين وكذلك الوقت المستغرق لتحميل الشاحنات أو تفريغها والذي لا يتجاوز 25 دقيقة، مقابل ساعة بالنظام اليدوي والذي كان مستخدماً في ميناء زايد. وكانت السفينة “إم.اس. سي” رست في ميناء خليفة بالطويلة السبت الماضي، وهي تعد واحدة من أضخم سفن شحن الحاويات في العالم وأحدثها، مدشنة بدء العمليات التشغيلية التجارية في أكثر موانئ المنطقة تطوراً. ويبلغ طول السفينة 366 متراً وعرضها 51 متراً، وهي قادرة على نقل 14 ألف حاوية بقدرة إجمالية تبلغ 153 ألف طن. ويعتبر ميناء خليفة أحد أبرز المشاريع الرائدة التي جرى إنجازها بفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، والتي ستسهم في تحقيق رؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة. وتم حفر قاع الميناء بعمق أكبر من الحاجة الفعلية الحالية كي يتمكن من استقبال السفن الكبيرة مهما بلغ حجمها. ومن ناحية أخرى، فإن الرافعات العملاقة من السفينة إلى الميناء “STS”، والتي تعد الأضخم من نوعها في العالم، قادرة على التعامل مع أكبر السفن الموجودة حالياً في العالم، بل وحتى مع السفن الأضخم التي ستبنى مستقبلاً. ويقع في قلب ميناء خليفة مبنى إدارة محطة الحاويات الذي يضم أحدث التقنيات المستخدمة للتحكم بمختلف نواحي العمليات في الميناء الضخم. ويعد ميناء خليفة الآن أحد أكثر الموانئ تطوراً في العالم من حيث التكنولوجيا المتاحة، ويدار من قبل مرافئ أبوظبي الشركة الرائدة محلياً في هذا المجال. وسيكون ميناء خليفة متصلاً بمشروع السكك الحديدية الذي يجري تطويره من قبل شركة الاتحاد للقطارات، حيث سيعمل الميناء على استيعاب وشحن البضائع بالسكك الحديدية، ما يجعله أول ميناء في المنطقة يوفر لعملائه هذه الوسيلة الحيوية لنقل البضائع. وتهدف منطقة خليفة الصناعية “كيزاد” إلى المساهمة بما يصل إلى 15% من الناتج المحلي غير النفطي لإمارة أبوظبي بحلول عام 2030، تماشياً مع أهداف تقليل الاعتماد التقليدي على عائدات القطاع النفطي. وينصب التركيز في “كيزاد” خلال عام 2012 على المنطقة “أ” والتي تبلغ مساحتها 51 كيلومتراً مربعاً، مضيفاً أن المشروع يستهدف عدداً من القطاعات والصناعات في مجمعات صناعية متخصصة ومتكاملة، مثل الألمنيوم والصلب والبتروكيماويات والكيماويات والأدوية والمعدات الطبية والورق والطباعة والتغليف والأغذية والخدمات اللوجستية والتجارة والمنتجات الهندسية والمعدنية وغيرها من الصناعات. وتقدم “كيزاد” مزايا تنافسية عديدة للمستثمرين مثل انخفاض التكاليف وسهولة الوصول إلى الأسواق وسهولة إقامة العمال، من خلال المركز الشامل لخدمة المستثمرين في “كيزاد”. ووفق الخطة الحالية، هناك خمس مراحل لنمو ميناء خليفة بحيث تضمن نمو وتوسع الميناء وفق الاحتياجات المطلوبة، بينما تمضي الشركة قدماً باتجاه أهدافنا في الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030. ويمثل الميناء خطوة نوعية في المجال التقني بحيث يقدم لعملائنا أكفأ الخدمات العالمية وأكثرها تنافسية. وبحلول الربع الأول من عام 2013، سيكون قد تم تحويل حركة الحاويات من ميناء زايد إلى ميناء خليفة. وسيواصل ميناء زايد بعد ذلك عملياته التشغيلية المرتبطة بالبضائع التجارية، وسيركز أيضاً على استقبال السفن السياحية، حيث يمتلك موقعاً مثالياً في قلب مركز المدينة، مما يسهل الوصول إلى مختلف المناطق. واستعرض الشامسي البنية التحتية التي أنجزتها الشركة وتشمل محطة الحاويات الرئيسية ومبنى الشركة ومكاتب الجهات المحلية بالإمارة وأجهزة أشعة إكس ري والطرق والجسور، مشيراً إلى أن الشركة انتهت من اختبارات المحاكاة لمناولة الحاويات وإجراءات الأمن والسلامة ووسائل الكشف عن البضائع. وأضاف أن تنفيذ المشروع يأتي في إطار رؤية أبوظبي بتنويع مصادر الدخل ودعم القطاع البحري والعمل على استدامة التنمية. وأكد الشامسي اختبار كل المباني التشغيلية ومدى مطابقتها لمعايير البناء المناسبة لعمليات الميناء وأنشطته التشغيلية، كما تم اختبار كل الأرصفة البحرية وأرصفة التشغيل وعلى رأسها رصيف مناولة الحاويات الرئيسي والمستقبل لحركة السفن والبوارج وناقلات الحاويات، إلى جانب اختبار مناطق التشغيل على الأرصفة المحيطة بالرافعات العملاقة، والتي تجري فيها أنشطة المساعدة لأعمال الرافعات من التفريغ والمناولة للحاويات والبضائع وسهولة رصها في مناطق التفريغ المبدئي أو نقلها من خلال الرافعات الأوتوماتيكية المساعدة إلى مناطق الفرز والنقل الخارجي، أو نقلها إلى مستودعات التخزين الخاصة ببعض الشركات. وتم إضافة إلى ذلك اختبار الرافعات الثقيلة الرئيسية ودخولها أيضاً عمليات تشغيل تجريبي، إلى جانب معدات النقل الأوتوماتيكي الرابطة بين عمليات التفريغ ومناطق النقل والتخزين، إضافة إلى اختبار المرافق والطرق والجسور ومرافق الحركة وعمليات الانسياب بين أرجاء ومناطق الميناء كافة. ويتم أيضاً اختبار عمليات التشغيل الإدارية سواء المراقبة على الميناء أو الإرشاد أو عمليات تأمين الميناء، واختبارات السلامة والجودة واختبارات الاستعدادات للطوارئ والتدخل السريع لمواجهة الأزمات. كما يتم اختبار الرافعات الثقيلة من خلال حمولات اختبارية للوقوف على مدى استعدادها لمزاولة عمليات المناولة وتفريغ حمولات السفن التجارية والناقلات، سواء من الحاويات أو البضائع التي سيستقبلها الميناء الرئيسي بعد دخوله عمليات التشغيل. وهناك اختبار الرافعات الأوتوماتيكية أو المعروفة برافعات التكديس، وذلك للوقوف على مدى قدرتها على نقل الحركة وانسيابية نقل العمليات من الأرصفة التشغيلية إلى مناطق الفرز والتخزين، حيث ستكون تلك الرافعات الإدارة الرابطة بين مناطق التشغيل المختلفة في الميناء. يذكر أن ميناء خليفة استقبل في نوفمبر عام 2010، أول سفينة على رصيف شركة الإمارات للألمنيوم “إيمال”، الذي يعمل حالياً بكامل طاقته. وتستكمل الشركة خلال المرحلة المقبلة رافعات للعمل في التفريغ ونقل الحاويات والبضائع إلى مناطق التكديس أو مناطق ومستودعات التخزين، إلى جانب نقل الحاويات إلى مناطق فرز البضائع التي يتم تطويرها داخل الميناء. ولفت الشامسي إلى أن ميناء خليفة يضم أول غرفة تحكم من نوعها بالمنطقة والتي تضم قسم التخطيط الذي يختص بالاطلاع على بيانات السفينة القادمة واستيفائها لجميع الشروط والإجراءات، وقسم متابعة سير الحاويات وقسم تحديد مواقع السفن على رصيف البواخر وقسم مناولة الحاويات للشاحنات القادمة لتسلمها، والذي يستطيع تحميل 220 حاوية للشاحنات خلال 60 دقيقة. وتم استكمال جميع تجهيزات الرصيف الرئيسي للميناء بما فيه منطقة التشغيل في المرحلة الأولى لاستقبال السفن والشحنات ويبلغ طول الرصيف نحو 1,2 كيلومتر، وهي مساحة واسعة تكفي لاستيفاء الطاقة الاستيعابية القصوى المخططة للميناء. وتحيط بالرصيف منطقة تبلغ مساحتها نحو 2 كيلومتر تتم فيها أنشطة التفريغ والمناولة مما يوفر المساحات المطلوبة لاستقبال أكبر عدد من السفن، وسهولة وانسيابية نقل البضائع والحاويات إلى المناطق التشغيلية الخلفية. ويضم الميناء عدداً من الأبنية الرئيسية التي يختص كل منها بمهمة أساسية في أعماله، وتتوزع تلك المباني بشكل ملائم لطبيعة أعمالها وانسيابيتها مع المرافق الأخرى. كما تمت زيادة ارتفاع وتسوية الأرض بمساحة 20 كيلومتراً مربعاً كـ”جزء من مشروع كيزاد”، عن طريق نقل أربعة ملايين متر مكعب أسبوعياً من الرمل والمواد الأخرى. وتضمن أسطول العمل على المشروع أكثر من 400 قاطرة ذات 22 عجلة و120 بلدوزر و60 حاملة ذات عجلات، و25 رولر و25 ممهدة و40 ناقلة ماء تعمل على مدار الساعة، كما بلغ عدد العاملين في المشروع نحو 15 ألف عامل خلال فترات ذروة العمل. كما قام فريق العمل في المشروع بعمليات حفر تكفي لملء 17,6 ألف حوض سباحة أولمبي ويضم المشروع مرفقا للتبريد عن طريق مياه البحر من أجل مصنع صهر الألومنيوم الجديد، والذي يحوي أنبوباً بطول 13 كيلومتراً وعرض 2,6 متر، ويضم المشروع أيضاً جسرين يعتبران أول وثالث أطول جسرين في الإمارات. وتم تركيب الرافعات وإخضاعها لاختبارات صارمة من أجل ضمان انطلاق العمليات التشغيلية بكفاءة وفعالية، حيث ستتمكن من مناولة 2,5 مليون حاوية و12 مليون طن من البضائع العامة. وتبلغ مساحة جزيرة ميناء خليفة 2,7 كيلومتر مربع، إضافة إلى المساحات المخصصة في المنطقة “أ” للخدمات المساندة ويبلغ طول الأرصفة البحرية أكثر من 4000 متر خصص 1200 متر منها لمحطة الحاويات. وسيخدم الميناء أيضاً عمليات الشحن البحري والتجاري من وإلى إمارة أبوظبي، فضلاً عن تلبية احتياجات المشاريع والمصانع في مدينة خليفة الصناعية “كيزاد”، مثل رصيف الشحن الخاص بشركة الإمارات للألومنيوم، والذي يؤمن منظومة متطورة وفعّالة لشحن المواد الأولية والإنتاج. وبحلول عام 2030، سيكون ميناء خليفة قادراً على مناولة 15 مليون حاوية قياسية و35 مليون طن من الشحنات العامة عند الحاجة. ويتميز ميناء خليفة على المستوى العالمي بقدرته على استيعاب الجيل الجديد من سفن الشحن العملاقة القادرة على نقل 22 ألف حاوية في كل رحلة، وسيتم تجهيز الميناء مستقبلاً بنظم تكنولوجية حديثة تستخدم لأول مرة في المنطقة، مثل مرافق إعادة شحن السفن من الشاطئ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©