الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدوري ينطلق وسط الضباب

8 ديسمبر 2006 01:43
لن تعود الحياة إلى ملاعب كرة القدم اللبنانية في شكلها الطبيعي عند انطلاق الدوري اللبناني غداً، وذلك بسبب سلسلة من النقاط الحساسة التي ترافق بداية الموسم الجديد المجهول المعالم والمصير·· ومما لا شك فيه أن الأحداث الأمنية والسياسية التي يعيشها لبنان تأتي في مقدمة الأسباب التي يمكن أن تعكس صورة سلبية لموسم الكرة اللبنانية الذي تأثر بشكل أو بآخر جراء الحرب الأخيرة والتجاذبات السياسية الحاصلة بين الأطراف المتناحرة· وفي موازاة تضررغالبية الأندية بنسب متفاوتة، فإن أول تأثيرات الأحداث المتشعبة الحاصلة على الساحة اللبنانية كان قرار الاتحاد اللبناني لكرة القدم بإبعاد الجماهير عن حضور المباريات حتى إشعار آخر؛ لتفادي أي احتكاك محتمل على خلفيات سياسية، إضافة إلى إعادة توزيع مباريات بعض الأندية على ملاعب بعيدة من المناطق التي قد تفرز مشكلات غير مستحبة· وبرز توجه وإصرار عند بعض الأندية إلى وجوب تأجيل البطولة أو إقامتها في شكل استثنائي مغاير عن مضمونها في نسختها الماضية، وأبدت هذه الأندية تخوفها من عدم تأمين الأموال اللازمة للتعاقد مع اللاعبين الأجانب، مفضلة الاستغناء عن العنصر الأجنبي لهذا الموسم، وقد هدد بعضها حتى بالانسحاب من البطولة ''في حال إقامتها وسط ظروف غير مناسبة''· لكن الاتحاد اللبناني للعبة قال كلمته مرة أخرى مبديا رغبة هادفة لإطلاق البطولة بمضمونها التقليدي، وهو عمد إلى إعفاء الأندية من أجور الملاعب والحكام، في مبادرة منه لتخفيف الأعباء المالية عنها قدر المستطاع، إلى تأمينه دخلا ماليا مهما عبر منح حقوق النقل التلفزيوني إلى إحدى القنوات الفضائية المتخصصة· واعتبر الأمين العام للاتحاد اللبناني رهيف علامة أن التاريخ سيذكر كل مشارك في الموسم الجديد، لأنه يساهم بعمل وطني، مؤكدا أن إقامة البطولة هو أمر مطلوب من جميع المهتمين بالشأن الرياضي، وأن الاتحاد فعل كل ما يمليه عليه واجبه لتنظيم البطولة· وأضاف علامة: ''يمكن القول إن رغبتنا في إقامة البطولة ناجم عن إظهار إرادة تمسك اللبنانيين بالحياة، وعلى إيماننا بأن كرة القدم تجمع حتى المتناقضين داخل النادي الواحد· وأؤكد أن إطلاق البطولات الرسمية هو أمر مطلوب للحفاظ على الحياة الطبيعية بمعزل عن كل ما يدور على الساحة اللبنانية''· ويتنافس 12 فريقا في الموسم الجديد بعدما كان العدد 10 فرق الموسم الماضي، حيث هبط فريق واحد هو الراسينغ إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، وصعد شباب الساحل والحكمة وأهلي صيدا· وسيقام الدوري من مرحلتين (ذهابا وإيابا)، حيث يلعب كل فريق 22 مباراة ويتوج بطلا صاحب أكبر عدد من النقاط· ويسمح لكل فريق إشراك ثلاثة لاعبين أجانب يمكن استبدالهم قبل انطلاق مرحلة الإياب، إلى لاعب واحد لا يعتبر أجنبيا إذا كان من الرعايا الفلسطينيين المسجلين لدى المديرية العامة لشؤون اللاجئين· ويمكن القول إن معالم الموسم الجديد ناحية المنافسة بين الفرق بقيت مجهولة المعالم بالنسبة إلى المراقبين بالنظر إلى إلغاء مسابقة كأس النخبة التي تسبق انطلاق كل موسم جديد، وهي محطة مهمة لاستعراض أفضل الفرق، حيث يتم الاطلاع على مستواها الحقيقي وآخر ما وصلت إليه من جهوزية· إلا أنه في حكم المؤكد أن الأنصار بطل الثنائية الموسم الماضي (الدوري والكأس) سيكون مرشحا للاحتفاظ باللقب الذي أحرزه للمرة الـ 12 في تاريخه (رقم قياسي)، وخصوصا أنه بدأ تحضيراته في شكل مبكر بحكم مشاركته في مسابقة دوري أبطال العرب التي خرج منها على يد القادسية الكويتي· ويقود الانصار هذا الموسم لاعبه السابق جمال طه الذي حل في منصب المدرب بعد رحيل العراقي عدنان حمد إلى الفيصلي الأردني، وقد استغنى الفريق الأخضر عن مدافعه البرازيلي العملاق فابيو سانتوس دا سيلفا الذي تعاقد مع الكرامة السوري، فيما انضم العراقي هوار ملا محمد إلى أحد الأندية القبرصية، إلا أن العراقي الآخر صالح سدير مدد عقده لموسم آخر ليشكل ثلاثيا عراقيا مع الوافديْن الجديديْن، المهاجم أحمد مناجد عباس والمدافع سعد عطية· ونشط الأنصار على صعيد التعاقد مع اللاعبين المحليين رغم فشله في إقناع الحكمة بالاستغناء عن الجناح حسين حمدان، فضم الواعد علي ليلا (20 عاما) من الريان ليخوض التجربة عينها التي سبقه إليها والده المدرب فؤاد ليلا الذي دافع عن ألوان الفريق البيروتي، إضافة إلى محمد عطوي وظهير أيسر المنتخب الأولمبي محمد حمود (19 عاما) من طرابلس الرياضي· وعلى غرار الأنصار الذي تنافس وإياه على اللقب حتى المراحل الأخيرة في الموسمين الماضيين، بدأ القطب الآخر للكرة اللبنانية النجمة استعداداته مبكرا؛ نظرا لمشاركته في كأس الاتحاد الآسيوي حيث خرج من الدور نصف النهائي أمام المحرق البحريني· ودخل الفريق النبيذي بقيادة المدرب الجزائري محمود قندوز تجربة استقدام اللاعبين العراقيين بتعاقده مع الثلاثي باسم عباس وعلاء نيروز وعماد عودة، إلا أنه خسر ورقة مهمة برحيل قائده موسى حجيج إلى المبرة في موازاة فشله في إقناع محمد قصاص المنتقل إلى الحكمة بالتعاقد معه، وهو نجح في الحصول على خدمات المهاجم السريع اغوب دونابديان من الهومنتمن، والحارس بلال سعد من النهضة بر الياس (درجة ثانية)· أما الصفاء الذي حل ثالثا الموسم الماضي، فقد باشر استعداداته متأخرا، وضم إلى صفوفه مازن معضاد وسعدالله بدوي من الإخاء الأهلي عاليه، والثلاثي المغربي طريق بايا وعبد الرحيم بوكري وإدريس بياضه، أملا في احتلال مركز بين فرق المقدمة· ويتوقع كثيرون أن يلعب المبرة دورا كبيرا هذا الموسم، وقد بدت طموحاته الواسعة بإبرامه أهم الصفقات عبر التعاقد مع حجيج إثر عودته من معسكر ناجح في سوريا· وقد حافظ المبرة على الثلاثي الأجنبي وهم الأوروجويانيان فيكتور هوجو واستيبان جابريال والنيجيري كينيث اكويجلادا الذين رجحوا كفته في العديد من المباريات الموسم الماضي، إلى استعادته مدافعه حسين مالك من الريان· ويبدو العهد أكثر الأندية تأثرا جراء الحرب بعد تضرر مصالح رئيسه أسامة الحلباوي، وقد احتفظ بلاعبيه المحليين الذين عاد إليهم الأخوان علي وعدي العطار، إلى جانب تعاقده مع البرازيليين لياندرو دي سوزا واندريه باراكو والنيجيري محمد لاوال· وإذ يعتبر البعض أن مهمة شباب الساحل وطرابلس الرياضي والتضامن صور والريان والسلام زغرتا، ستنحصر في محاولة البقاء ضمن دوري الأضواء وخصوصا الأخيرين اللذين يخوضان البطولة من دون أي لاعب أجنبي، فإنه يتوقع أن يلعب الوافدان الجديدان الحكمة والأهلي صيدا دور الحصان الأسود· وحافظ الحكمة الذي عانى مشاكل إدارية جمة في الآونة الأخيرة قبل استلام جورج شهوان دفة رئاسته، على أبرز الوجوه التي أوصلته إلى نهائي الكأس الموسم الماضي، وعززها بإعادة المدرب البرازيلي لولا وثنائي الهجوم المميز قصاص والبرازيلي طومي جياكوميللي، علما بأنه غض النظرعن التعاقد مع شقيق الأخير ريكاردو مستبدلا إياه بلاعب أولمبيك بيروت السابق فاجنر دوس سانتوس·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©