الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 5 من «القاعدة » بغارة أميركية ليلية

مقتل 5 من «القاعدة » بغارة أميركية ليلية
23 يناير 2013 00:24
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل خمسة مفترضين من تنظيم القاعدة وأصيب آخرون، اليلة الماضية، (قبل قليل) بهجوم لطائرة أميركية من دون طيار استهدف سيارتين في بلدة نائية بمحافظة الجوف القبلية شمال شرق اليمن. وذكر مصدر أمني في الجوف لـ«الاتحاد» إن خمسة من عناصر تنظيم القاعدة على الأقل قتلوا في غارة جوية ليلية استهدفت سيارتين في بلدة «خب الشف»، المترامية الأطراف والمتاخمة لحدود المملكة العربية السعودية. وأضاف المصدر :» الأنباء متضاربة بشأن عدد القتلى، لكن المؤكد أنهم خمسة على الأقل». وهذا الهجوم هو السابع، منذ بداية يناير، لطائرات أميركية من دون طيار على المتشددين في اليمن الذي يعاني من اضطرابات مستمرة منذ عامين على وقع انتفاضة شعبية أطاحت بحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكنها منحت «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» نفوذا متزايدا خصوصا في جنوب وشرق البلاد. ويجري هذه الأيام محاكمة عناصر من «القاعدة» في صنعاء على تفجيرات ارتكبوها. من جانب آخر تجددت المخاوف من اندلاع قتال طائفي مذهبي في شمال اليمن خصوصا في ظل تفاقم الصراع الإعلامي بين حزب «الإصلاح» الإسلامي السني، وجماعة الحوثي الشيعية المسلحة، القوتان الأكبر داخل مكونات الحركة الاحتجاجية الشبابية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح في فبراير الماضي. واتهم عضو الهيئة العليا لحزب «الإصلاح»، محمد قحطان، جماعة الحوثي بشن «حملة إعلامية مركزة» على «الإصلاح»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وقال قحطان في تصريحات صحفية، أمس الثلاثاء، إن جماعة الحوثي «ليست ندا» لحزب «الإصلاح» حتى ينجر الحزب إلى صراع معها، داعيا «الحوثيين» إلى أن «يعودوا لرشدهم ويلقون السلاح» وينخرطوا في العمل السياسي. وتُسيطر جماعة الحوثي، المتهمة حكوميا وأميركيا بتلقي تمويل من دولة إيران، على مناطق شاسعة في شمال اليمن بعد أن خاضت ستة حروب ضد القوات الحكومية خلال الفترة ما بين 2004 و2009. كما تعد هذه الجماعة المذهبية مكوناً رئيساً في مؤتمر الحوار الوطني المزمع إطلاقه خلال أسابيع، بموجب اتفاق نقل السلطة الذي ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي منذ أكثر من عام.لكن قحطان ذكر أن «العمل السياسي عبر البندقية بعد سقوط علي عبدالله صالح لم يعد له معنى»، مؤكدا أن حزب «الإصلاح» لن ينجر إلى صراع مع «الحوثيين» الذين قال إنهم «يناطحون طواحين». ويمتلك حزب «الإصلاح»، مليشيات قبلية ودينية غير نظامية شاركت في الحرب الأهلية التي اندلعت في صيف عام 1994 إلى جانب الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد نائبه الجنوبي علي سالم البيض.كما قاتلت مليشيات تابعة للإصلاح القوات الحكومية الموالية لصالح إبان انتفاضة عام 2011 خصوصا في مدينة تعز (وسط) وبعض بلدات شمال وشرق العاصمة صنعاء. وقال قحطان إن حزب الإصلاح «جزء من قوى الثورة» التي أطاحت بصالح، مبديا تفاؤله بقدرة الحزب مع شركائه في تكتل «اللقاء المشترك» في حصد «أغلبية كبيرة» في الانتخابات القادمة المزمع إجرائها في بداية 2014. ويتهم قياديون في حزب «الإصلاح» الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتحالف مع جماعة الحوثي لإفشال عملية انتقال السلطة وإثارة الفوضى في البلاد. بالمقابل، اتهم رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي، صالح هبرة، حزب الإصلاح بالانتهازية، وذلك في سياق رده على تصريحات قحطان، التي اعتبرها مراقبون، محاولة من الحزب ل»تقليل شأن» الجماعة الشيعية التي ظهرت أخيرا سياسيا وإعلاميا بعد أن كانت مضطهدة إبان حكم صالح. وقال هبرة، في تصريحات نشرتها صحيفة «اليمن اليوم» المملوكة للرئيس السابق، أمس الثلاثاء، إن «كلام قحطان يكشف مدى الهوس والتعالي اللذين يجتاحانه»، حسب قوله، مشيرا إلى أن حزب الإصلاح «يعمل وفق قاعدة «الغاية تبرر الوسيلة» ويجيز لنفسه ما يحرمه علي غيره». وأضاف :«الإصلاح حزب كبير وعريق. لكننا لم نفكر أن نكون مثله»، متهما هذا الحزب، الذي يعد ثاني أكبر الأحزاب اليمنية بعد «المؤتمر الشعبي» حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالارتماء في «أحضان الأميركان والتماهي مع تنظيم القاعدة» المتطرف. ولفت رئيس المكتب السياسي لـ«الحوثيين» إلى أن «جماهير (الرئيس السابق) علي صالح كانت أكثر من جماهير الإصلاح لو أن العبرة بكثرة الجماهير»، زاعما بأن حزب الإصلاح متورط في قتل مدنيين محتجين منذ تشكيل الحكومة الانتقالية، برئاسة تكتل «اللقاء المشترك» في ديسمبر 2011. وفي العام الماضي، قُتل وجُرح العشرات في صراعات مسلحة بين مقاتلي جماعة الحوثي ومسلحين من حزب «الإصلاح» اندلعت في أكثر من بلدة في شمال اليمن. واستغلت جماعة الحوثي سقوط صالح في إحياء وممارسة شعائرها الدينية علنا، خصوصا داخل العاصمة صنعاء، بعد أن كان ذلك من المستحيلات في النظام السابق. ومنذ بداية الأسبوع الجاري، كثفت الجماعة المذهبية نشاطها الإعلامي في صنعاء استعدادا لإحياء الذكرى السنوية لمولد الرسول الكريم، التي تصادف غدا الخميس.واعتمدت الجماعة في نشاطها الإعلامي على ترديد أناشيد وترانيم دينية عبر مكبرات صوت محمولة على سيارات خاصة، أو رفع لافتات، كتب عليها عبارات دينية، على أسطح منازل أو سيارات ودراجات نارية، أو كتابة شعارات دينية على جدران في شوارع صنعاء.كما كُتب علي بعض الجدران عبارات «الموت للمشترك» و«الموت للإصلاح»، الذي عمد أتباعه في الآونة الأخيرة على تعليق لافتات ورقية في مساجد ومحلات تجارية وجدران عامة مكتوب عليها عبارات تُجرم التعرض لصحابة الرسول الكريم. وحذر الكاتب والمحلل السياسي، عبدالغني الماوري، من أن «احتمال اندلاع صراع طائفي في اليمن لا يزال قائماً»، مشيرا إلى أن «غياب سلطة الدولة أبرز العوامل التي تدفع نحو هذا الصراع». وقال الماوري لـ«الاتحاد»، إن حزب «الإصلاح» يضغط على الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي من أجل «بقاء» القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، في منصبه «استعدادا للحرب الدينية»، التي قال إنها ستكون «مقدسة» في نظر «الإصلاحيين» و»الحوثيين». ويُحمل «الحوثيون» اللواء الأحمر، الذي لا يزال يقود المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، مسؤولية الحروب الستة التي شنتها القوات الحكومية ضدهم العقد الماضي. وذكر أن الرئيس السابق سيقدم الدعم لـ»الحوثيين» في حربهم المقبلة ضد «الإصلاحيين»، الذين تزعموا لأكثر من عام الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكمه الذي دام قرابة 34 عاما.وذكرت تقارير صحيفة غير مؤكدة، أمس الثلاثاء، إن صالح سيشارك، الخميس، في احتفالية دينية «جماهيرية» بمناسبة المولد النبوي، تقيمها جماعة الحوثي في صنعاء. وعزت هذه التقارير ذلك إلى «نكاية» صالح بحزب «الإصلاح» واللواء الأحمر. وكان صالح توعد أثناء تلقيه العلاج في الولايات المتحدة، العام الماضي - قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة التي خاضها نائبه هادي منفردا - بالعودة إلى اليمن «للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©