الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: الطاقة المتجددة تلعب دوراً مهماً في اقتصاد الإمارات خلال العقد المقبل

خبراء: الطاقة المتجددة تلعب دوراً مهماً في اقتصاد الإمارات خلال العقد المقبل
10 ديسمبر 2010 19:29
أكد خبراء ومسؤولون محليون ودوليون، أن الطاقة المتجددة ستلعب دورا مهما في مسيرة الاقتصاد الإماراتي خلال السنوات العشر المقبلة، مؤكدين أن إعلان أبوظبي تركيزها على الطاقة المتجددة كان بمثابة خطوة تاريخية، لاسيما أنها جاءت من دولة نفطية تعتمد بشكل رئيسي على الموارد الإحفورية. وقال مراقبون إن نظرة العاصمة أبوظبي الشاملة لقطاع الطاقة المتجددة وراء نجاح خطواتها في هذا المجال والتي تم تتويجها مؤخرا بافتتاح معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة مصدر، أول مدينة خالية من الكربون والانبعاثات في العالم، موضحين أن مدينة مصدر تعد بمثابة جزء من مبادرة شاملة تقوم على الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة في كافة المجالات. وأكدوا أن اختيار العاصمة كمقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا” يعد بمثابة اعتراف من العالم بمكانة أبوظبي العالمية في القطاع. يشار إلى أن الدولة استثمرت في العام 2008 حوالي 7 مليارات دولار “26 مليار درهم” في مشروعات الطاقة النظيفة، وتخطط لأن تصل استثماراتها في العام 2015 إلى 50 مليار دولار “183 مليار درهم”، كما تخطط لزيادة إسهام مصادر الطاقة المتجددة في تلبية احتياجاتها من الطاقة إلى 7% بحلول العام 2020. وقال الدكتور سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لمدينة مصدر إن النظرة الشمولية من حكومة أبوظبي كانت وراء التطورات الحالية التي تشهدها العاصمة في مجال الطاقة المتجددة، والتي تم تتويجها مؤخرا بافتتاح المقر الرئيسي لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة مصدر. وأوضح الجابر أن هذه النظرة الشمولية تميزت أيضا بالمرونة، فضلا عن المثابرة لتحقيق الأهداف المرجوة، مشيرا إلى أن مدينة مصدر تعد جزءا من مبادرة مصدر الشاملة. وأضاف: “مبادرة مصدر تتميز بتعدد أوجهها، ونسعى من خلالها إلى قيادة الجهود العالمية الرامية إلى ابتكار تقنيات لطاقة جديدة نظيفة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية، وتوفير أساليب حياة مستدامة، ولتحقيق هذه الغاية، فإننا نعمل في عدد من المجالات المختلفة، حيث نستثمر بصورة مباشرة في بعض هذه المجالات ونؤسس شراكات وشبكات علاقات واسعة في بعضها الآخر”. وأوضح الجابر أن العالم يواجه اليوم تحديين رئيسيين، هما الاحتباس الحراري والحاجة إلى تلبية الطلب المتنامي على الطاقة، ونظراً لوجود حاجة ماسة إلى خطوات سبّاقة في كلا المجالين، فإننا نعمل في “مصدر” على أن نكون رواداً حقيقيين من خلال تحديد الخطوات المطلوبة للتغلب على هذين التحديين وتوضيح كيفية القيام بها. وقال الجابر “تتضمن مبادراتنا الاستثمار الفعلي في تقنيات الطاقة المتجددة والمبتكرة، ورعاية الكفاءات، وتعزيز الخبرات، وتبادل المعرفة في مجالات الطاقة المتجددة، وبناء منشآت محلية وإقليمية لإنتاج الطاقة الخضراء بما يحقق التوازن والتكامل مع إنتاج الوقود الأحفوري، والحد من انبعاثات الكربون عبر المشاركة الفاعلة في أسواق الكربون، وتأسيس نموذج مدينة خضراء خالية تماماً من النفايات والانبعاثات الكربونية”. يذكر أن مدينة مصدر هي مجمّع عالمي للتقنيات النظيفة سوف يتم تشغيلها بالكامل باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وستكون هذه المدينة التي تصل تكلفة بنائها لنحو 22 مليار دولار “80 مليار درهم” والواقعة على بعد 17 كيلومترا من وسط مدينة أبوظبي مقراً للعديد من الشركات والباحثين والخبراء من شتى أنحاء العالم، ما سيجعلها مركزاً دولياً للأبحاث والتطوير في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة التي أصبحت تحتل مكانة كبرى كإحدى القطاعات الأكثر نمواً في العالم. كما ستكون مدينة مصدر بمثابة مركز للتقنيات الحالية والمستقبلية لتمويلها وتطويرها وإجراء البحوث فيها واختبارها، ومن ثم تسويقها عالمياً، وهذا ما سيدفع كبريات الشركات العالمية المتخصصة في قطاع التقنيات النظيفة، بالإضافة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من المشاريع إلى نقل مختبرات الأبحاث والتطوير الخاصة بها مع مكاتب تسويقها ومقراتها الرئيسية إلى هذه المدينة. جدير بالذكر أن أعمال بناء مدينة مصدر قد بدأت في سنة 2008، وستكون المدينة معياراً لدعم التنمية المستدامة داخل إمارة أبوظبي وباقي أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى تقديم “بصمة خضراء” قابلة للتطبيق لتشجيع طرق العيش المستدام في بقية أنحاء العالم. من جهته قال ماتي لاسيلا السفير الفنلندي بالإمارات إن إعلان أبوظبي التركيز على الطاقة المتجددة كانت بمثابة خطوة تاريخية، لاسيما أنها جاءت من دولة نفطية. وأوضح لاسيلا أن العاصمة حققت أحلام الكثيرين حول العالم بإنجاز أول مدينة خالية من الكربون والانبعاثات، موضحا بأن هذه المدينة كانت بمثابة الحلم الذي يصعب تحقيقه. وأكد لاسيلا أن إقدام أبوظبي على هذه الخطوة كان بمثابة المفاجأة، لاسيما في ظل توفر الموارد النفطية بالدولة، إلا أن إدراك قيادات العاصمة الإماراتية بأن الموارد النفطية مصيرها النضوب، جعلها تتنظر لطاقة المستقبل. وأشار لاسيلا إلى تجربة دولة فنلندا في التركيز على الطاقة النظيفة، موضحا أنه منذ فترة قصيرة كانت فنلندا دولة فقيرة، ولكنها بتركيزها على تقنيات توفير الطاقة استطاعت اكتساب خبرات متميزة تم توظيفها لإنتاج منتجات صديقة للبيئة، مشيرا إلى وجود تعاون حاليا بين الإمارات وفنلندا في هذا المجال. وزاد “هناك طلب على المنتجات صديقة البيئة في الإمارات، وهو ما يعكس مدى اهتمام الدولة بتنمية القطاع”، متوقعا أن تشهد السنوات العشر المقبلة تطورات ملموسة لقيادة الطاقة المتجددة للاقتصاد الإماراتي. وكان أولافور راجنار جريمسون رئيس أيسلنده قد أكد في تصريحات سابقة لـ “الاتحاد” أن اهتمام أبوظبي بانجاز مدينة مصدر يثبت اقتناع قيادات العاصمة بتنويع مصادر الطاقة، مؤكدا أن أبوظبي قدمت خدمة جليلة للبشرية من خلال مساعدتها دول العالم عبر دعم الطاقة الجديدة عالميا. وأوضح رئيس ايسلنده أن مدينة مصدر تأتي ضمن مبادرة فريدة من نوعها، وتحمل للعالم رسالة قيادة دولة الإمارات الثاقبة، وبالتالي فإنه يحق لشعب الإمارات الفخر بهذا الإنجاز، كما يجب على العالم الاعتراف بأحقية أبوظبي في قيادة قطاع الطاقة المتجددة عالميا. وأضاف جريسمون أن افتتاح المرحلة الأولى من معهد مصدر، أكد جدية أبوظبي في السعي لبناء مدينة تعتمد على الطاقة الجديدة، وأثبت للعالم أن هذا الأمر يمكن تحقيقه على أرض الواقع، وهو ما يمكن أن يساهم في تشجيع كثير من الدول على اتخاذ خطوات مماثلة. وتابع “افتتاح معهد مصدر ليس مجرد تدشين مبنى جديد، ولكنه رسالة للعالم عن ضرورة الاهتمام بمواجهة التغييرات المناخية”. يذكر أن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا تأسس وفق رؤية حكومة أبوظبي والتزامها بعيد المدى ببناء اقتصاد المعرفة والتركيز على التنمية المستدامة. وتم تطوير المعهد بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (MIT)، في كامبريدج، ماساشوستس بالولايات المتحدة الأميركية، الذي يعد أحد أبرز المؤسسات الأكاديمية المرموقة في العالم. ويُعد المعهد النواة الأساسية لـ “مصدر”، ويشكل مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه التي أطلقتها شركة مبادلة للتنمية، وسيسهم المعهد في إمداد أبوظبي والمنطقة والعالم بالكوادر من أصحاب الكفاءات رفيعة المستوى، وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال رأس المال البشري والابتكارات التكنولوجية. ويعد معهد مصدر أول مؤسسة أكاديمية للدراسات العليا في منطقة الشرق الأوسط تختص بأبحاث الطاقة البديلة والتقنيات البيئية، وتم تصميم مباني المعهد بحيث توفر خصائص استثنائية ترتقي بالتجربة التعليمية وبيئة العيش للطلاب، مع الأخذ في الاعتبار معايير كفاءة استخدام الطاقة والمياه وضمان الأداء المتميز من الناحية التقنية والبيئية. ويقع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في “مدينة مصدر”، المجمع العالمي الجديد للطاقة النظيفة، التي تطمح أن تكون من أكثر المناطق الحضرية استدامة على مستوى العالم والتي تستمد الطاقة فيها من مصادر متجددة. وأكد جريسمون أن تقدير العالم لأبوظبي كان وراء اختيار العاصمة الإماراتية كمقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”، موضحا بأن استضافة أبوظبي لـ “إيرينا” يرسخ مكانة العاصمة على الصعيد العالمي باعتبارها من المدن المميزة التي تستضيف المنظمات العالمية كجنيف وفيينا ونيويورك. يذكر أن عدد أعضاء الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” يبلغ 149 دولةً، صادقت 42 منها على معاهدتها، وفي 8 يوليو 2010 أصبحت “آيرينا” منظمة دولية كاملة، وتهدف الوكالة لأن تكون الصوت العالمي للطاقة المتجددة مع الدعوة إلى الانتقال السريع للاستخدام المستدام لها، وتعمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة على مساعدة الدول الأعضاء فيها على تحديد خططها الاستراتيجية في كافة مجالات الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الحيوية، وطاقة حرارة الأرض، والطاقة الكهرومائية، وطاقة المحيطات، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©