الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فقراء نيجيريا يتنافسون على "الغنائم النفطية"

فقراء نيجيريا يتنافسون على "الغنائم النفطية"
9 ديسمبر 2006 00:54
إعداد - محمد عبد الرحيم: فيما أصبح يعتبر نوعاً من الأعمال التجارية اليومية التي تهدف للاستغلال والابتزاز قامت مجموعة من الفتية من قريتين في حوض دلتا النيجر الشرقي باحتلال العديد من محطات ضخ النفط التابعة لشركة شل لتطوير البترول في الشهر الماضي· والغريب أن هؤلاء المحتجين من منطقتي اكولاما وبيليما يرغبون في الحصول على العقد الخاص بتزويد الأطعمة والأغذية للمنصات النفطية العاملة في المستنقعات القريبة· وفي الوقت الذي استمرت فيه المفاوضات فقد توقفت كمية تقدر بنحو 47 ألف برميل يومياً من النفط النيجيري العالي الجودة عن التدفق، وهي كمية تشكل 2,8 مليون دولار في كل يوم من الإيرادات المفقودة وبشكل أصبح يمثل صداعاً مزمناً لشركة شل وبصورة أخص للحكومة النيجيرية التي تمتلك حصة 55 في المئة في شركة شل التي تستأثر بحصة الأسد في الدخل من كل برميل· وكما ورد في صحيفة التايمز البريطانية مؤخراً فإن هذا الأمر بات يمثل إزعاجا اقل لشركة شل مقارنة بحجم أعمال العنف التي أدت إلى إغلاق وتوقف العمليات في الدلتا الغربية في معظم هذا العام· وسارعت شركة شل إلى إخلاء مستخدميها ومقاوليها من الحقل بعد أن شهدت المنطقة أعمال عنف مسلح وسلسلة من عمليات اسر الرهائن أدت إلى مقتل اثنين من المقاولين· أما الآن فإن النزاع بشأن عقد تزويد الأطعمة أصبح فيما يبدو يحمل في طياته معظم تلك المشاكل التي ظلت تواجهها وتعاني منها شركة شل في السنوات القليلة الماضية· فهنالك تعداد سكاني بحوالي 27 مليون نسمة يعيشون في 3 آلاف قرية ومجتمع سكاني في الأراضي الرطبة لحوض الدلتا ويعتمدون في رزقهم على صيد الأسماك والزراعة المعيشية بالإضافة إلى ما يمكن سلبه واقتناصه من الصناعة النفطية· ولا يوجد هنالك نشاط اقتصادي ملحوظ آخر كما أن التعداد السكاني معظمه من الشباب إذ تشير التنبؤات إلى أن نصفهم من أولئك الذين لم تبلغ أعمارهم الخامسة والعشرين· وكانت الحكومة النيجيرية قد وعدت بتفعيل وزيادة حجم الاستثمارات في اقليم الدلتا· وبعد وفاة الديكتاتور ساني اباتشا والتحول الى النظام الديمقراطي سارعت الحكومة الى تخصيص 13 في المئة من الايرادات النفطية لاستثمارها في منطقة الدلتا في مسعى لإجراء التعديلات اللازمة التي تم تجاهلها لعقود طويلة· ولكن مؤسسة تنمية دلتا النيجر فشلت في استثمار سوى أموال قليلة في البنية التحتية لهذه المنطقة بسبب صعوبة البناء والاعمار في هذا المناخ الرطب المطير الذي تسوده الأراضي السبخة والمستنقعات· بيد أن الاحباط والاضطرابات سرعان ما تحولت الى اعمال عنف وجيش للتمرد يحمل اسم ''حركة تحرير دلتا النيجر'' التي شنت سلسلة من الهجمات واعمال التسلل والاحتفاظ بالرهائن بشكل أجبر شركة شل في نهاية المطاف على اغلاق مجمع انتاج النفط في فوركادوس في أوائل هذا العام الا ان الشركة استجابت للضغوط بتطوير عدد من المشاريع بعد ان انفقت مبلغ 32 مليون دولار ''16,9 مليون جنيه استرليني'' على مئات المشاريع التنموية في المنطقة في مجالات التعليم والتدريب ومؤسسات الائتمان الصغيرة الحجم وبناء مزارع الأسماك بالإضافة إلى عدد من المشاريع الشبابية الأخرى على أن هذه المبادرات لم تشكل سوى نقطة ماء من حسن النوايا في محيط يحتشد بسوء الإدارة والفساد الرسمي· والآن فإن المنطقة أصبحت تشهد نضالاً يومياً من أجل استدرار الأموال غير المشروعة والظفر بعقود التموين وسرقة النفط من خطوط الأنابيب وهي الممارسة التي بلغت أوجها في عام 2004 عندما تمكنت العصابات المنظمة من سرقة 60 ألف برميل من النفط يومياً وضخ هذا النفط في البوارج ثم نقله إلى الناقلات في عرض البحر للتصدير· ويبدو أن شركات النفط الأجنبية وقعت ضحية لنشاطاتها وأعمالها التجارية المتمثلة في منجم أو بئر نفطي يغرف منه المواطنون المحليون بكل إصرار إلى أن يتفتق الذهن عن فكرة أفضل!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©