الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جوبا تعلن احتجاز طائرة «انتنوف» سودانية

جوبا تعلن احتجاز طائرة «انتنوف» سودانية
4 سبتمبر 2012
الخرطوم، جوبا (الاتحاد) - احتجزت السلطات بدولة جنوب السودان طائرة “انتنوف” مجهولة الهوية حطت بمطار جوبا دون إخطار للجهات الرسمية التي قالت إنها جاءت من اتجاه دولة السودان. ونقلت صحيفة “الصحافة” السودانية المستقلة واسعة الانتشار عن الناطق الرسمي باسم جيش دولة الجنوب العقيد فليب اقوير قوله “إن التحقيقات جارية لتحديد هوية الطائرة والتحقق بشأن ما ورد من معلومات عن قيام الخرطوم بعمليات ترحيل أسلحة وملشيات إلى داخل الحدود الجنوبية عبر طائرة انتنوف” ، لكن السلطات السودانية رفضت الاتهامات المسبقة واعتبرتها “محاولة يائسة لتغطية ممارسات الجنوب لحركات التمرد ضد السودان”، ونفت تماما أن تكون لديها طائرة مفقودة. وفي تصريحات يتردد في الخرطوم أن نشرها أدى إلى مصادرة نسخ الصحيفة من قبل الأجهزة الأمنية بعد طبعها، قال اقوير إن طائرة مجهولة الهوية طاقمها أجانب هبطت بمطار جوبا الجمعة دون علم سلطات المطار. وذكر ان طاقم الطائرة حاول الهروب بعد أن حطوا بالمطار، لاسيما بعد أن اقتربت منهم قوات أمن المطار للتحقق من هويتهم. وأكد اقوير أن قوات الأمن أطلقت نيرانا إنذارية الأمر الذي أجبر طاقم الطائرة على التسليم، وذكر أن إجراءات التحقيق مع الطاقم بدأت لتحديد هوية الطائرة وأسباب هبوطها بمطار جوبا دون سابق إنذار. وأوضح أن التحقيق بيّن معلومات متواترة بشأن قيام طائرة بعمليات نقل - بإيعاز من الخرطوم - مليشيات وذخيرة إلى داخل الحدود لاسيما أنها جاءت من اتجاه الشمال. وأضاف “هناك اعتقاد قوي أنها جاءت من الخرطوم وأنها تقوم بأعمال مشبوهة.. ولكن لا نريد استباق الأحداث”. وذكر أن الطائرة هبطت بعد الزمن المحدد لاستقبال مطار جوبا للطائرات. وفي السياق نفسه، قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد ليس لدينا أي معلومة عن فقد طائرة اتجهت للجنوب، واعتبر أن “ما أثير يأتي ضمن سلسلة اتهامات ركزت فيها جوبا على اتهام الخرطوم بدعم متمرديها”. وأضاف “جوبا، لأنها تؤوي متمردي السودان، دائما ما تحاول إلصاق تلك التهم بنا”. وتأتي هذه الأزمة في تزامن مع اتفاق الدولتين لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الخرطوم وجوبا بعد نحو خمسة أشهر من توقفها بسبب نزاع بين البلدين بشأن الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال. ويحتدم الخلاف بين السودان وجنوب السودان بشأن مجموعة من القضايا منذ انفصال الجنوب عن السودان قبل عام وفقا لاتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 التي أنهت حربا أهلية استمرت عدة عقود. وما زال مئات الآلاف من الجنوبيين يعيشون في السودان حيث يواجه كثير منهم مشاكل قانونية بعد انتهاء المهلة التي فرضها السودان عليهم في أبريل للحصول على أوراق عمل أو أوراق إقامة أو معاملتهم كأجانب. وقال رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الشؤون الخارجية السودانية إن السودان أوقف الرحلات الجوية بين جوبا والخرطوم بعد انتهاء المهلة لأنها لم تعد رحلات داخلية ويجب أن تحصل على موافقة دولية. ولم يحصل معظم الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال على جوازات سفر بعد. وبدأت سفارة جوبا في الخرطوم مؤخراً في تسليم مواطنيها أوراق سفر. وتتكلف الرحلات الجوية عبر كينيا أو إثيوبيا أربعة أضعاف ما كانت تتكلفه الرحلة المباشرة قبل التوقف مما يجعل العودة جوا أمرا يصعب تحمله على كثير من الراغبين في السفر. وقال عثمان عبر الهاتف بعد زيارة إلى جوبا إن سلطتي الطيران في البلدين توصلتا إلى اتفاق يوم الجمعة يفتح الطريق أمام شركات الطيران السودانية لاستئناف رحلاتها المباشرة. وأكدت وزارة النقل في جنوب السودان نبأ التوصل إلى الاتفاق. وقال عثمان انه حتى الآن تقدمت الخطوط الجوية السودانية وشركة مارسلاند للحصول على الموافقة الدولية لكن شركات أخرى ستكون قادرة على الانضمام وأضاف أن هيئتي الطيران المدني في البلدين ستقرران موعد الرحلة الأولى. وقال إن التوقيع تم الجمعة وأنه يأمل أن تبدأ الإجراءات على الفور. وقال ديفيد مارتن وكيل وزارة النقل في جنوب السودان إن السودان هو الذي سيقرر موعد استئناف الرحلات الجوية. وقال “تركنا الأمر لهم. بالنسبة لنا نحن ليست لدينا شركات طيران”. وانفصل جنوب السودان عن السودان بعد تصويت سكان الجنوب بأغلبية كاسحة لصالح الانفصال في استفتاء اجري في 2011. كما تأتي هذه الأزمة في تزامن مع موعد استئناف جولة المفاوضات الأخيرة بين دولتي السودان وجنوب السودان بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا. وأكدت الحكومة السودانية أن الجولة التي حددت الوساطة الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري موعدا لنهايتها، تعد آخر مطاف للتفاوض مع دولة الجنوب حول القضايا الخلافية، وكشفت عن تقديم الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي تقريرا إلى مجلس الأمن في التوقيت النهائي للجولة بغية توضيح ما توصل إليه الطرفان من حلول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©