السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملتقى الأسر المنتجة يشجع على تغيير النمط الاستهلاكي

ملتقى الأسر المنتجة يشجع على تغيير النمط الاستهلاكي
10 ديسمبر 2010 19:42
الأسرة المنتجة جزء من النسيج الاجتماعي للمجتمع وهي في كل منطقة من مناطق المدن والقرى، ورغم متانة وأهمية المنتجات والعمل بجدية عليها، إلا أن تلك المنتجات بقيت رهينة البيوت نظراً للنظرة القاصرة التي كان ينظر بها المجتمع لمن تصنع وتبيع، ولأن المرأة في الإمارات والعربية بشكل عام فطرت على الحياء من الاحتكاك بالغرباء، بقيت منتجاتها تباع بين الأقرباء والجيران خاصة تلك التي تلبي الاحتياجات الضرورية. وفر ملتقى الأسر المنتجة في منطقة الحمرية التابعة لإمارة الشارقة، والذي اختتم فعالياته مؤخرا، فرصة لعائلات منتجة لتسويق ما تصنعه. واللافت، أن الملتقى، الذي أقيم في المنطقة الواقعة على خور الحمرية وعلى الشارع العام القادم من إمارة أم القيوين والمؤدي إلى إمارة عجمان، كان نتيجة جهود ذاتية ومبادرات فردية. هدف الملتقى على طول الطريق تبدو الأسوار السعفية التي تحتضن بعض الدكاكين المصنوعة من الدعون السعفية، والتي تعود لإدارة التراث والثقافة لإمارة الشارقة حيث تقام فيها أيام الشارقة التراثية، وقد وافقت الإدارة على أن تحتضن منتجات أهل الحمرية في ذلك المكان. إلى ذلك، قال خليفة العويني، المشرف على الملتقى، إن الهدف من إقامة الملتقى هو إبراز الأسرة المنتجة المقيمة في الإمارة من أجل المشاركة، ولأجل أن تتواصل مع الآخرين ممن لديهم حرف ومنتجات، وكي يتعرف الزوار إلى المنتجات لأن المنتج المنزلي بقى يعرض بحياء من خلال بعض بائعات كن يقمن بزيارة البيوت كل صباح وهن يحملن منتجات مختلفة من ربات البيوت. ولم يحظ الملتقى بإقبال كبير من الزوار والمشاركات، الأمر الذي أوضحه العويني بقوله إن كل فكرة جديدة تواجه تحديات في البداية، ولكنها لا بد أن تصمد حتى تتخطى العقبات، والسبب أن الإدارة المشرفة على الملتقى لم تقم بعمل حملة إعلانية، كي لا تكون الدعاية أكبر من المتوافر ومن أجل التعرف على السلبيات في ذات الوقت وتلافيها عند تنظيم الملتقى القادم». من جهته، قال حمد الشحي، متطوع في تنظيم الملتقى، إنه يأتي كل يوم للمساعدة كمتطوع، وقد قام بدعوة النساء المنتجات، لأنه من سكان الحمرية. وذكر أن من بين المنتجات المشغولات اليدوية والمأكولات والحلويات الشعبية، وهناك من تخصصت في جمع القطع التراثية وتقوم بعرضها في ركن خاص، وأيضا من السيدات من تخصصت في بيع الحلوى والمشروبات للأطفال. وأمل الشحي أن يعتاد الزوار على المكان وأن يحظى الملتقى بالإقبال من الأسر المنتجة خاصة أن هناك الكثيرات ممن ينتجن لكنهن لا يستطعن الوقوف للبيع لأن بعض الأفراد من المجتمع ربما ينسى أن من يبيع لنفسه فهو تاجر وأن المرأة المنتجة هي تاجرة أو مستثمرة ولكنها لا تجد رأس المال الكافي لأجل أن تقيم مشروعا في مركز تجاري أو سوق. نشاط استثماري عبدالله الشامسي، أحد الزوار الذين كانوا يأتون بشكل يومي تقريبا، فأسرته تنتج المخبوزات والحلويات الشعبية والهريس، وهو يأتي للجلوس وتناول الشاري والقهوة ويشاهد الزوار، وذكر أن التواجد في المكان يمنحه شيء من الترفيه، وهو أفضل من الجلوس خلف الجدران ومراقبة المحطات الفضائية بعيدا عن أسرته، وأضاف أن ما تقوم زوجته بصنعه حتى في الأيام العادية بعيدا عن المعارض والملتقيات الخاصة بالأسر المنتجة هي منتجات مطلوبة بشكل يومي من الأهالي في المنطقة. وقال الشامسي إن الأسر لو كان لديها ما يكفي لفتح محال تجارية لفعلت ذلك ولكن غالب الأسر لديها رب عمل متقاعد وربما راتبه التقاعدي لا يكفي، أو زوجة ماهرة في حرفة ما وعلى مر السنين طورتها ولكنها أرملة أو مطلقة ولذلك وجدت في هذه المشاركات المساند لها لأجل دخل إضافي خاصة الأم الوحيدة التي تعيل فتيات وشبابا في مراحل دراسية مختلفة. وتعمل حليمة عبدالله على إنتاج وبيع الخبز والهريس والحلويات، وهي تشارك في أي معرض أو مهرجان تدعى له، في هذا السياق، قالت إن الأسرة المنتجة بحاجة لمحال ومعارض دائمة ومجانية من أجل أن تعمل بشكل جيد وتحصل على دخل جيد وتدخر، وأن على الإدارات التي تشرف على الأسر المنتجة أن تمنع السيدات اللاتي لديهن محال تجارية من المشاركة خاصة أن البعض يشاركن بأسماء مختلفة لأقارب والبعض منهن يأتين بسلع جاهزة للبيع لأن هذه الأسرة لا تملك الكثير من المال لفتح محال تجارية. وأضافت أن المشاركة كانت الهدف الأول بعيدا عن الربح، ففي كثير من المعارض الكبيرة ربما لا تكون هناك أرباح ولكن تواجد الأسرة المنتجة ضمن إطار الملتقيات هو جزء لايتجرأ من اعتياد الأسرة المواطنة من التواصل مع الآخرين، ومجرد مرور الزوار بالقرب من منتجاتها وسؤالها عما لديها يجعلها في غاية السرور». الحاجة إلى التطوير قالت شيخة، إحدى الزائرات، إن كل أسرة منتجة بحاجة الى تطوير النشاط ولذلك فهي بحاجة لبرامج تدريبية ومنافذ دائمة لعرض المنتجات حتى لو لم تكن السيدة حاضرة لأن هناك ظروفا كثيرة تحكم الأسرة المنتجة، وزيادة عدد المنافذ سيوسع حجم المنتج ويشجع على الاستثمار لا الهدر لأن بعض المعارض تفرض أسعار ربما تكون لإدارات الأسر المنتجة رمزية، لكنها ليست رمزية لأصحاب المنتجات خاصة إن لم يكن هناك إقبال بشكل عام ففي هذه الحالة لا تسترد الكثيرات إلا ما تم دفعه لاستئجار المحل. من جهتها، قالت خديجة أم علي إنها تحب التراث وتجمع كل ما له علاقة بالتراث، ولكن ليس كل مكان يمكن أن يكون مناسبا للعرض فعندما تسقط الأمطار ربما تتلف بعض المقتنيات، ولذلك فهي قد شاركت في المكان بالحلويات والمشروبات للصغار والكبار، كما أنها تقوم ببيع بعض المشروبات الشعبية مثل المردقوش وغيره ورغم قلة الإقبال إلا في أيام الجمع إلا أنها سعيدة بمشاركتها في الملتقى. وذكرت خديجة أن لها مشاركات في أيام الشارقة التراثية، ولكنها ممتنة لمن قام بدعوتها للمشاركة، وعليها أن تعمل على إنجاح الفكرة كي تستمر. وهي ترى أن هذا الملتقى بعد أن يعرف من قبل الزوار الذين يقدمون من أم القيوين ورأس الخيمة في الطريق إلى عجمان الشارقة، سيكون له شأن ذات يوم خاصة أنه يلبي حاجة أهل الحمرية.
المصدر: الحمرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©