أيمن جمعة:
توقع ايف لويس داريكارير رئيس شركة توتال للغاز والكهرباء أن تلتهم صناعة الغاز والغاز الطبيعي المسال استثمارات ضخمة خلال الـ 25 سنة القادمة· وقال ''تقديرات الوكالة الدولية للطاقة تفيد أن رأس المال المطلوب لمشاريع الغاز يقدر بنحو 3,9 تريليون دولار، أي حوالي 156 مليار دولار سنويا، وأن الاستثمار الأكبر سيكون في الاستكشاف، حيث من المتوقع أن تلتهم مشاريع الإنتاج 2,2 تريليون، إضافة إلى 1,3 مليار دولار لخطوط الأنابيب، و100 مليار دولار للتخزين، و300 مليار للغاز الطبيعي المسال·''
وطالب داريكارير صناعة الغاز التي حققت الكثير من الإنجازات خلال الفترة الأخيرة بالاستعداد لمواجهة التحديات الناشئة عن النمو السريع جدا في الطلب، مع التغيرات الهيكلية التي تشهدها السوق· وقال ''كان من المهم للغاية أن يقام مؤتمر ومعرض جاستيك 2006 في قلب الشرق الأوسط، حيث نشهد تغييرات جذرية في مشاريع الغاز لتلبية ليس فقط الطلب العالمي وإنما أيضا الطلب المحلي المتنامي بسرعة·''
وعن معدلات النمو في الطلب العالمي قال داريكارير ''شهدت السنوات القليلة الأخيرة نموا متسارعا في الطلب العالمي على الغاز، ونحن نتوقع في توتال أن يستمر استهلاك الغاز العالمي في النمو بمعدل 2,5 % سنويا تقريبا حتى عام ·2020 ويتزامن الطلب القوي مع نضوب تدريجي لحقول الغاز القريبة من مناطق الاستهلاك الرئيسية، وهو ما يدفع سلسلة الإمداد أكثر وأكثر عن الأسواق الاستهلاكية· وبما أن مد أنابيب لنقل الغاز هو أمر ينطوي على تكاليف باهظة، فإن الاقبال التجاري يتركز على الغاز الطبيعي المسال الذي ترتفع حصته بشكل مطرد في سوق الغاز لتصل إلى 40% من الغاز المتداول بحلول عام ''·2020
وتوقع رئيس توتال للغاز والكهرباء أن يؤدي هذا التطور السريع في صناعة وتجارة الغاز الطبيعي المسال إلى ''تغييرات جذرية في أسواق الغاز التي تتحول من أسواق إقليمية إلى أسواق عالمية·'' وقال ''وفي هذا السياق فإن الشرق الأوسط الذي يسيطر على نحو ثلث الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي، ويقع في منتصف المسافة بين منطقتين استهلاكيتين رئيسيتين هما الولايات المتحدة وآسيا، في طريقه إلى أن يصبح المصدر العالمي الأول للغاز الطبيعي المسال، ويتمتع بمركز فريد في التحكم بالأسواق· الشرق الأوسط يقدم صورة واضحة لكيف يمكن أن تتغير صناعة الغاز، ليس فقط بسبب الموقع الاستراتيجي لموارده الغازية، ولكن أيضا بفضل الظروف المؤاتية لتنفيذ مجموعة جديدة من تقنيات الغاز· لقد احتلت مشاريع الغاز العملاقة عناوين الأخبار مؤخرا خاصة في قطر، وأصبحت الصناعة أكثر شجاعة وجرأة في مجالات· وبوسعنا الإشارة هنا إلى مشروع دولفين والذي تعد توتال شريكا مؤسسا، ونحن فخورون جداً بهذا الإنجاز الإقليمي الرئيسي· وفي المستقبل القريب فإن نمو استهلاك الغاز في الغرب والسيولة المتزايدة للأسواق الفورية ستؤدي إلى عولمة الأسواق''·
وشدد داريكارير على ضرورة تطوير موارد غاز مجدية اقتصاديا، حتى ولو كانت أبعد عن الأسواق الرئيسية أو أصغر حجما، وذلك بالاعتماد على الابتكارات الجديدة· وقال ''لا بد من مواجهة هذه التحديات بسرعة كما حدث مع تقنيات تطوير الحفر العميق والعميق جدا في المناطق البحرية وتطوير النفط الثقيل''·
ويرى داريكارير أن النجاح في مواجهة هذه التحديات يعتمد على أمرين، هما التقنية التي تتيح لنا الوصول إلى مصادر كانت تعتبر سابقا بعيدة المنال· ويقول ''لكن التقنية ليست هل كل شيء، وذلك لأن الموارد البشرية هي تحد آخر كبير· تعتقد توتال أن الحصول على المزيد من الموارد البشرية من مصادر محلية هو أمر بالغ الأهمية، ولهذا فقد أطلقنا قبل ثلاث سنوات خطة تنوع عالمية تركز على توسيع الاعتماد على الموظفين غير الفرنسيين في مناصب الإدارة''·
وقال ''نحن نرغب في توظيف وتطوير مدراء من أنحاء العالم وذلك لعدة أسباب، أهمها أن المعرفة المحلية هي ميزة رئيسية في تصميم المشاريع التي تفيد جميع المعنيين، وفي تطوير الأسواق والمحافظة على العلاقات مع العملاء، ودعم المجتمعات المحلية في التنمية المستدامة، وتشغيل وصيانة المحطات لمدة 20 سنة أو أكثر''·
ومضى يقول ''نعتقد أن الشركات التي بوسعها تسخير إمكانات تقنية تخصصية وتستخدم الأشخاص المناسبين لتوجيه أصحاب المصلحة المعنيين إلى اتخاذ القرارات الصحيحة، ثم تنفذ المشاريع حسب الجدول الزمني المقرر والميزانية المخصصة، لا تعزز مكاسبها من المجتمعات والبلدان المضيفة فحسب، وإنما تساهم أيضا في مواجهة التحديات الماثلة أمام صناعة الغاز''·
عدد اليوم
