الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتيان يبنيان أكبر سفينة تقليدية عربية

4 سبتمبر 2012
دبي (أ ف ب) - يقف حريز المري بفخر على ضفاف خليج دبي أمام هيكل خشبي ضخم هو “أكبر سفينة عربية تقليدية تبنى في التاريخ”، بينما تلوح في الأفق ناطحات السحاب. جسم السفينة الخشبية، أو “الداو”، مذهل بمقاساته، آلاف القطع من الأخشاب الهندية والباكستانية والماليزية المقوسة والمثبتة بـ120 ألف خابور معدني، باتت جاهزة تقريباً للنزول إلى البحر. وقال حريز بن طوق المري الذي يبني هذه السفينة مع شقيقه صلاح منذ خمس سنوات ومعهما 13 عاملاً فقط، “لقد انتهت هذه الصناعة تقريباً في دول الخليج”. إلا أن ذلك لم يثن حريز الذي يعمل، وللمفارقة، في مجال الطيران من استثمار 2.2 مليون دولار في بناء هذه السفينة تخليداً لتقليد يتوارثه من عائلته بفرعيها لجهة الأب والأم. وقال لـ “وكالة فرانس برس” جدي لأمي كان صانع سفن، أما جدي لأبي، فكان قائد أسطول سفن الغوص لصيد اللؤلؤ. كان يقود أسطولاً يصل إلى 150 سفينة”. وقبل ظهور زراعة اللؤلؤ في اليابان مطلع القرن الماضي، كان بحارة الخليج، خصوصاً بحارة مشيخات شاطئ عمان المتصالح التي شكلت منذ العام 1971 دولة الإمارات العربية المتحدة، يمخرون بسفن الداو الصغيرة عباب البحر للغوص بحثاً عن محارات اللؤلؤ. وطوال قرون، سارت هذه السفن التقليدية بين الخليج والهند والقرن الأفريقي واليمن حاملة البضائع والعود والبخور والبهارات واللؤلؤ. ويتميز الداو العربي التقليدي بأنه أصغر حجماً وأسرع من الداو الهندي الذي غالباً ما يكون مصمماً مع زيادة الطول والتخفيف من العرض، وذلك بهدف المساعدة على الثبات في المحيط. وعن سفينته التي يطلق عليها اسم “فزاع” تيمناً بلقب ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد الذي يرعى المشروع، قال حريز: “إن ما ترونه أمامكم هو عبارة عن جنون خالص. الكل يقول لي إنني مجنون لأنني أبني هذه السفينة”. وتصل القدرة الاستيعابية للسفينة إلى 2500 طن من الحمولة، ويبلغ طولها 180 قدماً وعرضها ستين قدماً، أما الارتفاع، فهو يوازي أربعة طوابق من البناء. وسيتم انزال السفينة إلى الماء في أكتوبر لاستكمال بناء الأجزاء الخاصة بسكن البحارة، ثم سترفع مجدداً إلى حوض جاف لتركيب المحركين. وقبل عقود قليلة فقط، كانت عشرات سفن الداو التقليدية تملأ خور دبي، وهو الخليج الضيق الذي يقسم المدينة إلى جزأين. أما اليوم، “فليس هناك إلا حوالي عشر سفن تقريباً” يملكها إماراتيون، فيما السفن الباقية إيرانية أو هنـديـة. وبالإضـافة إلى حريز المري وشقيقـه، مازالت عائلتان أو ثلاث من دبي تصنع سفن الداو بشكل محدود جداً، أما هذه الصناعة في الدول الخليجية العربية الأخرى فقد اندثرت تقريباً، ولا سيما في الكويت التي كانت مركزاً هاماً لهذه السفن. وسفينة حريز وطلال لن تنتهي كمركب سياحي أو مطعم عائم لاجتذاب السياح، بل ستكون سفينة تجارية بكل معنى الكلمة تجني أرباحاً لأصحابها. وقال حريز الذي يملك شركة للنقل: “إن النقل بالداو تجارة قائمة وهامة ومربحة أيضاً”. فمئات سفن الداو ما زالت تنقل يومياً آلاف الأطنان من البضائع بين دبي من جهة، وهي المركز الإقليمي للتجارة في الخليج، وإيران واليمن والقرن الأفريقي من جهة أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©