الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيرلندا: انتخابات غير حاسمة!

1 مارس 2016 23:50
قد ينهي أكبر حزبين في أيرلندا صراعاً بينهما يعود إلى الحرب الأهلية في البلاد ويشكلان ائتلافاً كبيراً بعد أن منيت حكومة رئيس الوزراء «إيندا كيني» بخسائر هائلة في الانتخابات التي أجريت يوم الجمعة الماضية، فقد أشار استطلاع لآراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم أجرته هيئة راديو وتلفزيون أيرلندا (آر. تي. إ.) أن حزب «فاين جايل» الذي ينتمي إليه «كيني»، قد حصل على 25 في المئة من الأصوات في الانتخابات، وأشار استطلاع الرأي الذي نشرت نتائجه يوم السبت الماضي إلى أن المنافس التقليدي، وهو حزب «فيانا فايل» حقق 21 في المئة من الأصوات، وبموجب النظام الانتخابي لأيرلندا يتعين الحصول على 44 في المئة من الأصوات لتحقيق غالبية إجمالية. وخرج تحالف «كيني» مع حزب «العمال»، مثل الحكومات في اليونان والبرتغال وإسبانيا، من أزمة الديون الأوروبية ليواجه قوة الغضب الشعبي بسبب تقليص الإنفاق وزيادة الضرائب. والخيار الوحيد أمام «كيني» ليوفر الاستقرار السياسي في أسرع اقتصاديات منطقة اليورو نمواً هو التوصل إلى اتفاق مع «فيانا فايل». وترجح شركة «بادي باور بيتفير» المحدودة المسؤولية للمراهنات على الإنترنت تشكيل حكومة ائتلافية بهذا الشكل بنسبة 80 في المئة. ويعتقد «أوين فاهي» كبير الاقتصاديين في شركة «كلاينفورت بنسون إنفيستورز» لإدارة الأسهم التي تتخذ من «دبلن» مقراً أنه «في هذه المرحلة إما أن يكون هناك ائتلاف بين«فاين جايل» و«فيانا فايل»، أو إجراء انتخابات ثانية... إجراء انتخابات أخرى محتمل وليس مرجحاً في هذه الآونة». وقبل الانتخابات، ذكرت قيادات من حزب «فيانا فايل» أنهم لن يشاركوا في الحكم مع «كيني» رغم أن مدير الانتخابات في الحزب «بيل كيليهر» لم يستبعد هذا في مقابلة مع التلفزيون الأيرلندي يوم السبت الماضي، ويرى «توم كوران» المسؤول البارز في حزب «فاين جايل» أنه من السابق لأوانه التكهن بشأن تشكيل تحالفات جديدة لكن «كيني» سينظر «بجدية شديدة» إلى كل الاحتمالات لأن عدم الاستقرار السياسي قد يضر بالنهوض الاقتصادي للبلاد. وذكر «فيليب أوسليفان» الاقتصادي في شركة «إنفيستيك» في دبلن أن الفوارق دقيقة للغاية بين الحزبين في معظم قضايا السياسة. وتاريخياً، تمتد جذور الحزبين إلى الحرب الأهلية المريرة في البلاد التي دارت بسبب خلاف على معاهدة قسمت أيرلندا في عشرينيات القرن الماضي. ونشأ حزب «فيانا فايل» من جماعات عارضت اتفاقية السلام لعام 1921 مع بريطانيا، وتمتد جذور «فاين جايل» إلى منظمات أيدت الاتفاق، لكن الخلافات الأيديولوجية ضئيلة للغاية بين الجانبين وتشكيل ائتلاف بينهما قد يتفادى عدم الاستقرار الذي هز البرتغال وإسبانيا، ورغم أن حزب «فاين جايل» سعى إلى تقليص أكبر للضرائب أثناء الحملة، احترم الحزبان القواعد الأوروبية التي تقيد العجز في الموازنة وتعهدا بحماية معدل الضرائب على الشركات البالغ 12.5 في المئة. وطبقت حكومة «كيني» برنامج الإنقاذ الدولي الذي تفاوضت فيه حكومة سابقة كان يتزعمها حزب «فيانا فايل»، ووصل ائتلاف «كيني» مع حزب «العمال» إلى السلطة عام 2011 بحصولهما على 55 في المئة من الأصوات، لكن في استطلاعات الرأي التي أجراها التلفزيون الأيرلندي حصل الائتلاف على 32 في المئة فقط من الأصوات في الانتخابات الحالية. وأثناء الحملة الانتخابية، أشار «كيني» إلى إسبانيا والبرتغال باعتبارهما نموذجين للمخاطر التي تحيق بأيرلندا، واستغرقت البرتغال أسابيع حتى شكلت حكومة بعد عدم خروج فائز واضح من انتخابات الرابع من أكتوبر الماضي. ويعتقد «أيون أومالي» المحاضر في العلوم السياسية في جامعة دبلن سيتي أن أيرلندا ستتبع «النمط الإسباني» حيث قد يستغرق الأمر «شهوراً حتى يتم تشكيل حكومة»، وأن الاجتماع التقليدي بين رئيس الوزراء الأيرلندي والرئيس الأميركي لن ينعقد على الأرجح في مارس الجاري. *محللان سياسيان أميركيان *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©