الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فوستر: تعديل تصاميم «مصدر» لمواكبة التطورات التكنولوجية

فوستر: تعديل تصاميم «مصدر» لمواكبة التطورات التكنولوجية
10 ديسمبر 2010 19:30
أكد اللورد نورمان فوستر المهندس المعماري العالمي الذي أسهم في تصميم “مدينة مصدر” أن التعديلات الأخيرة التي تم إدخالها على تصاميم المدينة جاءت بهدف مواكبة التطورات التكنولوجية، موضحا أنه لا مفر من تطوير التصاميم نظرا لطول مدة تنفيذ المشروع. وقال فوستر إن التصاميم الأولية كانت تهدف للحصول على المياه عبر تحلية المياه المالحة، ولكن تبين أن تكلفة التحلية مرتفعة، وهو ما استوجب البحث عن البديل الأوفر، كما أثبتت ظروف البيئة الخليجية ضرورة تعديل طريقة الاعتماد على الألواح الكهروضوئية”. وقال فوستر لـ”الاتحاد” إن المرونة في تنفيذ المشروع ضرورية لمواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة، مؤكدا أهمية الاستفادة من الخبرات التي تم اكتسابها أثناء عملية التنفيذ خلال العامين الماضيين. وأوضح فوستر أن مدينة “مصدر” تعد الأولى من نوعها بالعالم، وبالتالي فإنه لا توجد نماذج سابقة يمكن الاستفادة منها في تنفيذ المدينة، بل إن “مصدر” ستكون هي النموذج العالمي الذي يتعلم منه الآخرون عند محاولة تنفيذ محاولات مثيلة مستقبلا. وأشار فوستر إلى أهمية التكيف مع البيئة والظروف المتغيرة، موضحا أن العمل بالمشروع بدأ منذ عام 2006، ويمتد لعام 2020، وهي فترة طويلة تقتضي المراجعة المستمرة لتصاميم المدينة. وأكد فوستر أن إنجاز مشروع مدينة “مصدر” يجب النظر إليه باعتباره مشروعا طويل المدى، وهو ما يعني ضرورة الاستفادة والتعلم من كل مرحلة يتم إنجازها، موضحا أن تعديل التصاميم لا يعني مطلقا تأخير الإنجاز، ولكن من الطبيعي أن تشهد هذه المدة الطويلة للتنفيذ تباطؤ في بعض الأوقات ونشاط بأوقات أخرى، إلا أنه في كلتا الحالات لايمكن النظر للمشروع إلا نظرة شمولية بعيدة المدى. وأوضح فوستر أن بدء العمل في المرحلة الثانية من الحرم الجامعي لمعهد مصدر مؤخرا، يؤكد عدم وجود أي معوقات بتنفيذ المشروع، موضحا أن المساحة المبنية بالمرحلة الثانية تبلغ 82 ألف متر مربع، مما يجعلها أكبر من المرحلة الأولى بنحو 35%، ويتوقع إنجازها خلال عامين. وذكر فوستر أن المرحلة الثانية ستضم 7 مختبرات مفتوحة، وقاعة متعددة الاستخدامات للمؤتمرات والمحاضرات، ونادياً رياضياً، وبركة سباحة، إضافة إلى سكن لما يزيد على 200 من الطلاب. وأضاف أن المرحلة الثانية من تشييد حرمه الجامعي والتي تعتمد نفس المعايير بالنسبة للتصميم والكفاءة في استخدام الطاقة، وذلك من خلال عناصر مثل الطرقات المظللة والتهوية الطبيعية والواجهات العاكسة للحرارة، وغيرها من المزايا التي تجعل من مقرّ المعهد أحد المباني الفريدة على مستوى العالم من حيث الجوانب البيئية والتقنية والعمرانية. وعند إنجاز المرحلة الثانية، سيقدم المعهد الخدمات التعليمية لما يزيد على 600 طالب في مرحلة الدراسات العليا، وسيضم العديد من التسهيلات المتطورة، بما فيها 9 مختبرات مفتوحة، وغرفتين “نظيفتين” لأغراض الاختبارات، و13 مختبراً مرتفعة الأسقف، وقاعة محاضرات تستوعب 90 شخصاً، و12 قاعة للتدريس، إضافة إلى وحدات سكنية تستوعب 324 طالباً. فن معماري وأوضح فوستر أن الشركة اعتمدت في التصميم على بعض فنون العمارة التقليدية والتاريخية لدولة الإمارات ومنطقة الخليج والتي تتناسب مع البيئة العربية. وأضاف “على سبيل المثال فإن البرج الهوائي الذي تم إنشاءه بوسط الحرم الجامعي لمدينة مصدر، والذي يتولى استقطاب الرياح والهواء لتوزيعه بجميع أنحاء المعهد، تم استوحاء فكرته من الفن المعماري العربي”. وأوضح أن تصميم المعهد اعتمد أيضا على الممرات الضيقة والفتحات التي تسمح بدخول الهواء، وهو ما يشبه نظام “المشربية” في التراث العربي المعماري. ويشكل “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” بمرحلتيه الأولى والثانية أحد أبرز أجزاء المرحلة الأولى من “مدينة مصدر”، والتي ستضم أيضاً المقر الإقليمي في الشرق الأوسط لشركة “سيمنز” الألمانية، ومركز “جنرال إلكتريك” للإبداع البيئي. ويقلُّ استهلاك مباني المعهد من المياه بنحو 54% عن المعدل العام لاستهلاك المباني المشابهة من حيث الحجم في دولة الإمارات، بينما يخفض استهلاكه من الكهرباء بنسبة 51%، علماً بأنه يستمد حاجته من الكهرباء بالكامل من الطاقة الشمسية. وأثناء تشييد المباني، تم استخدام مزيج من الخرسانة الإسمنتية بحيث تتسبب بأقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية، كما جلبت الأخشاب المستخدمة في تشييد المبنى من غابات تجري إدارتها وفقاً لأرقى المعايير البيئية، حيث تركز “مصدر” على استخدام مواد صديقة للبيئة وإعادة تدوير الفائض منها لتحقيق الفائدة القصوى. منافسة وأوضح فوستر أن اختيار شركة “فوستر وشركاه” للمساهمة في تصميم مدينة مصدر جاء بعد منافسة مع عدد من الشركات العالمية، موضحا أن خبرة الشركة والتي تم تأسيسها منذ عام 1967 في مجال الأبنية الخضراء، أسهم في فوزها بالمشروع، لاسيما أن الشركة بدأت تصاميم المباني النظيفة منذ عام 1975. وقال فوستر إنه رغم ذلك فإن مدينة مصدر لا يوجد مثيل لها في العالم، وهو ما اقتضي من الشركة مجهودا متواصلا استمر لمدة 4 سنوات وبمشاركة أكثر من 100 متخصص في إعداد تصاميم المدينة. وكان معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا قد استقبل الدفعة الثانية من طلابه في سبتمبر من العام الحالي، وتضم الهيئة التعليمية للمعهد 41 أستاذاً من أصحاب الخبرات المتميزة، ويبلغ عدد طلابه 170 طالباً من مواطني الدولة و32 بلداً من مختلف أنحاء العالم. ويستخدم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حالياً المرافق المتطورة والفريدة لإجراء البحوث في عدد من المجالات العلمية الرئيسية، بما في ذلك الوقود الحيوي للطيران، وإنتاج الطاقة النظيفة، والتنمية المستدامة، والأنظمة الدقيقة، وتكنولوجيا النانو، وكفاءة الطاقة، والتقاط الكربون وتخزينه، والطاقة الشمسية. وتركز أبحاث المعهد على تطوير تقنيات جديدة يمكن تنفيذها على نطاق تجاري واسع لتوفير حلول لتحديات الطاقة. ويركز الطلاب والأساتذة على مشاريع حيوية مثل إيجاد طرق لتحلية المياه لا تتسبب بانبعاثات كربونية كبيرة، واكتشاف تقنيات لدمج الطاقة المتجددة بكفاءة مع شبكات نقل الطاقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©