«دسكاريد» تعتمد المظهر الشبابي وتقنن استخدام ربطة العنق

انتهت منذ أسابيع دورة عروض الأزياء الرجالية لموسمي ربيع وصيف 2011 في معظم عواصم الأناقة، والتي أظهرت الخطوط العريضة لأهم اتجاهات الموضة للمواسم القادمة، ولا شك أن أسبوع ميلانو كان متميزا بكل المقاييس، حيث فضّل المصممّون الإيطاليون أن يواجهوا نسمات الربيع ودفء الصيف بالعودة للأناقة الكلاسيكية والاتزان في التصميم، مضيفين على مجموعاتهم الكثير من الأطقم الراقية والبدل التقليدية، مع السترات الخفيفة والناعمة، ليكون رجل العام الجديد أنيقاً، عملياً، ورزيناً لأقصى الحدود. لم يكن عرض دار أزياء “دسكاريد” في ميلانو يعبر فقط عن الملابس والأزياء، بل كان هنالك شيء ما يحدث في الشكل والطراز الرجالي للماركة نفسها، وكأن مصمما الدار الحاليان “Dean and Dan Caten “ أرادا أن يخرجا بمجموعة مختلفة كليا عن ما سبقها، ليعودا إلى الوراء قليلا، بإيحاءات راقية من كلاسيكيات الأناقة الرجالية في زمن الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ولا شك أنها تعد خطوة كبيرة وجريئة من قبل التوأمين، ليغيرا أسلوبهما وخطهما المعتاد، فيبتعدان عن الصرعات والأزياء الشبابية المعاصرة، ويلجأان إلى الأشكال التقليدية والملابس الكلاسيكية لأناقة الرجل. عودة الكلاسيكية خرج العارضون الشباب على منصة العرض في ميلانو، وقد ارتدوا مجموعة راقية من الأطقم التقليدية، والبدلات الأنيقة، مع السترات الصيفية الخفيفة المزدانة بصف واحد من الأزرار وأحياناً بصفين، مع بعض القمصان القطنية الضيقة، والكنزات الصوفية المحبوكة، وعدد من المعاطف الكلاسيكية المحزمة، وجاكيتات من الجلد الطبيعي اللدن، والتي ارتدوها فوق بنطلونات كلاسيكية مريحة نسبيا، وذات بنسات جانبية صغيرة على منطقة الخصر، مع حضور قوي وطاغ لقماش الدينم المعروف باسم الجينز. وكأن رجل “دسكاريد” عاد بموديلات منتقاة من بنطلونات الجينز المغسولة والباهتة، كما لم يتخلى المصممان التوأمان دين ودان كاتين في هذه التشكيلة تماما عن ربطة العنق المتعارف عليها، بل وظفاها بشكل مدروس ومقنن لارتدائها فقط في غرف الاجتماعات ولحضور بعض المناسبات الرسمية، مفضلان الإطلالة النهارية بالطراز الشبابي الحيوي غير المتكلف، والاستعاضة بأوشحة الحرير المطبعة أو بسلاسل الفضة والذهب على القمصان القطنية المفتوحة على الصدر، كما ظهر بعض العارضين بكنزات ربيعية ناعمة منسوجة من خيوط البريسم (نوع من الحرير)، مع بعض التشكيلات التي تناسب أجواء العطلات والشواطئ من الشورتات القصيرة والتي شيرتات الخفيفة. ألوان الربيع والصيف ألوان “دسكاريد” لموسمي ربيع وصيف 2011، جاءت متنوعة ومتعددة، لتناسب كل الأذواق، وتناغمت فيما بينها بالمظهر الواحد، حيث ظهرت تدرجات هادئة من اللون البيج، والعاجي، والسكري، والأبيض، مع قمصان باهتة وردية وبنفسجية، والكثير من البنيات بظلال من العسلي، والكركمي، وأيضا العديد من السماوي، الأزرق، والكحلي، خاصة مع أقمشة الدينم أو الجينز، ولملابس العطلات والبحر اختار المصممان باقة من الألوان الزاهية والمبهجة التي تناسب هذه الأجواء المرحة، مثل الأحمر، البرتقالي، الفيروزي، الأصفر، والكاكي، مع بعض القطع المقلمة، والكروهات، بالمجمل كانت ألوان المجموعة وكأنها بدأت باهتة أولاً لتعلو وترتقي شيئاً فشيئاً بهدوء وتأن، لتصل فيما بعد للأسود الفاحم، وقليلاً من الأزرق الكحلي، والرمادي الداكن، وعودة متسقة للرزانة الكلاسيكية والألوان الأساسية للرجال. وارتأى التوأمان كاتين أن يتأطر رجل “دسكاريد” لسنة 2011، بأحزمة جلدية راقية مزينة بإبزيم معدني تقليدي يحمل اسم الماركة، مع أوشحة من الحرير الناعم حول العنق، وبعض المناديل المطبوعة لتظهر من جيب الجاكيتات، أما الأحذية فقد جاءت راقية وكلاسيكية للأمسيات، من الجلد الطبيعي والشمواه، بتصميم شبه مدبب في المقدمة، مع عدد من الأحذية الرياضية الجيدة الصنع، وبعض الصنادل الصيفية المفتوحة ذات الشرائط الجلدية والحلقات التي تحتضن أصابع القدم وتسمح لها بالتنفس خلال أوقات النهار.