السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تحسن الحالة الصحية للأسطورة البرازيلي سقراط

تحسن الحالة الصحية للأسطورة البرازيلي سقراط
16 سبتمبر 2011 01:21
تحسنت الحالة الصحية لأسطورة كرة القدم البرازيلي سقراط الذي كان قد تعرض لنزيف حاد في الجهاز الهضمي ويمكث حاليا في العناية المركزة لمستشفى البرت اينشتاين منذ الخامس من سبتمبر الجاري. ورفع الأطباء، أمس الأول، أجهزة التنفس عن سقراط، وبدأ اللاعب السابق في استعادة وعيه بعدما قضى الأيام الماضية في غيبوبة. وأوضح الأطباء أن سقراط «57 عاما» لم ينزف عقب إزالة بالونة المعدة الثلاثاء، ولكن الأطباء حذروا رغم ذلك من أن حالة سقراط مازالت خطيرة ولم يتحدد بعد موعد خروجه من العناية المركزة. وشارك سقراط في 60 مباراة دولية مع المنتخب البرازيلي، سجل خلالها 22 هدفا وحمل شارة قيادة الفريق في كأس العالم 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك . وكان سقراط الذي غادر المستشفى في أغسطس الماضي اعترف بشكل علني بأنه يشرب الكحول بكثرة، لكنه تعهد وقفها نهائيا، كما أكد ذلك شقيقه راي، اللاعب الدولي السابق ونجم باريس سان جرمان الفرنسي سابقا. وذكرت زوجته ماتيا بانياريلي في الصحف المحلية عن احتمال إجراء عملية زرع في كبده بحال ازدادت حالته سوء. وشارك سقراط واسمه الكامل سامبايو دي سوزا فييرا دي أوليفيرا سقراط، في 60 مباراة دولية سجل خلالها 22 هدفا وكان قائدا للمنتخب البرازيلي في كأس العالم 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك لكنه أخفق في قيادة الفريق للتتويج باللقب. وأجل سقراطيس بداية مسيرته مع المنتخب حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره، إذ حرص على الانتهاء من دراسته كطبيب، كما أهدر في كأس العالم 1986 في المكسيك إحدى ركلات الجزاء الترجيحية ليخسر المنتخب البرازيلي أمام نظيره الفرنسي في ربع النهائي. ودافع سقراطيس عن ألوان أندية بوتافوجو (1974-1978) وكورينثيانز (1978-1984) وفيورنتينا الايطالي (1984-1985) ثم فلامنجو وسانتوس. وفضل سقراط الاهتمام بدراسته أولا ونال شهادته في طب الأطفال ثم تفرغ للكرة وهو في الرابعة والعشرين، واستطاع أن يثبت قدرة على النجاح في الرياضة كما في الدراسة، وبالفعل صار حالة خاصة في عالم الكرة الذي دخله متأخرا، إلا أنه لمع فيه ونجح بامتياز بفضل شخصيته وحكمته وفنياته وموهبته، إنه البرازيلي سقراط “الفيلسوف” حقا. كان سقراطيس يميل الى امتاع الجماهير بقدر رغبته في تحقيق الفوز، ولانه رجل ذو مبدأ، ضحى بمسيرته الاحترافية في الدوري الايطالي، الذي وصل اليه عام 1984 مع فيورنيتا، وذلك بسبب المقاييس المادية الطاغية وتفضيل الأندية للنتائج على حساب المتعة، فلم يفكر طويلا قبل ان يعود أدراجه الى البرازيل، وهناك وضع امام امتحان اخر، كان سياسيا هذه المرة بسبب نظام الحكم الديكتاتوري في البلاد، وكان اللاعب الوحيد الذي يبدي معارضته صراحة لما تعيشه بلاده من قهر وغياب للديموقراطية، وقاد مسيرة “دمقرطة” نادي كورينثيانز الذي كان يلعب معه. وقال “بقيت في ميدان كرة القدم فقط من أجل اخذ الوزن السياسي، لمحاربة المجتمع القمعي الذي يقوده العسكر”. وكان يقتدي في طفولته بفيديل كاسترو وتشي جيفارا وجون لينون. ولم يكن هناك من يستطيع الكلام بهذه الصراحة وعلى الملأ، إلا “الفيلسوف” ابن أحد العائلات البرازيلية المتوسطة من شمال البلاد، وبدأ ممارسة رياضته المفضلة في أحد أندية المنطقة المتواضعة، غير أنه فضل مواصلة دراسته في الطب على الكرة، وكان له ما أراد وحصل على دبلوم طب الاطفال عام 1979، ثم عاد الى الميدان الذي عشقه منذ الصغر. وكان هذا اللاعب العملاق (1,92 م) ذو الأرجل الطويلة قادرا على فعل كل شىء، فكان يفكر بتركيز في طرق اللعب وتنظيم الصفوف بشكل لا يضاهيه فيه أحد، وكذلك تسجيل الأهداف، وتمكن من تسجيل 168 هدفا في 302 مباراة خاضها مع نادي كورينثيانز خلال خمسة مواسم. وقاد ناديه الى التربع على عرش الكرة في أميركا الجنوبية. وكان سقراط أحد منظري المنتخب البرازيلي وبرز في صفوفه بقوة وأدى معه أفضل المباريات خلال مسيرته الرياضية التي دامت تسعة أعوام. وبدأ سقراطيس مشواره مع المنتخب في 23 أغسطس 1979 خلال مباراة دولية ودية ضد الأرجنتين، حيث تمكن من تسجيل هدفين، وابتداء من العام 1980 منحه المدرب تيلي سانتانا شارة القائد، ولم يكن هذا اختيارا بقدر ما هو حاجة. وفي نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا، كان الجميع يرشح البرازيل للفوز باللقب، الا أن المنتخب الايطالي فوت هذه الفرصة على سقراط وزملائه برغم تألقهم. وكانت مباراتهم أمام الاتحاد السوفياتي إحدى أفضل المباريات في هذا المونديال، حيث تمكن السوفيات من التقدم بهدف، وفي آخر اللقاء عادل سقراط النتيجة قبل أن يضيف ايدر هدف الفوز لمنتخبه في الثواني الأخيرة. وفي عام 1984 قبل هذا الرجل الغريب -الذي يعتبر الكرة وسيلة للمصالحة بين الناس- الانتقال الى إيطاليا للعب في صفوف فيورنتينا، وفور وصوله الى هناك لم يستطع تحمل ضغط الدوري واقتنع بأن هذا العالم ليس عالمه فقرر العودة الى بلده حيث أكمل مشواره مع نادي فلامنجو.
المصدر: ساو باولو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©