الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جبل طارق».. ضحية السياسة وقسوة «الساحرة»!

«جبل طارق».. ضحية السياسة وقسوة «الساحرة»!
9 سبتمبر 2015 22:20
محمد حامد (دبي) جاءت هزيمة منتخب جبل طارق 1 - 8 أمام بولندا في تصفيات التأهل لـ«يورو 2016»، لتثير التساؤلات حول هوية هذا المنتخب، سواء كروياً أو حتى سياسياً، خاصة أنه يستسلم للهزيمة تلو الأخرى على طريقة جزر فارو وليشتنشتاين، وغيرهما من الكيانات الكروية الصغيرة في قارة لا تعرف منتخباتها الرحمة. خاض منتخب جبل طارق طوال تاريخه الكروي القصير والمتواضع 14 مباراة بين رسمية وودية، كانت محصلتها دخول مرماه 57 هدفاً وتسجيل 4 أهداف، محققاً الفوز في مباراة واحدة، والتعادل في مباراتين، والاستسلام للهزيمة 11 مرة. وعلى مستوى التصفيات المؤهلة لـ «يورو 2016»، خاض منتخب جبل طارق 8 مباريات، شهدت هزيمته فيها جميعاً بنتيجة إجمالية 46 – 2 ، ويكفي دليلاً على ضعف هذا المنتخب أن هدافه التاريخي هو جاك جوسلينج لاعب بريستول روفرز الإنجليزي، وفي رصيده هدفين لا أكثر. وتكررت هزائم منتخب جبل طارق بالستة والسبعة بل وبالثمانية أكثر من مرة، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات عن جدوى إقحام منتخب يمثل بلداً صغيراً لا يتجاوز عدد سكانه 30 ألفاً، ولا تتجاوز مساحته 6 كيلو مترات. قصة مثيرة المتتبع لتاريخ هذا المنتخب الأوروبي المتواضع، وقصة الاعتراف به من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، سوف يجد أن الأمر لم يكن بالسهولة التي يتوقعها البعض، فقد وقفت إسبانيا بكل قوة لمنع الاعتراف به، لأسباب سياسية أكثر منها كروية، حيث لا يزال الإسبان يطمحون إلى جعل جبل طارق ضمن مناطق الحكم الإسباني. وتمت الموافقة الأوروبية على مشاركة جبل طارق في أنشطة «اليويفا» في مايو 2013، على الرغم من تهديد إسبانيا بمقاطعة أنشطة الاتحاد الأوروبي على مستوى الأندية والمنتخبات، وتعود أسباب الرفض الإسباني لاستقلال منتخب جبل طارق، خوفاً من قيام منتخب إقليم الباسك بطلب الاستقلال، وكذلك منتخب كتالونيا. رفض الفيفا المثير في الأمر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» يرفض الاعتراف بمنتخب جبل طارق حتى الآن، على الرغم من وجود 22 منتخباً تحت منظومة «الفيفا»، جميعها تخضع للحكم الذاتي من دول كبرى، وعلى رأسها ويلز واسكتلندا، وأيرلندا، وهي دول تدخل تحت مظلة الحكم البريطاني، وما زالت المحاكم الرياضية الدولية تنظر في قضية عدم اعتراف «الفيفا» بمنتخب جبل طارق حتى الآن. لا لإسبانيا جبل طارق هي منطقة حكم ذاتي تابعة لبريطانيا، وليس إسبانيا، على الرغم من وقوعها على الخاصرة الجنوبية لشبه الجزيرة الأيبيرية، ورفض سكان جبل طارق طوال تاريخهم الانضمام لإسبانيا، وعلى الرغم من تنظيم أكثر من تصويت لمعرفة توجهات سكان جبل طارق الذين لا يتجاوز عددهم حالياً 30 ألفاً للانضمام إلى إسبانيا أو البقاء تحت التاج البريطاني، فقد جاءت النتائج في كل مرة معبرة عن الرفض التام. ومن بين المواقف التاريخية التي يحملها الإسبان للإنجليز، أن الأمير تشارلز وديانا أعلنا رغبتهما في قضاء «شهر العسل» في جبل طارق، فما كان ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس إلا أن أعلن مقاطعته لحفل زفافهما، مما يؤكد أهمية جبل طارق للإسبان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©