الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلم من المهد إلى اللحد

1 مارس 2016 23:58
«كُنت في أحد المعاهد أتلقى دورة تدريبية في الكمبيوتر، وفي قاعة المحاضرة جلس بجانبي رجل تبدو عليه الهيبة وكبر السن والشخصية القيادية، ألقى عليّ التحية وجلس بجانبي، جاء المحاضر وطلب من الكل أن يعرف بنفسه، عرفت بنفسي فجاء دور الذي بجانبي، صدمت لأنه دكتور واستشاري معروف أشهر من نار على علم ويجلس بيننا على كرسي الدراسة يتعلم أساسيات الحاسب الآلي، وسيطر عليّ فضول شديد ولم أصدق متى تنتهي الحصة حتى أتحدث إليه، سألته بعد انتهاء الحصة: أليس بغريب على دكتور مثلك ومشهور أن يجلس معنا على أدراج الدراسة ويدرس معنا؟ سكت الدكتور قليلاً ثم نظر إلى ضاحكاً: لو تعلم السبب لبطل عجبك واندهاشك من سبب وحودي معكم، كنت في أحد الأيام جالساً مع أبنائي أتسامر معهم كعادتي، ففاجأني ابني الصغير بسؤال عن عالم الحاسب الآلي ولم أكذب عليه فأجبته بكلمة: لا أعلم، ضحك عليّ ابني وقال أمام إخوته: انظروا إلى أبي إنه دكتور، ولكنه لا يعرف شيئاً عن عالم التقنيات، ضحك أبنائي فعزمت على أن أدرس كل جديد كي أستطيع أن أعين أبنائي وأجيب على جميع أسئلتهم». كم مرة جاءك ابنك الصغير وفي جعبته أسئلة كثيرة حملها من مناهجه المطورة التي يدرسها ليرمي بها على كاهلك وتكون إجابتك عليها: لا؟! العديد منا وقع في مثل هذا الموقف المحرج، فهذا يسأل باللغة الإنجليزية عن المناهج المتنوعة فتجيب الأم بكلمة: لا أجيد الإنجليزية، وآخر يسأل أباه عن كيفية إعداد ورقة عمل في برنامج الوورد بالحاسب الآلي فيقول له ما هذا البرنامج ومن أين أتيت بهذا الاسم؟ وتلك الفتاة التائهة في معمعة العلوم العامة بالإنجليزية تسأل والديها عن مفردات صعبة معقدة فيرمي كل من الوالدين على الآخر عبء الإجابة وغيرها من الأمور التي تطرح السؤال المهم: هل يحرص كل من الوالدين على تطوير مسيرته التعليمية وتعلم كل ما هو جديد ومواكبة ركب التغيرات التي تجري في زمن أبنائنا؟ قد غاب عن بال البعض منا هذا الأمر وقد همشه البعض الآخر. أيها الأب.. وأيتها الأم: احرصا على طلب العلم من المهد إلى اللحد، وحاولا تعلم كل جديد ومميز ومواكب لما يتعلمه أبناؤكما، فطريق العلم لا ينتهي بنهاية الحياة الجامعية، بل هو مستمر ومتواصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©