الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطة دراجي لشراء السندات «في مهب الريح»

خطة دراجي لشراء السندات «في مهب الريح»
4 سبتمبر 2012
لندن (رويترز) - انكمش قطاع الصناعات التحويلية في “منطقة اليورو” بوتيرة أسرع مما كان يعتقد خلال شهر أغسطس الماضي، رغم خفض المصانع الأسعار، بعدما فشلت دول محورية في تقديم أي دعم. والتراجع الذي بدأ في دول الأطراف الأصغر في التكتل، المؤلف من 17 دولة، ينتقل الآن إلى ألمانيا وفرنسا ومازال الوضع حرجاً في إيطاليا وإسبانيا ثالث ورابع أكبر اقتصادين في المنطقة. في الوقت الذي تتعرض فيه خطة ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي، لدعم اليورو إلى ضغوط حادة بدءاً من تهديد محافظ البنك المركزي الألماني “بوندسبنك” بالاستقالة انتهاء بالارتفاع الحاد في معدلات التضخم والبطالة في “منطقة اليورو”. وقال روب دوبسون، كبير الاقتصاديين في مؤسسة “ماركت” لجمع البيانات: “الدول الأكبر مثل فرنسا وألمانيا تتراجع.. القطاع (الصناعة التحويلية) في سبيله للضغط على الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث”. ونزلت القراءة النهائية لمؤشر “ماركت” لقطاع الصناعات التحويلية إلى 45,1 نقطة، بينما كانت القراءة الأولية عند 45,3، ولكنها أعلى منها خلال يوليو عند 44 نقطة وهو أقل مستوى في أعوام. وجاءت القراءة دون مستوى الخمسين نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش للشهر الثالث عشر على التوالي. وأوضح دوبسون “وتيرة التراجع أبطأ قليلاً منها خلال يوليو وتعطي بعض الآمل باحتمال انحسار الانكماش في قطاع الصناعات التحويلية لكن القطاع يتجه نحو النيل من الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث”. وانكمش اقتصاد “منطقة اليورو” 0,2% خلال الربع الثاني من العام الحالي. ويتوقع أن تكون النتائج مماثلة في الربع الحالي ولا يتوقع تسجيل أي نمو قبل بداية العام المقبل. إلى ذلك، يتعرض ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي، لضغوط في الوقت الذي يحاول فيه تمرير خطة جديدة، مثيرة للجدل، للمساعدة في حل أزمة ديون “منطقة اليورو” التي طال أمدها. فبالإضافة لتقارير بأن محافظ البنك المركزي الألماني “بوندسبنك” هدد بالاستقالة احتجاجاً على الخطوات التي يتم الإعداد لها من جانب دراجي، كشفت بيانات يوم الجمعة الماضي عن ارتفاع حاد في معدلات التضخم والبطالة في “منطقة اليورو” إلى مستوى قياسي جديد. يأتي ذلك قبل أيام من اجتماع مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي (24 عضواً) والمتوقع أن يبحث خطط دراجي لإعادة تفعيل برنامجه المثير للجدل لشراء السندات الحكومية. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود خفض تكاليف الاقتراض التي تتعرض لها دول تقع في قلب أزمة الديون المستمرة منذ مدة طويلة، مثل إيطاليا وإسبانيا. كما يأتي اجتماع المركزي الأوروبي في وقت يواصل فيه زعماء أوروبيون دبلوماسية مكوكية قبيل اتخاذ مجموعة من القرارات المهمة في معركة إبعاد “منطقة اليورو” عن حافة الهاوية. كان دراجي ألغى رحلته إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع “جاكسون هول” لمحافظي البنوك المركزية في مدينة ويومينج مما يعزز من أهمية المشاورات الجارية في البنك المركزي الأوروبي. وفي عهد دراجي، الذي تولى مهام منصب محافظ البنك في نوفمبر الماضي، اتخذ البنك مجموعة من القرارات القوية للمساعدة في تعزيز ثقة المستثمرين بـ”منطقة اليورو”، منها الإقدام على خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات وضخ أكثر من تريليون يورو (1,25 تريليون دولار) في النظام المصرفي في شكل قروض رخيصة. وحظيت إعادة إطلاق برنامج شراء السندات بالفعل على دعم قوي من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزعماء أوروبيين آخرين. ولكن قد يثبت أن كفالة التوصل إلى إجماع داخل البنك لإعادة تفعيل برنامج شراء السندات الحكومية هو أكبر التحديات التي تواجه دراجي. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “بيلد” الألمانية، بحث ينز فايدمان، محافظ “بوندسبنك”، تقديم استقالته خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما يؤكد عملية الصراع على القوى في البنك المركزي الأوروبي الذي يتخذ من فرانكفورت مقراً له. وتصدر فايدمان (44 عاماً) حملة انتقاد الخطط التي عرضها دراجي في مؤتمر صحفي الشهر الماضي. وكمحافظ لـ”بوندسبنك”، يتمتع فايدمان أيضا بعضوية مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي. وفي القلب من خطة رئيس البنك المركزي الأوروبي، سينظر البنك فقط شراء سندات الدول التي تعاني من أزمة سيولة في حال وافقت هذه الدول على شروط صارمة يحددها صندوق إنقاذ “منطقة اليورو”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©