الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائلكم وصلت

9 ديسمبر 2006 00:23
"هكذا حال الدنيا" إلى صحيفة/ الاتحاد·· تحية طيبة وبعد تجاوباً مع ما كتبه الأخ الفاضل حمدان محمد من كلباء (هكذا حال الدنيا) بداية لمست من خلال السطور مدى معاناتك من مثل هذه النماذج التي تفشت في كل مكان والحق معك في كل ما ذكرته فيما عدا قولك إن الزمن مريض، والحقيقة ان المرض ليس في الزمن بقدر ما هو في نفوس البشر الذين تناسوا وجود رب العالمين وعلمه سبحانه بسرائر النفوس، هذه الفئة من البشر التي تهتم بتحسين صورتها أمام رئيسها في العمل فتتملق تارة وترتدي ثوب الحمل الوديع تارة أخرى مخبأة مخالبها بين ضلوعها هذه الفئة لا مبدأ لها أمام المصلحة الشخصية خاصة لو كان زميل عمل كل همه أن يثبط من عزيمتك ويقلل من شأنك متناسياً فارق سنوات العمر والخبرة هوايته سحب البساط من تحت أقدامك بكل مكر ودهاء يعجز عنه ثعالب وذئاب غابات العالم في زمننا هذا لم يعد هناك مكان للأخلاق والتهذيب فإن تعاملت مع هذه الفئة المريضة باحترام فانهم يتوسمون فيك السذاجة ويتمادون في غيهم وحيلهم الدنيئة التي لا تخلو من المواقف التي إن دلت على شيء فإنما تدل على قلة الأصل، فكما يقولون إن الإنسان موقف، والإنسان الأصيل لا يرضى لغيره ما لا يرضاه لنفسه وخاصة إن كان الآخر هذا زميل عمل تقتسم معه العيش والملح على مدى سنوات وهم في ديننا الحنيف لهم علينا حق بعض الناس لا تقوم همتهم إلا أمام رؤسائهم في العمل، نعم كما ذكرت في مقالك يتخذون من هذه الأساليب الخبيثة القذرة وطرق ''حلق حوش'' للوصول لأهدافهم التي لا يعلمها إلا رب العالمين فما السبيل في التعامل مع هذه الفئة المريضة وكيف يمكن مجابهتها هل يتخلى الإنسان عن مبادئه وأخلاقه بعد هذا العمر، هل يجب على الفرد أن يتحلى بالشراسة وقلة التهذيب حتى يساير هذا التدني في تعامل بعض البشر أمام المصلحة الشخصية وإثبات الذات يدهسون كل شيء من منطلق أنا ومن بعدي الطوفان متجاهلين أن الله سبحانه وتعالى منتقم جبار لا يتهاون في حق المستجير به عند قلة الحيلة، ربما يحدث موقف بين زميلين في العمل ظاهره تبدو بسيطةً حتى أن أحد الطرفين يجد حرجاً في الشكوى ولكنه في جوهره ينم عن مكر ودهاء وخبث وقدرة هائلة في سحب البساط من تحت الأقدام وأنت واقف لا حول لك ولا قوة عندما تتعدد هذه المواقف الرخيصة التي تنتج عن قصور في التربية والنشأة فكل إناء ينضح بما فيه والدين المعاملة وإلا ما فائدة زيارة بيت الله وأنت لا تهابه ولا تعمل حساباً ليوم الموقف العظيم، لقد تعبت القلوب وكلت وأصبحت تئن من وطأة ما تحملت واستوعبت هذا الكم من الكذب والنفاق وتبلد المشاعر والأحاسيس وموت الضمير وليس بالضرورة أن يكون الطرف المتضرر ملاكا ولكنه إنسان عادي نشأ على احترام حقوق الغير ومخافة الله ومراعاته في معاملة الآخرين ليس عن ضعف ولا عن قلة حيلة، بل هو يتعامل من منطلق اليقين في عدل رب العالمين لأنه مهما بلغ إيمانه بعدالة تقييم رئيس العمل وسعة أفقه وحسن تقديره للأمور إلا أنه في النهاية بشر لا يمكنه الدخول في النفس الإنسانية ولا العلم بسرائر الأمور ولا الإلمام بالنوايا الخفية في ثنايا كل نفس لذا يسهل على أصحاب النفوس المريضة التلون حسب ما يتطلبه كل ظرف ظناً منه أن هذه الأساليب الرخيصة تمر على المحيطين به من الكرام ولكن مهما طالت المدة لابد وأن ينكشف المستور فالمعدن المزيف المطلي بماء الذهب لابد وأن ينقشع عنه هذا الطلاء ويظهر المعدن الرخيص من خلال مواقف تنم عن الأنانية وحب الذات، فالطبع يغلب التطبع والزمن لا ذنب له لكي نصفه بالمريض لأن الخلل والمرض يكمنان في نفوسنا نحن، فالزمن باق لا يتغير، ولكن من يتغير هو الإنسان الذي يقابل دائماً نعم الله عليه بالجحود والنكران عندما يتوفر المال لدى من لا مال له يفتري ويصدق نفسه ويتعامل مع الآخرين بتعال لا مثيل له متخيلاً أن مكانته الاجتماعية الجديدة تخول له عدم احترام الآخرين حتى وإن كانوا يفوقونه مكانة وتاريخا متناسين التقيد بالقيم والأخلاق التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الآخرين فليتقوا الله في صحتهم ورزقهم وأبنائهم لأن الله سبحانه وتعالى لا يغفل ولا ينام، وهذه أكبر رحمة يرحمنا بها الله ويجعلنا نحتسب إليه كلما عانينا من هؤلاء أصحاب النفوس المريضة، كفانا الله شرورهم وهداهم لأنفسهم· سهير يوسف - أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©