الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حناء الهوى والوجد القديم

حناء الهوى والوجد القديم
11 سبتمبر 2013 20:44
تمر من هنا، تذهب عميقاً في القلب، تخضّب الدرب بالأمنيات الخضر وعشب الفرح.. هكذا تبدو السنابل مترعة، بين البيوت القديمة، والنوافذ الأزلية تطل كأنها العصافير الوالهة، تشتاق لرائحة العطر، وهمس اللواتي باغتن الليل بحشرجات مست الجدران، فالتبس الظلام بالهيام، وثارت ثائرة الفطرة تخربش في صمت المكان، وتنعش الذاكرة بتنهيد وترديد، وتسديد، وتعبيد، وتمديد، وتكبيد، وتوطيد، وتغريد، وتفريد، وتشديد، وتجديد، وتحديد، وتفنيد، وتجريد.. حتى يطل الصباح، متمشياً بأقدام خيوط ذهبية متماشياً السقوط على وسائد السكون بعد ليلة ليلاء، هزت، وفزت، وجزت، وحزت، وأنشدت باسم الجسد ولا حسد، حين يصير المكان عنوان التلازم ما بين فاصلتين، ونخلتين، وجزيرتين، وكوكبين، وشهقتين، وأمنيتين، ورحلتين، وقافلتين، وحين يكون الزمان مراحل ما بعد الفراغ وانسياب الوجد مجداً، وعهداً، ووداً، وسعداً، وأملاً، ورغداً، وشهداً، وبعداً، وجِداً، وكداً، ورعداً، وسؤدداً.. تمر من هنا، ولا تنام القوافي الغافيات على رصيف الهوى الناهلات من النوى المسهبات في العويل المذهبات بالنون والذال، المسافرات في فضاءات وأهوال.. أنت في الراحة رائحة، ولون، وفن، وشجن، وأنت على الجسد عبق، ونسق، وطرق، وطُرُق، وحدق، ورمق، ورفق، وشَهِق، ورمية وحِمية، وظبية، وأغنية، وأمنية، وأنشودة بأجنحة الفراش، ورفرفة الورق على غصن ولحن. أنت الواضح، الناضح، الراجح، السارح، الشارح، الجارح، النافح، السابح، الطارح، الجامح، الطامح، الذابح، النازح، الناصح.. وأنت الساحر، الناحر، السافر، الساكر، الشاكر، السابر، السامر، القاهر، الحائر، الجائر، الظافر، الطافر المدبر أمراً، السارد خبراً، المعمر دهراً، المطور طوراً، المجذر فكراً، المبذر جذراً، المسطر حبراً، المدور سراً، المسور حُدُراً. صبوة الحالمات أنت.. أنت في الزمان حرز ورقية، وتلاوة على الكف، والساق، والمذاق.. أنت صبوة الحالمات بقُبلة ونهلة، الظافرات بلمسة وهمسة، الغافيات على ذراع ويراع، المدنفات، بزمن يروغ زمناً، الجاثيات على مهد ودعد، القابضات على جمرات الجسد، كطيور شفها الشوق والتوق، وعناق الروح، للروح، حين يبدو سقف العزلة وحشاً تروضه الأنفاس الساخنة، وحين تبدو العتمة قمراً يخفي أسرار الضوء في مخبأ الغيمة المتفاقمة.. أنت.. أنت، ذاك الأحمر الشفيف، من كدُن حي لا يموت ولا يخبو له بوح، وأنت السارد والمنشد لنظرات، تحطب في الذاكرة، فتنتعش صحراء القلب متفشية مترامية في الحقول والفصول والأصول. أنت الأخضر القشيب، تلونه الأجساد بحمرة قانية حانية متفانية، متمادية في الخصوبة، والرطوبة، والعذوبة، متوارية خلف رجفة ورعشة، ذاهبة في السحيق توقظ أشجاناً ووجداناً تسطر في التاريخ تضاريس عوالم القصيدة المنحوتة على مخمل الجسد، وتفشي أسرار النجوم المتاخمة لسماوات نقشت بالماء البَرَدْ، وأروت الأديم بخطوات أنعشت الحجر والشجر والبشر، بطغيان النَّفس الكواعب، اللابسات من الحرير جلابيب الآخذات من الدلال غرائب والناهلات من المزون سواكب. أنت العشب، والخضب، والخطب، والخصب، والندب، والحدب، والشذب، والكتب، والسحب، وأنت الصخب، والرطب، وأنت السار والمتسرب، في الحنايا والنوايا، وأنت الخاطب ود الجاريات من الأيام، أنت الساكب لون الأحلام الذاهب في الداخل كأنك الطلقة في الحدقة كأنك الكتاب المقدس، على صفحة اليد ولسان حالك يفضي إلى غايات ترسم لوحة مزخرفة، بالهوى والتوق السبيل. أنت الصبيب، والخبيب، والنجيب، واللبيب، والعجيب، والأريب، والحبيب، والصحيب، والطريب، والشخيب، وأنت المريب، حين تسطو يسفك لونك ويهتك، ويسرق، ويمرق، ويهرق، ويطرق، ويبرق، ويدلق، ويغلق، ويقلق، ويهرطق، ويشرق، ويغلق، ويغدق، ويُحدق، ويحرق، ويحذق، ويسمق، ويبسق، ويخرق، ويحنق، ويخنق. أنت في الشمائل خصائل وسنابل، ومناهل، ومسائل، وموائل، وفصائل، وقوافل، وفواصل، ومفاصل، وكواحل، ومكاحل.. أنت في قلب الناس، أشجار، وأنهار، وأطوار، وأسوار، وأدوار، وأقدار، وأسرار، وأسفار، وأشعار، وإبحار.. وأنت بلون الدم، ورائحة الجسد، وطعم الرضاب، المهذب بالعبق، وأنت الجدل المجندل، بجدائل النافحات من طيب وخضيب، وأنت المعنى المكون لأنساق من عشقوا الجمال ومن غنوا فرحاً لاحتمالات لقاء وعناق، ولمن أشرعوا القلوب لمشاعر ومساعر، وكانوا قاب قوسين من نعيم التساق، والتلاقي.. أنت في النبض قبض، ورض، وحض، ونهوض، وحظوظ، وفروض، وعروض، ونقوض، أنت في البدء مساورة ومثابرة، ومناورة، ومغامرة، ومثابرة، ومحاورة، ومكابرة، ومهاجرة بالود، وأنت في الأول صياغة ببلاغة ونبوغ الذين لونوا الحياة بالنشيد، والذين ما ناخت لهم ناقة ولا جمل، والذين ناقوا لأجل، الصهيل، والهديل، وأنعموا على الخاطر، بابتسامة وقامة، وعلامة، وشامة ووسامة، وشهامة، وقوامة، واستقامة واستدامة.. أنت في المهجة، موجة، ونجمة، وغيمة، أنت في المهجة، النعيم والنديم، والكليم، والقديم، والحليم، والكريم، والرحيم، وأنت الجحيم اللذيذ، القابض المستبد، الرابض المتجدد المتمدد، والمتقدد، أنت اللامحدود، أنت الحبل الممدود، من الوريد إلى الوريد، وأنت بكل تأكيد أصل النشيد. أحلام امرأة أنت في الكف اللدن وشم، ووسم، ونجم، وقلم، وخير الكلم، أنت في الكفِ صولة وجولة، وصبوة ونخوة، ونشوة، وسدرة، تعرش في أغصان الجسد، بأحلام امرأة جاشت وما تحاشت وجداً، أنت بأحلام امرأة تنث، وتحث، وتبث لواعج الغيب في أتون أنثى باغتها الحب، فاستجارت برمضاء القلق، وحُلُم الحناء البهيج، رافلة بالفرح محتسية أشواق اللقاء الحميم، بشغف الكائنات النجيبة، ذاهبة بالشوق إلى أسرار وأخبار، شاهقة متألقة متناسقة، باسقة، سامقة، رائقة، رامقة، مارقة، بارقة، طارقة، متطابقة، متطرقة، لطرائق وشواهق. أنت في السلام، كلام، وغرام، وهيام، وأحلام، وأقلام، وأجرام، وأقوام، ومرام، وحزام، وحسام، وخزام، واحتشام، وهمام.. أنت هكذا، في الخلد خلود، ووجود، وجود، ونجود، وحدود، وشهود، أنت في البدء بداية ونهاية، وغواية، ووشاية، وغاية، وأنت في الكف، طوق لفنجان، وحدق لأشجان، وأنت الخضاب، والعِذاب، والعَذاب، والاستلاب، والرهاب، والركاب، والمهاب، والمتراب، وأنت في الاضطراب نقاب، وكتاب، وسحاب.. وأنت.. أنت الجدير القدير في بسط الهوى وانبساط الروح وتبسيط الأريحية، أنت الجوى والنوى، وأنت النار والثلج، أنت المتسرب في عروق الصدفة والنطفة، أنت المتحدر من جِبلة ومِخلة، أنت المتجذر في نخلة القلب، الناهض من تربة الروح. أنت ذاك الذي فاز بالزلزلة واحتوى مناطق القلب واحتل الليالي المقبلة، أنت ذاك المهيمن في الأعطاف، الشادي، في عروق مجلجلة، أنت المحتوى في النهج والمهج، المتغرب عمداً في نواصي، البهاء والصفاء، أنت الحادب في نوايا الناس، الحاطب في غابة النرجس.. أنت.. أنت، السارب المتسرب في المقلة، والقبلة، الذاهب في أماكن الفرح، بأحلام النواعس، المقبلات على الحياة، بقلوب ملونة بالبهجة، المبتهجات بالأحمر، الأحمر بعد أخضر، مج عشبه، واستوى على القد المميس، حديقة غناء، مزخرفة، هيفا عفراء نجلاء، ناحلة الخصر مكحلة العينين، محناة الكعب، والكفين، مزينة بالهوى وأفراح انفراج الحاجبين.. أنت.. أنت كالنصل في العضل والأصل والوصل، وأنت السيف والحيف، والنيف، والهيف، والكيف، والرجف، والعزف، والنزف، والغرف.. أنت سدرة المنتهى، وأول المتبقي أنت البداية في التحليق والتحديق، والتشريق، والتشويق، والتطويق، والتأنيق، والتنسيق.. أنت البداية في التشذيب، والتهذيب، والترهيب، والترطيب، والتطييب، والتسريب، والتغريب، والتأديب، والترتيب، والتخصيب، والتخضيب.. أنت كل ذلك، حناء وسناء، واكتواء، واحتواء، وانضواء، واستواء، وابتداء، وانتهاء، واشتهاء، وثناء وإطراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©