نافذة على القلب

حارب الظاهري معارض الكتب وأهميتها الثقافية وسط هذه الأجواء الجميلة الضالعة نحو الإحساس والشعور بالنشوة ما دام للطقس دور في مناخ البشرية ومؤثر لدرجة عميقة في النفوس، يحدث انعكاسات إيجابية على نحو من التفاؤل والتفاعل الراقي! وينحى بالروح المفعمة بالمثالية بمد من الشفافية الخلابة، ويبقى للحبر مده الثقافي المتسم بالفرح، وهذا ما يحتويه معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يزهر بالانطلاقة المشرقة والثمينة، ومقدر هذا الحرص النابع من كونه من أهم الركائز الثقافية والرافد لثقافة حرة وسط هذه التداعيات والمغالطات الدولية المؤثرة والتي هدفها ثورة الانصهار في بوتقة العالمية البشعة! فالمعرض الثقافي من شأنه أن ينافي الانهيار الاجتماعي والتشتت الفكري، ويحدث روابط متينة للموروث الثقافي والفكري، ومن شأنه بما يعرضه من كتب مهمة أن يعرف بالسطوة الاستعمارية الحديثة، والتي باتت واضحة وجلية ناحية الفكر والعقل العربي، وما تهدف إليه من عقل عربي هامشي وسطحي، فبعد سقوط التشكل العسكري العربي وانحلال المنظومة السياسية العربية من أهدافها! بات الموروث الثقافي على انكشاف، فمن دون هذه الركائز الثقافية والفكرية كالمعارض والأنشطة الثقافية، كيف للعقل العربي المستهدف أن يتعاطى دوره الاجتماعي و الحضاري، وكيف له أن يعي الأهداف النبيلة التي تنبذ العنف وتمجد الصداقة وسط رتم حياة عقيمة هدفها المال والاقتصاد على حساب المبادئ الإنسانية والكرامة؟! فالعالم بات يصعد إلى السماء بمنهجية الدولار واليورو، والعالم يقبع في الحضيض ضمن فجوة التداخلات والتفاوت القائم على الذل والعبودية والفقر وسلب الأرض وبات القتل مباحا في عرف العالم الجديد المفزع! إنها أيديولوجية مصطنعة قائمة على التحريف بمناهج الفكر، وضرب الأديان ببعضها والطوائف، ونسخ إنسان لا يدرك وسط هذا الانصهار! إذاً الركائز الثقافية هي المخرج، وتقوم بدور مشرق وجميل، وتحظى بتفاعل خاص وعام، إلا أن هناك ما من شأنه أن يبلورها بشكل أجمل، فالأمر بات مهما أن يصبح لمعارض الكتب منهجية الاتصال مع الآخر من مثقفين ورواد بعد هذا المتجسد بالفتور والرتابة، فقد فجرنا أكثر من نداء على الإدارات القائمة على معارض الكتب بأهمية وجوب رسالة ثقافية متحركة وطواف للمعارض ما بين جيوب المدن وساحاتها ووسط الأسواق والمنتديات وطرق أبواب القرى والمناطق النائية! وأهمية تحويل المعارض إلى تظاهرة ثقافية بثوب فاعل! والأهم أن يحظى المعرض الثقافي بأهمية إعلامية ولا يكون ضمن بوتقة التجاهل التي تثير علامات الاستفهام! فما هي الخطة الإعلامية تجاه الأحداث الثقافية والفكرية والأدبية بالدولة؟ تجد الإجابة اللغز والحصيلة المبعثرة! إضاءة: إذا ما أردنا معارض ثقافية تخاطب الفكر لابد أن تبدو ذات اهتمام يتوازى مع أهميتها الاجتماعية، ولابد من دور إعلامي قادر على التعاطي مع الأحداث الثقافية!