الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبي تحبط 126 محاولة تهريب مخدر "سبايس" خلال 8 أشهر

دبي تحبط 126 محاولة تهريب مخدر "سبايس" خلال 8 أشهر
4 سبتمبر 2012
أحبط مفتشو جمارك دبي في قرية دبي للشحن والمنطقة الحرة بمطار دبي الدولي وبريد الإمارات خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، 126 محاولة لتهريب القنبيات المصنّعة المعروفة باسم "سبايس". وبلغ وزنها الإجمالي 23.5 كيلو جرام، وهي من المواد المحظورة التي يفوق تأثيرها المخدرات التقليدية، وتتسبب في أضرار جسيمة للجهاز العصبي المركزي. ويعتبر "سبايس" أحدث أنواع المخدرات التي يتم الترويج لها عبر مواقع الانترنت، حيث تُسوّق للمراهقين والشباب بأنها مادة تساعد على تحسين المزاج، وتُعرف بين الشباب باسم "الحشيشة الاصطناعية". ويأتي هذا المخدر غالباً على شكل أعشاب داكنة اللون، تتسبب في أضرار جسيمة لصحة وسلامة الإنسان قد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة، بناءً على تقارير سُجلت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك يؤدي إلى الهذيان، والهلوسة، والارتباك، وتخيّل أشياء غير حقيقية، والضحك، وخروج الشخص المتعاطي عن تصرفاته الطبيعية، وإصابته بنوبات من التشنجات، وعدم القدرة على تقدير المسافات. وتنتمي مادة "سبايس" إلى فئة "القنبيات المصنعة" Synthetic Cannabinoids أو "المواد الحاكية للقنب" Cannabimimetics، وهي تضم حوالي 200 مادة، تم إنتاج بعضها لأغراض الأبحاث الدوائية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي لإيجاد العلاقة بين التركيب الكيميائي للأدوية ونشاط مستقبلات المخ، وتم تحضير الأنواع الأخرى في مصانع الأدوية والجامعات كمركبات للبحث العلمي، ومن ثم وجدت طريقها إلى المختبرات السرية في الصين وأوروبا، حيث بدأ ترويجها كبديل للقنب. ويؤدي تعاطي شبيهات القنب إلى إتلاف الجهاز العصبي المركزي، وخاصة المخ، مما ينتج عنه هبوط حاد في الجهاز التنفسي، يؤدي في أسوأ الحالات إلى الوفاة. وقال مدير أول إدارة عمليات الشحن الجوي في جمارك دبي أحمد عبد الله بن لاحج أن جميع ضبطيات مادة "سبايس" التي وقعت بين يدي مفتشي جمارك دبي العاملين في قرية دبي للشحن ومركز تفتيش المنطقة الحرة بمطار دبي الدولي، خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، كانت قادمة إلى الدولة في طرود ورسائل بريدية، مختلفة الأحجام، من دول أجنبية وعربية، ينتشر فيها استخدام هذه المادة في أوساط المراهقين والشباب، خاصة خلال مواسم الاحتفالات، كما أن سهولة الحصول عليها عبر الإنترنت، وتوفرها في أكياس صغيرة الحجم، تشبه أكياس الشاي المغلّفة، وتحتوي على عدة جرامات، يزيد من انتشارها في مختلف دول العالم. وأوضح أن المواد التي تم ضبطها، كانت واردة إلى الدولة، وبعضها كان متجهاً لدول أخرى داخل شحنات عابرة. وجاءت معظم ضبطيات "سبايس" على شكل أعشاب بنية داكنة، مهربة بطرق احترافية مختلفة، بغرض التمويه ومحاولة خداع مفتشي الجمارك. وأشار مدير أول إدارة عمليات الشحن الجوي في جمارك دبي إلى أن الملاحظ على الطرود البريدية التي تم ضبط هذه المادة المخدرة داخلها، والتحقيق مع أصحابها لاحقاً، أنها كانت موجهة إلى فئة المراهقين والشباب، بل إن واحدة منها كانت داخل طرد باسم طفل عربي الجنسية في التاسعة من عمره. وقال إن كفاءة وخبرة مفتشي جمارك دبي والدورات التدريبية التي يشاركون فيها، قادت إلى الاشتباه بمحتويات الشحنات وإحباط مرور المواد المخدرة التي تحتويها، حيث يتم إلحاقهم بدورات تدريبية متخصصة في كافة المجالات من ضمنها التعرف على أنواع المخدرات، وخصائصها، سواءً من حيث أشكالها أو ألوانها أو روائحها، وطرق التفتيش للمواد والشحنات المختلفة، كما تزودهم بأحدث الأجهزة والمعدات التي تساعدهم في إنجاز مهماتهم، على اعتبار أن الجمارك هي خط الدفاع الأول للمجتمع، وأمنه، وسلامته، وهو ما أسهم في زيادة ضبطيات مادة "سبايس" وغيرها من المواد المخدرة المحظورة في الشهور الأخيرة، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها مروجو ومتعاطو هذه المادة لإدخالها إلى الدولة عبر طرق ملتوية وتضليلية، سواءً بكميات صغيرة أو كبيرة. وتراوحت الكميات التي تم ضبطها في كل طرد أو رسالة بريدية بين 5 جرامات، وهي أصغر كمية تم ضبطها، و2 كيلو جرام، وهي الضبطية الأكبر خلال هذه الفترة من عام 2012. وأكد أحمد بن لاحج أن جمارك دبي بذلت جهوداً حثيثة لتتبع المواقع الإلكترونية التي تروج لبيع مثل هذه المواد عبر الإنترنت، ومن ثم تم وبالتنسيق مع الجهات المعنية حجب هذه المواقع التي تم اكتشافها. وأكد مدير أول إدارة عمليات الشحن الجوي في جمارك دبي أنه بعد الانتهاء من هذه الضبطيات، يتم تحويل المضبوطات والمعلومات الخاصة بها الجهات المختصة لاستكمال التحقيق، واتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها، وهو ما أسفر عن ضبط العديد من المهربين في هذه العمليات. وتهيب جمارك دبي بالآباء وأولياء الأمور بضرورة متابعة أبنائهم وأصدقائهم، وتدعوهم إلى التواصل مع الجهات المعنية في حالة الاشتباه بوجود مثل هذه المواد أو الأكياس المغلفة المشبوهة، أو معرفتهم بوجود أشخاص أو جهات تروج لمثل هذه المواد، حيث أن من شأن هذه الجهود أن تعزز من الشراكة التي تربط الجهات الحكومية بأفراد المجتمع، ضمن المسؤولية المجتمعية للجميع، والحرص على التغلّب على الآفات الضارة والخطيرة والحد من انتشارها وحماية المجتمع من تأثيراتها السلبية، وإيجاد مجتمع صحي خالٍ من مثل هذه الآفات الضارة. وكانت دولة الإمارات قد أدرجت مؤخراً مادة "سبايس" في الجدول رقم (1) من قانون المخدرات الاتحادي، باعتبارها من المواد المخدرة، التي يعاقب مروجوها ومتعاطوها، نظراً لخطورتها الكبيرة على الجهاز العصبي المركزي، وسهولة الحصول عليها، واستخدامها كبديل عن الحشيش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©